الإثنين، 28 أكتوبر 2024

06:22 ص

"أنا عيّان.. شوفوني".. ماذا يقول الطب عن "مدّعي المرض"؟

صورة أرشيفية-تعبيرية

صورة أرشيفية-تعبيرية

منار فؤاد

A A

طفل في الخامسة من عمره، يستيقظ في تمام عافيته، لكنه ما يلبث أن ينادي على والدته: ماما! بطني بتوجعني. قد تنقذه حيلته من الذهاب للمدرسة، لكنه ما يلبث أن يعتاد الأمر، و تكبر معه حيلته، فيلجأ إلى المرض، كلما أراد التهرب من “التزام” ما، أو لفت الانتباه إليه، أو إثارة الاهتمام حوله.

ادعاء المرض، كما يقول الطب النفسي، هو اختلاق أعراض اضطرابات نفسية أو جسدية لأسباب مختلفة، منها الاحتيال، او التغيب عن العمل أو لتخفيف حكم قضائي في القضايا الجنائية.

أسباب ادعاء المرض

 أستاذ علم النفس، محمد أنور، يوضح ل "تليجراف مصر" أسباب هذا الاضطراب، بقوله إن سبب ادعاء الأشخاص المرض هو جلب إهتمام الآخرين، فعندما يعجز الفرد عن لفت الأنظار إليه بشخصه وعلمه، يصطنع المرض، وقد يكون هذا بسبب فقدان ثقته بنفسه، أو عدم اتزانه النفسي والانفعالي، فالمريض حينها يكون لديه رغبة في إثبات ذاته وجعل نفسه محط اهتمام الجميع لاستدرار عطفهم واهتمامهم.

وأضاف أنور أن فقدان الثقة بالنفس والحرمان من اهتمام وعطف الآخرين له درجات، فكلما زادت الدرجة التي يعاني منها المريض، زاد إدعاؤه للأمراض الخطيرة مثل: الأمراض السرطانية في مراحلها الاخيرة، والشلل، وجلطات الدماغ، وغيرها من الأمراض المستعصية.


خلق تريند

وأشار أستاذ علم النفس إلي أن معظم من يقومون بادعاء المرض حاليا لا يكتفون بالأشخاص المحيطة بهم، بل يلجئون إلى مواقع التواصل الإجتماعي لجعل أنفسهم حديث الساعة، وخلق تريند خاص بهم سواء على المستوي الشخصي أو الاجتماعي؛ حيث أنهم لا يملكون غير هذه الوسيلة التقليدية لجذب الانتباه، والحصول على أكبر قدر ممكن من الشفقة والتعاطف.

وأوضح أنور أن من يدعي المرض قد لا يكون واعيا بشكل كامل بما يفعله، ولكنه يعلم بالتأكيد أنه ليس بمريض، وإلا كان سيذهب إلى طبيب للتشخيص السليم، ولكنه يهول من الأمور ويضخمها، وهذا يعتمد على الدرجة التي يعاني منها من فقدان الثقة بالنفس وفقدان الشعور بالإهتمام والحب.

شرح هرم ماسلو للإحتياجات الإنسانية

وتابع أنور: يوجد عدة أمور أساسية في الطب النفسي يشترك الأفراد جميعهم فيها في أي زمان ومكان؛ وفقًا "لهرم ماسلو للإحتياجات الإنسانية"، وهم الإحتياج إلى الأمن والحاجة للتقدير وتحقيق الذات، فبعدما يحدث للفرد إشباع من الإحتياجات الفيسيولوجية الخاصة به التي تمثل قاعدة الهرم (الأكل، الشرب، النوم، التنفس.. إلخ)، تظهر الحاجة إلى الأمن، ثم الحب والإنتماء، ويأتي بعد ذلك تقدير الذات؛ حيث أن كل إنسان يسعي دائمًا أن يُقدّر من الآخرين.


علاج ادعاء المرض

وبحسب أستاذ علم النفس، ليس هناك علاج أو حلول لمدّعي المرض؛ حيث أن هذه طبيعة البشر في كل زمان ومكان لأن الأشياء النفسية الأساسية موجودة لديهم جميعًا، ولكن يجب أن نحكّم عقولنا قبل عواطفنا ونفرق بين الشخص المريض بمرض حقيقي وبين مُدعينه الذين يسعون دائمًا للكذب والتمارض.

نصائح مع طفل يدعي المرض

أما بالنسبة للطفل الذي يدعي المرض للتهرب من المدرسة، مثلا، وقبل أن تكبر معه حيلته، وتتضخم الأمور لديه، فيمكن اتباع هذه الخطوات معه:

 البحث عن سبب عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، حتى يتم  طرح الحلول الصحيحة عليه.

التجاهل في كل مرة يقوم بإدعاء المرض فيها حتى يعرف أن هذه الحيلة لن تجدي بنفع.

الحرص علي شعور الطفل بالحب والحنان، حتي لا يشعر بحاجته لإثارة الانتباه بادعاء المرض.

التواصل الدائم مع المدرسة لمعرفة ما إن كان الطفل يتعرض للضرب أو التهديد أو السخرية من أحد.

في حالة أن الطفل يمل من المدرسة فيجب علي المعلمين أن يحاولوا التقرب منه.

الحرص علي تعليم الطفل أن كذبه وإدعائه للمرض ليست من الأخلاق التي يجب أن يتحلي بها .

تجنب ضرب الطفل إذا قام بخطأ.

search