الخميس، 12 ديسمبر 2024

02:47 م

الفصائل تتقدم والجيش ينسحب.. "حماة" خارج سيطرة النظام السوري

الفصائل المسلحة تدخل مدينة حماة

الفصائل المسلحة تدخل مدينة حماة

أعلنت قوات الجيش النظامي في سوريا، اليوم، الانسحاب من مدينة حماة وسط البلاد، في تطور ميداني غير مسبوق، جاء بعد ساعات من إعلان الفصائل المسلحة، وأبرزها "هيئة تحرير الشام"، دخولها المدينة.

ويعد هذا الحدث الأول من نوعه الذي تخرج فيه حماة عن سيطرة الجيش السوري منذ أكثر من 4 عقود، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكدت وزارة الدفاع السورية في بيان لها أن وحداتها العسكرية "أعادت الانتشار والتموضع خارج مدينة حماة"، مضيفة أنها ستواصل “القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية”.

سيطرة ميدانية ومعارك عنيفة

في المقابل، وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تمكنت الفصائل المسلحة من دخول المدينة من عدة محاور، وسط معارك وصفت بـ"الطاحنة" مع قوات النظام.

وأشار المرصد إلى أن الفصائل سيطرت على الجهة الشمالية الشرقية من المدينة، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة في مناطق أخرى.

الجولاني يحذر العراق من التدخل

وفي تصريح لافت، حذر زعيم "هيئة تحرير الشام"، محمد الجولاني، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، من السماح لقوات "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران بالتدخل في سوريا، مؤكدًا أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة.

أهمية حماة الاستراتيجية والتاريخية

وتعتبر مدينة حماة نقطة وصل حيوية بين المحافظات السورية الرئيسية، مثل دمشق، وحمص، وحلب، وإدلب، ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات إدلب واللاذقية أهمية استراتيجية عسكرية وسياسية.

كما تحمل المدينة رمزية خاصة في التاريخ السوري، لا سيما بعد أحداث عام 1982 التي شهدت حملة عسكرية واسعة بقيادة الرئيس السابق حافظ الأسد لإخماد المعارضة في المدينة، ما جعلها جزءًا من الذاكرة الجماعية السورية لعقود طويلة.

تصعيد متواصل ومعارك متتالية 

التطورات الأخيرة تأتي بعد أيام من معارك عنيفة بين قوات الجيش والفصائل المسلحة، تركزت على محاور استراتيجية في سوريا منها مدينة حلب التي تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة عليها والتوغل فيها، لكن سرعان ما استرد الجيش النظامي في اليوم ذاته أجزاءً كبيرة من حلب، وفقًا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويرى مراقبون أن خروج حماة عن سيطرة النظام يشكل ضربة كبيرة، قد تعيد رسم التوازنات السياسية والعسكرية في سوريا.

search