في أزمة عُمَر.. ظهران
ليس هناك أسوأ من أن ترى صورة ظلت طوال الوقت في أبهى زينتها تتكسر أمامك بعنف وأن ترى تمثالاً صُنع للنزاهة والأخلاق يتم تكسيره بشراسة .. ستشعر وقتها بردة فعل عنيفة يغلفها الصدمة والذهول فهل يُعقل أن تختل المعايير فجأة وبهذه السهولة؟!
هل ممكن أن يفرط صاحب هذه الصورة وهذا التمثال في قيمتهما بشكل فج يطيح به من فوق الأرض بهذه السذاجة؟!
هذا هو الحال الذي انتاب جميع المتابعين لأزمة المخرج "عمر زهران" الذي تم اتهامه فجأة بسرقة مغارة "علي بابا" التي تملكها السعودية "شاليمار شربتلي" زوجة المخرج المثير للجدل "خالد يوسف" فكيف لرجل عُرف منذ بداية عهده بكل شيم الأخلاق والكرم بإجماع آراء كل من عاصروه لسنوات عمره الطويلة أن يصبح فجأة سارق مارق خارق حارق بهذا الشكل؟! صدمة عنيفة ضربت كل الأوساط الفنية لما يشاهدونه ويسمعونه عن رجل لقبه طوال مسيرته "البرنس" .. لا أحد يفهم شيء .. لا أحد يملك معلومة حقيقية .. لا أحد يستطيع استيعاب سرعة تعاقب الأحداث وعنفها والتي تفرض عليك أن ترجع بخطواتك للخلف قليلاً وتقف مراقبة لتحاول مشاهدة المشهد في "كادر" أوسع لعلك تلتقط تفاصيل أكثر دقة تساعد عقلك على فهم واستيعاب ما يحدث!
الحقيقة أن المشهد كله عبثي عشوائي ولكنك تلمح فيه "العشوائية المنظمة" وما تم تصديره بنجاح وجه واحد فقط .. نحن أمام مجرم عتيد استطاع بدهاء الاستيلاء خلسة على مغارة تمتلئ بكنوز من الذهب والياقوت والمرجان وكل خيرات الله بمبالغ تسد ديون دولة مختبئاً خلف قناع برئ يتم التأكيد بضغط مستمر ألا ننخدع فيه وأن حقيقته كما يؤكدها الاتهام المزمع .. هذا الوجه الوحيد للحقيقة التي يؤكدون عليها ويضغطون بكل الأدوات لتصديقها .. ولكن...........…
أمام هذا الوجه في أزمة المخرج "عمر زهران" بدل الظهر .. ظهران يجب البحث فيهما جيداً وبدقة لمحاولة الوصول لأقرب سيناريو حقيقي لهذه الأزمة التي تعصف بتاريخ وسمعة رجل بعد عمر طويل من بنائهما .. سيناريو "يدخل الدماغ" ...…
الظهر الأول .. هذا الكم من المجوهرات الثمينة التي تحتفظ بها "شاليمار" في شقتها وتمت سرقتها منذ عامين ولم تصل ببلاغاتها للسارق وتذكرت بعد مرور هذه المدة أنها سُرقت وأن سارقها هو "عمر زهران" تحديداً بتأكيد غريب بزعم أنه وجد شيء منها في شقتها ودلها عليه .. وفجأة تنقلب الدنيا رأساً على عقب لتتحرك قوات وتذهب لشقته ثم تلتقطه من الطريق إلى بلدته ثم مداهمة شقته ثم تحقيق ثم نيابة ثم محاكمة في سرعة خيالية مريبة بعد ساعات فقط من بلاغها وإصرارها أنه وحده هو السارق ودخوله لقاعة المحاكمة وسط حراسة مشددة لا تترك له مكاناً للحركة بشكل غير مبرر وكأنك قمت باصطياد "زعيم المافيا" مثلاً وتخشى هروبه!
والسؤال الأهم هنا .. هل سيدة بهذا الثراء الفاحش الماجن تضع منجماً من الذهب والألماس في شقتها التي أصبحت صورتها الذهنية هي مغارة علي بابا لا تمتلك كاميرا مراقبة بمئات الجنيهات تؤمن بها مغارتها وتربطها بهاتفها؟
الغريب أن هذا الظهر من الأزمة يخفي فيه أن شقتها فندقية في أكبر الفنادق على ضفاف النيل فأين تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالداخل وكاميرات الخارج والتي تغطي محيط المكان في التحقيقات الأولى منذ عامين؟! وإذا كانت تحتفظ بثروتها هذه خارج شقتها الفندقية فأين أيضاً تفريغ كاميرات مراقبة محيط المكان في نفس التحقيقات؟
أما الظهر الثاني من هذه الأزمة .. اتهام "عمر زهران" وتثبيت هذه التهمة عليه استند إلى بعض الإكسسوارات والمجوهرات التي وجدت عنده وأقر أنها كانت هدية من "شاليمار" له وهي المعروفة بتوزيع العطايا على المحيطين والتي صنعت منهم حاشية لها تغدق عليهم وتشعر بالنشوة بينهم كما كانت تفعل الأميرة "هند الفاسي" في سنوات ما قبل 2011 وتسخر كل القوى لصالحها من مقر إقامتها بجناحها في أحد الفنادق الشهيرة الكبرى المطل على النيل أيضاً .. واللافت أن "زهران" نفسه كان يتباهى على حسابه على "فيس بوك" بحصوله على إحدى الهدايا الثمينة من "شاليمار" وهو يعلن صراحة أنه يصعب عليه اقتنائها من أمواله نظراً لثمنها الباهظ الذي لا يقدر عليه .. هو قالها صريحة بلا مواربة!
الغريب في القصة أن يظل "زهران" محتفظاُ بدليل إدانته في شقته بمنتهى السذاجة عياناً جهاراً!
في نفس الظهر لهذه الأزمة تجد أن "عمر زهران" في التحقيقات لم يدافع عن نفسه أمام اتهام "شاليمار" الذي ينسف تاريخه وسمعته ويمحيه هو تماماً بتوجيه أي اتهام لها من أي نوع أو تبرير ما تفعله ضده واكتفى بالقول أنها تسير وراء "عرافة" هي التي دلتها على سارقها وهو أمر غير طبيعي في مثل هذه الأمور حتى أنه نفسه لم يُعلن أحد من خلال الكشف عن التحقيقات أنه طلب استدعائها ومواجهتها مثلاً وهو ما وضع "عمر" في موقف صعب واقتاده إلى مرحلة غاية الخطورة أضعفت موقفه في القضية وجعلت هناك من يشكون أن تكون هناك شبهة صحة للواقعة!
ولكن هناك في زاوية أخرى لم يلتفت إليها أحد .. أسئلة لم تٌسأل ولم يُنتبه إليها ووضعها في الاعتبار ..…
هل يخاف "عمر زهران" من اتهام "شاليمار" أو مواجهتها؟ يخاف منها هي شخصياً في شيء؟ "بفرضية براءته من الواقعة المشينة".
هل يعلم "عمر زهران" السبب الحقيقي لأزمته مع "شاليمار" ولا يستطيع الإفصاح عنه وهو ما يجعله صامتا؟ رفض شيء ما؟ يُعاقب على فعل ما؟ على معرفته بسر ما؟
أما السؤال الكلاسيكي .. هل "عمر زهران" كبش فداء لأحد الأشخاص المقربين من دائرة "شاليمار"؟!
ويبقى السؤال الأهم .. لماذا الصمت المريب للمخرج "خالد يوسف" زوج المدعية وعدم محاولته حل الأزمة رغم صداقتهما لعمر طويل صداقة كان فيها "عمر زهران" الصديق المقرب المخلص في كل أزماتها خاصة ما عصفت بها بسبب زوجها "خالد يوسف" .. فلماذا هذا الانقلاب المفاجئ؟!
الحقيقة المجردة الآن دون أي تحيز لأي طرف من "عمر زهران" أو "خالد وشاليمار" وبإحكام العقل والمنطق والضمير أيضاً أننا أمام طرفان ..
الأول .. حسن السمعة والسيرة منذ ظهوره ولا تشوبه شائبة ولا شائعة ولا أية شكوى من أي نوع ويشهد له الجميع وحتى في ظل هذه الأزمة لا يزال اسمه ناصع البياض هو درعه.
الثاني .. سيء السمعة والسيرة منذ ظهوره ويلاحق اسمه الفضائح التي انتهت بجريمة أخلاقية بفيديوهات لا أخلاقية مقابل المتاجرة بأحلام الباحثات عن الشهرة ثم هروبه من الملاحقة خارج البلاد وارتداء زي المُعارض والانضمام لحلف من الأعداء في مهاجمة الدولة وإدارتها وإلصاق الاتهامات بها طوال الوقت بهدف إسقاطها .. والغريب هو عودته وعودة أعماله إلى أن وقفنا في هذه النقطة.
أما زوجته "شاليمار" التي صمتت وتجاهلت كل فضائحه المشينة هي طامة كبرى منفردة .. "بنت الشربتلي" لها قضية اتجار بالبشر واستعباد في فرنسا أدينت فيها وصدر ضدها حكم بالسجن 3 سنوات لم تنفذهم بعد هروبها إلى السعودية فأثناء إقامتها في باريس قامت بتوظيف 3 عاملات بالمنزل أميات ما بين 33 و 55 عام أحضرتهن من جدة وقامت باستعبادهن وأثبتت التحقيقات تعرضهن للضرب والإهانة وسوء التغذية وعدم السماح لهن بمغادرة المنزل نهائياً!
من الجاني؟! هذا هو السؤال الذي تختبئ إجابته بين أضلاع القضية الثلاثة ويبقى ظهورها في يد عدالة السماء بضمائر على الأرض.
الأكثر قراءة
-
الشيخ محمد أبو بكر: أنا بريء.. والقاضي: ادخل القفص واقعد ساكت
-
تفحم 4 منازل في حريق قُرب دير القديس سمعان بمنشية ناصر (فيديو)
-
من أكبر الطوائف.. ما ديانة جوزيف عون رئيس لبنان الجديد؟
-
تشكيل ريال مدريد ضد ريال مايوركا المتوقع في كأس السوبر الإسباني
-
موعد مباراة ريال مدريد وريال مايوركا في كأس السوبر الإسباني 2025
مقالات ذات صلة
مي فاروق .. وأم صورم!
08 يناير 2025 07:17 م
عودة الإمبراطور.. تحدي طارق نور بقيادة المتحدة
11 ديسمبر 2024 06:46 م
العمليات والحروب النفسية.. ذخيرة الإعلام الموازي
10 نوفمبر 2024 11:53 م
ستة وسبعة وثمانية
19 أكتوبر 2024 07:19 م
أكثر الكلمات انتشاراً