الجمعة، 27 ديسمبر 2024

05:11 ص

أطماع تركيا وإسرائيل تحاصر سوريا من الشمال والجنوب

هضبة الجولان المحتلة

هضبة الجولان المحتلة

خاطر عبادة

A A

 قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، إنه منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أصبحت حدود البلاد الآن في طور الاختفاء، من قبل إسرائيل في الجنوب الغربي وتركيا نحو الشمال.

وأشارت بلومبرج في تقريرها، بعنوان "إسرائيل وتركيا تشكلان سوريا جديدة من حدودهما"، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يهدر أي وقت في التقدم نحو سوريا بعد الإطاحة بالأسد على يد المتمردين قبل أسبوعين، حيث تحركت القوات شرقا إلى منطقة عازلة أنشئت بموجب وقف إطلاق النار بين البلدين قبل 50 عاما.

وأظهرت تركيا إلحاحاً مماثلاً في تأكيد نفوذها على جزء أكبر بكثير من سوريا، ووصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنقرة بأنها لاعب رئيسي في تشكيل المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الأسد.

ومن أهم أولويات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صد الجماعات الكردية في الشمال المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وهي المنظمة التي تناضل منذ فترة طويلة من أجل إقامة منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي داخل تركيا.

واستولت جماعة الجيش الوطني السوري، التي تتلقى المشورة منها أنقرة، على بلدتين في شمال غرب البلاد منذ آواخر نوفمبر من قوات سوريا الديمقراطية.

وقال مسؤولون أتراك مطلعون على الأمر هذا الأسبوع إن الجيش الوطني السوري سيحاول الآن على الأرجح الاستيلاء على المزيد من الأراضي. 

 ووفقا لبلومبرج، فإن الهدف النهائي لأردوغان هو إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود السورية التركية التي يبلغ طولها 900 كيلومتر (560 ميلاً)، على الرغم من أن هذا الهدف يبدو من الصعب تحقيقه بالكامل. 

وتقول تركيا إن هيئة تحرير الشام تدعم تفكيك القوات الكردية، على الرغم من أن هيئة تحرير الشام لم تعلق علنًا. 

كما أدى تقدم إسرائيل إلى توسيع سيطرتها على مرتفعات الجولان - وهي جزء من الهضبة المرتفعة التي كانت محور نزاع عالمي منذ استولت عليها إسرائيل من سوريا خلال حرب عام 1967. 

 قبل سقوط الأسد، كانت إسرائيل تسيطر على نحو ثلثي الأراضي، مما أعطى جيشها رؤية لجنوب سوريا بين الحدود والعاصمة دمشق، على بعد 60 كيلومترًا، مما مكنها من مراقبة تحركات القوات. إذ توفر الجولان أرضًا خصبة، يزرع الإسرائيليون العنب والتفاح هناك، وهي مصدر مهم للمياه.

وفي حين اعترف ترامب رسميًا بسيادة إسرائيل على أراضي الجولان خلال ولايته الأولى في عام 2019، فإن الأمم المتحدة لا تزال تعتبرها قانونيًا جزءًا من سوريا. 

زيارة تركية

زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان دمشق، الأحد، حيث التقى زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، وبثت وكالة الأناضول التركية الرسمية لقطات لهما وهما يعانقان بعضهما البعض أمام الكاميرات. 

وقال فيدان يوم الأربعاء إن "آخر شيء" تريده الأمة هو أن يُنظر إليها باعتبارها القوة الإقليمية ذات السيطرة النهائية على سوريا، على الرغم من أن الحكومة أجرت اتصالات مع الشمال وحققت مكاسب عسكرية فيه.

وقال فيدان "نحن نعترف بالإدارة الحالية، والإدارة الجديدة، كشريك شرعي لتركيا والمحاورين الدوليين"، وأضاف "أعتقد أن هيئة تحرير الشام اتخذت خطوات ضخمة نحو الانفصال عن تنظيم القاعدة وداعش والعناصر المتطرفة الأخرى".

وقالت بلومبرج إن أنقرة لديها حافز قوي لتأمين نفوذها على كيفية إدارة سوريا في نهاية المطاف.

وتستضيف تركيا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من جارتها الجنوبية، في حين ستكون الشركات التركية المستفيد الرئيسي إذا بدأت إعادة الإعمار بعد الحرب.

وكتب محللون في مجموعة أوراسيا، ومن بينهم إمري بيكر، "ستسعى أنقرة إلى تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في سوريا لتوسيع المصالح التركية، ومن شأن تحقيق نتيجة جيدة في سوريا بالنسبة لتركيا أن يساعد أردوغان في تصوير نفسه كزعيم عالمي مؤثر وتعزيز شعبيته المنخفضة تاريخيا".

search