الأحد، 15 ديسمبر 2024

01:32 ص

البؤساء.. لاجئون سوريون يفرون من حرب لبنان إلى جحيم سوريا

غارة إسرائيلية تدمر منزل لاجئين سوريين في لبنان- اندبندنت

غارة إسرائيلية تدمر منزل لاجئين سوريين في لبنان- اندبندنت

خاطر عبادة

A A

بعد فرار لاجئين سوريين من الغارات الإسرائيلية على لبنان، وجدوا أنفسهم على جبهة صراع آخر في سوريا، لينطبق عليهم القول: البؤساء.

الموت يلاحقنا

وسلط تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، الضوء على معاناة هؤلاء الفارين من الحروب تحت عنوان "الموت يلاحقنا".

ونقلت الصحيفة بعض شهادات اللاجئين، حيث قالت مريم، وهي لاجئة سورية، بأنه عندما دمرت الغارات الإسرائيلية منازل في قرية بجنوب لبنان، قامت بحزم حقائبها بأسرع ما يمكن وهربت إلى بلدها الأصلي.

وبعد أكثر من عقد من الزمان منذ هروب الأسرة إلى لبنان، وجدوا أنفسهم يخوضون نفس الرحلة الخطيرة في الاتجاه المعاكس، وقد دفعوا للمهربين مئات الدولارات مقابل رحلة شاقة استمرت ثلاثة أيام، وخاطروا بالاعتقال للوصول إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

ولكن بعد فترة وجيزة، وجدت الأم لثلاثة أطفال نفسها على خط جبهة جديد، فقد شن المتمردون هجومًا مفاجئًا، اجتاحوا بعض أكبر مدن وبلدات شمال سوريا، من بينها تلك التي فرت إليها للتو.

وقالت مريم من خيمة في منطقة تسيطر عليها الآن قوات معارضة للأسد:"لقد هربنا من لبنان إلى قريتنا في سوريا، لكن الحرب لاحقتنا هنا أيضًا- ضربت غارة جوية بالقرب منا قبل بضعة أيام".

وأضافت أن خيمة مجاورة تعرضت للقصف قبل بضعة أيام فقط، مما أسفر عن مقتل عائلة بأكملها بداخلها.

وتابعت مريم "ابني يستيقظ باكياً في الليل خوفاً من الغارات الجوية. أكبر مخاوفنا هي الطائرات الروسية والسورية التي تقصفنا. كيف يمكن لقماش الخيمة أن يصمد أمام صاروخ؟".

وتضيف: "الأطفال يشعرون بالبرد طول الوقت، نعيش قي خوف ولا توجد طريقة للعودة إلى لبنان، لقد قطعتنا الحرب تمامًا، ولا يمكننا المغادرة.. نحن عالقون".

فر نحو 562 ألف شخص من لبنان إلى سوريا - أكثر من 60 في المائة منهم سوريون، بسبب الحرب على لبنان، وفقا للأمم المتحدة.

والآن وجد العديد منهم أنفسهم محاصرين على الخطوط الأمامية لصراع جديد مع اندلاع الحرب الأهلية السورية الراكدة إلى حد كبير منذ 13 عامًا في معارك دامية جديدة مع الهجوم المفاجئ الذي شنته قوات المعارضة- بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام التي كانت مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة.

وقالت عائلتان أجرت صحيفة الإندبندنت مقابلات معهما إن أقاربهما الذكور اعتُقلوا واختفوا عند عودتهم إلى سوريا، إما لأسباب سياسية أو للتجنيد الإجباري.

وقال ثلاثة مراهقين فروا إلى سوريا لكنهم تمكنوا من العودة إنهم اضطروا إلى دفع مئات الدولارات للمهربين.

وفي خيمة شديدة البرودة في مخيم للاجئين في وادي البقاع بلبنان، تبكي خديجة، 45 عاما، وهي ترتدي حجابها مع تدهور الوضع في سوريا، وقالت :"قبل شهرين، أرسلت بناتي الأربع، بينهن واحدة تبلغ من العمر 17 عامًا فقط وهي حامل، إلى منزل عمهن في شمال شرق سوريا للهروب من القصف في لبنان. أدت غارة جوية إلى تدمير مبنى مجاور لمخيم اللاجئين في لبنان، مسفرا عن تمزيق خيامهم بالشظايا".

لكن بناتها، اللواتي يعشن الآن في محافظة الرقة، شمال شرقي سوريا، لم يعد من الممكن الاتصال بهن منذ تصاعد الحرب في نهاية الأسبوع الماضي، والحدود اللبنانية مغلقة في الغالب، لذا لا يمكنهن العودة.

وأضافت خديجة بصوت يرتجف من البكاء. :""لا أعرف ما هو مصيرهم- إنهم بناتي، وقطع من قلبي، لا أعرف ماذا حدث".

وأضاف زوجها محمد: "عاد كثيرون إلى سوريا، هربوا من الموت ليجدوا الموت في انتظارهم، وكأن الموت يطاردهم".

search