الخميس، 24 أكتوبر 2024

10:26 م

مكامير الفحم تكتم أنفاس أهالي قرية المعصرة بأسيوط

قطع أشجار مجهزة لتحويلها إلى فحم

قطع أشجار مجهزة لتحويلها إلى فحم

أسيوط - سيد حمادة

A A

يعاني أهالي عزبة النخل التابعة لقرية المعصرة بمركز الفتح في أسيوط من مشكلة بيئية خطيرة تتمثل في انتشار الأدخنة المتصاعدة من مكامير الفحم المستخدمة في حرق الأخشاب. 

هذه الأدخنة الكثيفة أدت إلى إصابة عدد كبير من سكان القرية بأمراض صدرية مزمنة مثل الالتهاب الرئوي وحساسية الصدر وصعوبة التنفس، مما جعل الحياة اليومية في القرية صراعًا مستمرًا مع المرض.

شكاوى متكررة دون استجابة

قال الحاج مصطفى حسن عطية، أحد سكان عزبة النخل، إن الأهالي يعانون أشد المعاناة من ظاهرة الأدخنة الناتجة عن مكامير الفحم المنتشرة في المنطقة. 

وقال: "لقد تقدمنا بالعديد من الشكاوى للجهات المسؤولة، ولكن دون فائدة. نحن نعيش في خطر دائم، ونتعرض لموت بطيء بسبب هذه الأدخنة السامة التي لا تتوقف".

مخالفات بيئية وصحية جسيمة

من جانبه، أكد محمود سيد، أحد شباب القرية، أن هذه المكامير تفتقر إلى الضوابط البيئية اللازمة لمثل هذه الأنشطة، مما يزيد من خطر الأمراض الصدرية بين الأهالي. 

وأضاف أن المكامير لا تلتزم بأي اشتراطات قانونية وتعتبر ملوثًا رئيسيًا للبيئة. 

وأوضح قائلاً: "هذه المكامير تشكل مصدرًا مباشرًا لإصابتنا بالالتهابات الرئوية وحساسية الصدر".

حالات وفاة مأساوية بسبب الأدخنة

تحدثت أميرة صلاح، وهي أم فقدت ابنها بسبب هذه الأدخنة، قائلة: "ابني الصغير أصيب بالتهاب رئوي وحساسية صدر شديدة بسبب الأدخنة المتصاعدة من مكامير الفحم. لم يكن يستطيع التحمل، وتوفي بعد معاناة طويلة".

وأكدت أن معظم العائلات في القرية أصبحت تملك أجهزة تنفس منزلية لمحاولة إنقاذ أطفالهم من ضيق التنفس الناجم عن الدخان الكثيف.

مطالبات بنقل المكامير خارج المناطق السكنية

وفي محاولة لإنقاذ ما تبقى من صحة سكان القرية، ناشد حسام محمد وعدد من أهالي قرية المعصرة السلطات المسؤولة للتدخل العاجل ونقل مكامير الفحم إلى المناطق الصحراوية بعيدًا عن الكتل السكانية.

وقال: "أصحاب المكامير يفكرون في مصالحهم المادية فقط دون النظر إلى الخطر الذي يهدد حياتنا. نحن بحاجة إلى حل جذري يحترم حياتنا ويحافظ على صحتنا".

نهاية مأساوية تهدد أهالي القرية

المشهد في قرية المعصرة أصبح مؤلمًا، حيث يعاني الصغار والكبار من ضيق التنفس، وتتفاقم الأمراض الصدرية يومًا بعد يوم. 

ويبقى الأمل معلقًا على استجابة الجهات المسؤولة لإنقاذ هذه القرية من كارثة بيئية وصحية قد تودي بحياة المزيد من الأبرياء.

search