الخميس، 12 ديسمبر 2024

08:32 ص

فظائع سجن صيدنايا.. ناجون من الإعدام قبل 30 دقيقة من تنفيذ الحكم

سجن صيدنايا "المسلخ البشري"

سجن صيدنايا "المسلخ البشري"

وسط شوارع دمشق، ظهر أحد السجناء المفرج عنهم حديثًا من سجن صيدنايا سيئ السمعة، معلنًا بصوت متلعثم: “أقسم بالله أن إعدامنا مع 54 شخصًا كان مقررًا اليوم قبل نصف ساعة.. الحمدلله”، في مشهد أسدل الستار على أحد أبشع فصول القمع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد بيد الفصائل المسلحة.

السجين الذي أكد أن إعدامه كان سينفذ بعد نصف ساعة

حكايات من رحم المعاناة

بدا السجناء المفرج عنهم في حالة ذهول في مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووثّقت الفيديوهات عمليات تحرير الطوابق العليا في السجن، فيما طالب الأهالي والمنظمات الدولية بفتح الطوابق السفلية السرية، التي يُعتقد أنها تضم آلاف المعتقلين.

سجن صيدنايا، المعروف بـ"السجن الأحمر"، كان رمزًا للقمع والدموية في عهد الأسد الأب والابن، وفق تحقيقات حقوقية أجرتها رابطة "معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، كان النظام ينفذ عمليات إعدام دورية مرتين أسبوعيًا، غالبًا شنقًا أو تحت التعذيب.

المسلخ البشري

وصفت منظمة العفو الدولية سجن صيدنايا بـ"المسلخ البشري"، مشيرة إلى أن آلاف المعتقلين ذاقوا أبشع أنواع التعذيب.

وتشير تقارير الرابطة إلى أن الفترة بين عامي 2011 و2015 شهدت ذروة الانتهاكات، حيث تم إعدام عشرات الآلاف تحت التعذيب أو نتيجة التجويع وسوء الرعاية الصحية.

سجن صيدنايا “المسلخ البشري”

الخوف من الحرية

عند تحرير السجناء، ظهرت علامات التردد والخوف عليهم، وكذلك في عنابر السجينات، ترددت النساء في الخروج قبل أن يطمئنهن المسلحون بأنهن أحرار.

وفي أحد المشاهد، تساءلت سيدة عن هويتها وأغراضها الشخصية، ليجيبها المسلحون: "لن تحتاجيها بعد الآن".

أحد المشاهد الأكثر صدمة كان لطفل لم يتجاوز الثالثة من عمره، خرج من زنزانة ممسكًا بيد والدته، ووُصف الطفل بأنه "أصغر معتقل في التاريخ"، في مشهد جسد مأساة عائلات كاملة قضت سنوات في هذا السجن الرهيب.

رسائل الغضب والمطالبة بالعدالة

تداول المغردون عبر منصة “إكس” رسالة مؤثرة من والدة أحد الضحايا، جاء فيها: "لا تدعوا الجلادين يهربون.. أريد حق ابني الذي قُتل بوحشية". 

هذه الرسالة اختصرت معاناة آلاف الأسر السورية التي فقدت أبناءها في زنازين هذا السجن.

طفل في سجن صيدنايا

"البناء الأحمر" و"البناء الأبيض"

كان السجن يتألف من بنائين رئيسيين: "البناء الأحمر"، المخصص للمعتقلين السياسيين والأمنيين، و"البناء الأبيض"، الذي ضم السجناء الجنائيين.

ووُصفت الإجراءات الأمنية حول السجن بأنها شديدة التعقيد، حيث أشرفت عليه وزارة الدفاع السورية دون أي دور للقضاء المدني.

وبعد تحرير السجن، واجه المسلحون صعوبة في الوصول إلى البناء الأحمر بسبب تحصيناته المتقدمة ووجوده في عمق الأرض، لكن بعد ساعات من المحاولات، تمكنوا من تحرير سجناء هذا القسم، الذين عانوا من أشد أنواع العزلة والتعذيب.

سجن صيدنايا

"شو اللي صار؟"

أحد السجناء المفرج عنهم عبّر عن المأساة قائلًا وهو يهرول في شوارع دمشق بجسد أنهكه العذاب: "شو اللي صار؟"، ليجيبه المارة: “سقط بشار”، تلك اللحظة كانت إعلانًا بنهاية فصل مظلم من تاريخ سوريا، لكنها فتحت الباب لأسئلة عن العدالة والمحاسبة للجرائم التي ارتُكبت في سجن صيدنايا وغيره من السجون السورية.

search