الخميس، 12 ديسمبر 2024

10:37 ص

تطورات دخول إسرائيل سوريا.. وما سر "الأسلحة الكيماوية"؟

الجيش الأمريكي في سوريا

الجيش الأمريكي في سوريا

A A

قال مسؤول أمريكي، إن الولايات المتحدة تعمل مع عدة دول أخرى في الشرق الأوسط لمنع وقوع الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها نظام الأسد في الأيدي الخطأ، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي احتلال قواته جبل الشيخ في سوريا، فما تفاصيل دخول إسرائيل سوريا؟ 

وفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، تشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها مثل إسرائيل بالقلق من أن انهيار الجيش السوري، والفوضى التي تعم البلاد، قد تتيح للجماعات الإرهابية الاستيلاء على أسلحة خطيرة يحتفظ بها نظام الأسد.

وقال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو، إن الولايات المتحدة ستواصل الحفاظ على وجودها في شرق سوريا وستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد الرئيس جو بايدن في خطاب ألقاه يوم الأحد: "سنقوم بدعم جيران سوريا -لبنان، العراق، الأردن، وإسرائيل- ضد أي تهديد قد ينشأ من سوريا".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان يوم الأحد: "سندعم الجهود الدولية لمحاسبة نظام الأسد وداعميه على الفظائع والانتهاكات التي ارتكبوها ضد الشعب السوري، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية".

نظام الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية

واستخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين في عام 2013، منتهكًا "الخط الأحمر" الذي حدده الرئيس الأسبق باراك أوباما قبل عام من ذلك عند مناقشة ما قد يؤدي إلى التدخل العسكري الأمريكي.

وفي نهاية المطاف، تراجع أوباما عن تهديداته بقصف سوريا وأبرم صفقة مع روسيا لتدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد.

لكن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين وغربيين آخرين يعتقدون أن النظام انتهك الاتفاق واحتفظ ببعض أسلحته الكيميائية.

غازات إسرائيلية على قواعد عسكرية سورية

وعلى مدى الـ48 ساعة الماضية، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية ضد العشرات من القواعد العسكرية السورية ومستودعات الأسلحة والمرافق التي كانت جزءا من برامج الأسلحة الكيميائية والصواريخ الباليستية السورية، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة أكسيوس: "تقع على عاتقنا مسؤولية التأكد من عدم وقوع أنظمة الأسلحة الاستراتيجية في الأيدي الخطأ".

دخول إسرائيل سوريا

كما نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي إدرعي صورا قال إنها لقوات جيش الدفاع خلال مداهمتها منطقة جبل الشيخ في جزئه السوري أمس الأحد.

وكتب أدرعي على موقع تلجرام: "صور من مداهمة قوات جيش الدفاع إلى منطقة جبل الشيخ في شقه السوري وذلك في إطار انتشارها في المنطقة العازلة وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية وذلك لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل في ضوء الأحداث في سوريا".

إسرائيليون في جبل الشيخ

عشرات الضربات الجوية الأمريكية

وفي هذه الأثناء، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أنها نفذت "عشرات الضربات الجوية الدقيقة" التي كانت تهدف إلى القضاء على معسكرات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسط سوريا، الأحد.

وجاءت الضربات في إطار مهمة مستمرة "لتعطيل وإضعاف وهزيمة داعش، من أجل منع الجماعة الإرهابية من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعي داعش للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسها في وسط سوريا"، بحسب بيان للقيادة المركزية الأمريكية.

وقال مسؤول أمريكي أطلع الصحفيين يوم الأحد إن إدارة بايدن ركزت في الأيام الأخيرة على الأسلحة الكيميائية السورية.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لديها "معلومات جيدة" عن حالة مخزون الأسلحة السورية وإن خبراء الاستخبارات الأميركية يعتقدون أنها لا تزال تحت السيطرة.

وقال المسؤول "نحن نتخذ تدابير حذرة للغاية في هذا الشأن... نحن نفعل كل ما في وسعنا لضمان عدم وصول هذه المواد إلى أي شخص والاعتناء بها".

وأضافوا "نريد التأكد من تدمير أو تأمين الكلور أو الأشياء التي هي أسوأ بكثير. وهناك العديد من الجهود في هذا الصدد مع الشركاء في المنطقة".

بينما كان المتمردون السوريون في طريقهم إلى دمشق يوم السبت، أصدروا بيانا من غرفة الحرب المشتركة الخاصة بهم يؤكدون فيه أنهم لا يهتمون بالأسلحة الكيميائية التي يمتلكها نظام الأسد.

وقال المتمردون إنهم سيتعاملون مع القواعد والمنشآت العسكرية التابعة لنظام الأسد بمسؤولية، وتعهدوا بتأمين البنية التحتية وعدم السماح لها بالوقوع في الأيدي الخطأ.

وقال المتمردون أيضا إنهم مستعدون للتنسيق مع المجتمع الدولي بشأن مراقبة الأسلحة والمواقع الحساسة في سوريا، وتقديم ضمانات بأنهم لن يستخدموا أي أسلحة محظورة بموجب القانون الدولي.

وحدد بايدن السياسة الأمريكية بشأن الأزمة في سوريا خلال الأيام الـ43 المتبقية من إدارته في خطاب ألقاه يوم الأحد.

دمار سوريا

بايدن ينافش الوضع 

وقال بايدن إنه سيتحدث إلى زعماء الشرق الأوسط في الأيام المقبلة وسيرسل مسؤولين أميركيين كبارا إلى المنطقة لمناقشة الوضع.

وأضاف "سنعمل مع كل المجموعات السورية لإرساء مرحلة انتقالية نحو سوريا مستقلة ذات سيادة تخدم كل السوريين".

وأكد أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبله، لكن الولايات المتحدة مستعدة لدعم هذه العملية.

ورسل بايدن رسالة إلى زعيم الجماعة الإسلامية الرئيسية، أبو محمد الجولاني، دون أن يذكره أو يذكر تنظيمه هيئة تحرير الشام بالاسم.

واعترف بايدن بأن "بعض الجماعات المتمردة التي أطاحت بالأسد لها سجلها المروع في مجال الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان".

وأضاف "لقد أخذنا علماً بالتصريحات التي أدلى بها زعماء هذه الجماعات المتمردة في الأيام الأخيرة. إنهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن، ولكننا سوف نقيم ليس فقط أقوالهم، بل وأفعالهم أيضاً".

وألمح المسؤول الأمريكي الذي أطلع الصحفيين على الأمر إلى أن إدارة بايدن كانت تتواصل في الأيام الأخيرة مع جميع مجموعات المعارضة السورية، بما في ذلك هيئة تحرير الشام.

وقال المسؤول "نحن على اتصال مع كافة المجموعات السورية ولدينا طرق للتواصل مع الجميع في سوريا".

وأكد بايدن أن أي حكومة مستقبلية في سوريا يجب أن تحترم سيادة القانون وتحمي الأقليات.

ووصف نهاية نظام الأسد بأنها "عمل أساسي من أعمال العدالة"، لكنه حذر من أن "إسقاط طاغية واحد ثم صعود طاغية جديد في مكانه سيكون بمثابة إهدار لهذه الفرصة التاريخية".

search