بين الخوف والأمل.. غزة حائرة بعد وقف النار في لبنان
طفل فلسطيني ينجو بلعبته من قصف منزله
استقبل الغزاويون في القطاع الفلسطيني المتأزم إعلان وقف إطلاق النار في لبنان الذي جرى توقيعه بين إسرائيل و"حزب الله" في ساعة مبكرة من صباح أمس، بمشاعر متضاربة، حيث ينظر إليه كثيرون باعتباره مقدّمة محتملة للسلام، لكن آخرين يخشون أنه سيسمح للقوات الإسرائيلية بالتركيز على العمليات التصعيدية في القطاع حيث تدور الحرب منذ أكثر من عام.
وأوقفت الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 3700 شخص، مع محو قرى لبنانية بأكملها من على الخريطة.
فشل محاولات عديدة للتوصل لهدنة في غزة
وفشلت محاولات عديدة بُذلت على الصعيد الدبلوماسي للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة خلال العام الماضي، باستثناء وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التوصل إليه قبل عام.
مقتل أكثر من 44 ألف فلسطيني
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع عن مقتل نحو 44300 شخص، ونزوح أغلب السكان، وتسببت في أزمة إنسانية واسعة النطاق، لكن بعض الفلسطينيين يتمسك بالأمل في أن يؤدي وقف إطلاق النار في لبنان إلى تمهيد الطريق لاتفاق مماثل في غزة.
ردود فعل النازحين الفلسطينيين بعد وقف إطلاق النار في لبنان
في هذا السياق، قال محمد أبو سمعان، وهو من سكان غزة ونزح إلى خانيونس لصحيفة “ذا ناشيونال تايمز”: "كانت استراتيجية الاحتلال دائمًا هي فصل الجبهات، ورفض التوصل إلى إتفاق شامل". ويرى أنه من خلال عزل غزة عن الجبهة في لبنان، ستسعى إسرائيل الآن إلى التوصل إلى اتفاق بشروطها الخاصة.
وأضاف أن إسرائيل، من خلال التوصل إلى إتفاق في لبنان، تستطيع الآن التركيز على غزة وفقًا لشروطها، ومعاملتها كطرف مهزوم يسهل السيطرة عليه. ولكن آخرين أقل تفاؤلًا بشأن إمكانية التوصل لاتفاق في الأفق، ويشعرون بالتخلي عنهم في مأزقهم في غياب دعم “حزب الله”، ويخشى كثيرون أن تصعد إسرائيل الآن عملياتها العسكرية في غزة.
وكانت إسرائيل قد أعادت نشر بعض قواتها إلى الشمال قبل أن تشن غزوها للبنان قبل شهرين.
فيما قال محمد كمال، أب فقد اثنين من أبنائه ويعيش في خيام النازحين بعد هدم منزله في الحرب: أشعر بعدم تفاؤل إزاء وقف إطلاق النار في لبنان، فمن المرجح أن تركز قوات الاحتلال أكثر في ضرباتها ضد القطاع وبصورة أكثر وحشية، ومن الصعب قبولها بهدنة في فلسطين قريبًا، وستستمر الغارات تقصف منازلنا وتقتل أطفالنا.
وقال يوسف موسى من مدينة غزة: "الآن وفي ظل عدم وجود جبهة برية نشطة إلى جانب غزة، فإن إسرائيل قد تعيد نشر وحداتها الشمالية لتوسيع هجماتها البرية هنا".
وأضاف إنه يخشى أن تتعرض مناطق أخرى لقصف عنيف مماثل لأجزاء من شمال غزة، التي تعرّضت لغارات جوية متواصلة وحوصرت منذ أوائل الشهر الماضي.
وأعرب شقيقه، حسين موسى، عن خيبة أمل مماثلة، متمنيًا أن تظل جبهة “حزب الله” نشطة حتى يتم ضمان انتهاء الحرب في غزة. وقال: "معًا، تستطيع الجبهتان الضغط على الاحتلال. غزة وحدها ضعيفة وغير مجهزة".
أما قالت رهف محمد، أم لديها طفلان فقدت زوجها في إحدى الغارات الإسرائيلية، قالت إنها تشعر بالخوف إزاء وقف إطلاق النار في لبنان، حيث ترى أنه بذلك ستركز قوات الاحتلال على ضرباتها في القطاع أكثر، وأضافت أن بهذا الاتفاق من الممكن أن تتخلى جماعة “حزب الله” عن ضرباتها للعدو وتقف حماس بمفردها في وجه الاحتلال.
وأشارت في حديثها لصحيفة "ذي ناشيونال تايمز"، إلى أن الأمل لا ينقطع في تحقيق هدنة مماثلة في غزة ولو مؤقتة تستطيع من خلالها علاج أطفالها، وتمنت دخول المساعدات وعودة عمل المستشفيات والقطاع الطبي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
“حماس” ترحب بقرار وقف إطلاق النار في لبنان
في السياق ذاته، رحب مسؤول في حركة “حماس” بوقف إطلاق النار مع حليفها “حزب الله”، مضيفًا أن الحركة "غير منزعجة" من وقف الحرب في لبنان، بحسب “رويترز”.
استمرار الغارات الإسرائيلية
ميدانيًا، استمرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، تزامنًا مع إعلان وقف إطلاق النار في لبنان. حيث ضربت الغارات الليلية مناطق سكنية ومدارس تؤوي أسرًا نازحة.
وأسفرت الغارات عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في مدرسة بمدينة غزة، بينما قُتل ثلاثة آخرين في هجوم قُرب مستشفى “كمال عدوان” شمال القطاع.
-
05:00 AMالفجْر
-
06:32 AMالشروق
-
11:43 AMالظُّهْر
-
02:35 PMالعَصر
-
04:54 PMالمَغرب
-
06:16 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بخلاف آلاف القتلى.. 14 شهرا مكلفة بين إسرائيل ولبنان
28 نوفمبر 2024 09:43 م
25 عاما على "فخر دبي".. فندق برج العرب يحتفل بيوبيله الفضي
28 نوفمبر 2024 07:16 م
المصري رامي الجمل يشعل إيطاليا.. مواجهات عنيفة في شوارع ميلانو
28 نوفمبر 2024 07:12 م
هدنة "هشة" في لبنان.. من البادئ باختراق وقف إطلاق النار؟
28 نوفمبر 2024 07:01 م
أكثر الكلمات انتشاراً