الخميس، 12 ديسمبر 2024

03:51 ص

بلومبرج: الخوف من "مصير القذافي" دفع روسيا لترتيب هروب الأسد

بشار الأسد - أرشيفية

بشار الأسد - أرشيفية

خاطر عبادة

A A

ذكرت وكالة بلومبرج، أن روسيا طلبت من الرئيس السوري بشار الأسد، الفرار بعد أن أدركت في وقت متأخر أنه خسر الحرب أمام الفصائل السورية التي أطاحت به من الحكم صباح الأحد الماضي.

الجيش يتفكك

وأضافت الوكالة الأمريكية في تقرير نشرته اليوم، أنه مع تقدُّم قوات المعارضة السورية بشكل سريع نحو العاصمة دمشق، أدركت روسيا أن الجيش السوري يتفكك، وخاف الكرملين الذي أصبح مصير بشار الأسد بيده، من تكرار نفس مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي قتله حشد من الغوغاء، ومثّل بجثمانه خلال الحرب الأهلية في عام 2011.

وكشف التقرير أن روسيا تحركت لإنقاذ حليفها بعد أن أدركت أنها لن تستطيع أن تفعل أي شيء لدعم نظام الأسد.

بوتين يطالب بالتحقيق

ووفقًا للتقرير، فإن الرئيس فلاديمير بوتين طالب بفتح تحقيق لمعرفة سبب عدم اكتشاف أجهزة الاستخبارات الروسية، التهديد المتزايد لحكم الأسد إلا بعد فوات الأوان، وفقًا لما قاله شخص مقرب من الكرملين مُطلّع على الوضع.

وأقنعت روسيا الأسد بأنه سيخسر المعركة ضد الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة السابق، وعرضت عليه وعلى عائلته اللجوء الآمن قبل وصول الفصائل إليه، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الوضع، طلبوا عدم كشف هوياتهم.

وكشف مصدران أن عملاء المخابرات الروسية نظموا عملية الهروب، ونقلوا الأسد جوًا عبر قاعدة جوية روسية في سوريا، وقال أحدهما إن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة كان مغلقًا لتجنب تعقبه.

فيما قال رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو، رسلان بوخوف: “كان هذا محاولة لتقليل الأضرار”، مضيفًا أنه من المنطقي للغاية أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام لأنها تريد تجنب حمّام دم يلقى فيه نفس مصير القذافي أو الزعيم العراقي صدام حسين، الذي أعدم شنقًا في عام 2006 بعد محاكمته.

وتخشى روسيا على مستقبل قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سوريا ــ الميناء البحري في طرطوس والمطار في حميميم، بعد أن فوجئ المسؤولون بسرعة الأحداث التي تتكشف على الأرض.

وأعلنت وزارة الخارجية في موسكو، الأحد الماضي، أن الأسد تنحى عن منصبه وغادر بلاده، مضيفة أن روسيا على اتصال "مع كل مجموعات المعارضة السورية". 

وأنهى التدخل لنقل الديكتاتور السوري وعائلته إلى المنفى، حكم عائلة الأسد الذي دام أكثر من نصف قرن، بعد أن خلف بشار والده حافظ الذي كان رئيسًا من عام 1971 حتى وفاته في عام 2000.

وفي غضون ساعات من رحيل الأسد، اجتاح المسلحون دمشق دون معارضة وأعلنوا النصر في الصراع السوري الذي استمر ما يقرب من 14 عامًا.

تقدم المقاومة

وكانت روسيا قد قصفت مقاتلي المعارضة في البداية، في محاولة لصدهم وتعزيز قوات الأسد، لكن مع عدم إبداء الجيش السوري مقاومة تذكر عندما استولى المعارضون على مدينة حماة في غضون أيام من الاستيلاء على حلب، خلصت روسيا إلى أنها لا تستطيع حماية النظام بينما كانت المعارضة تتقدم نحو مدينة حمص الاستراتيجية.

ولم يستجب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على الفور لطلب التعليق، ولم يتحدث بوتين علنًا حتى الآن عن انهيار نظام الأسد، وفقًا لـ"بلومبرج".

search