الإثنين، 23 ديسمبر 2024

08:16 م

"سفاحون" كشفتهم 2024.. لماذا يقتلون "فتيات الليل"؟

السفاحين الثلاثة

السفاحين الثلاثة

مصطفى منازع

A A

شهد عام 2024 جرائم مروعة أثارت اهتمام الرأي العام وتساؤلات عميقة حول دوافعها وتأثيراتها.. برزت قضايا "سفاح التجمع" و"سفاح الغربية"، حيث ارتكب كل منهما سلسلة من الجرائم البشعة مستخدمين أساليب عنيفة، مما أحدث صدمة وذهولاً في المجتمع.

قضية سفاح التجمع

 

المتهم "كريم محمد سليم"، الذي أدين بقتل ثلاث نساء، استدرج ضحاياه إلى منزله في حي القطامية، حيث كان يتعاطى المخدرات قبل أن يرتكب جريمته ويقوم بتصويرها.

تم اكتشاف أول جريمة في مايو 2024 عندما عُثر على جثة ملقاة على طريق 30 يونيو في محافظة بورسعيد، مما أدى إلى تحقيقات كشفت عن جرائم مماثلة.

سفاح التجمع 

أبرز ضحايا سفاح التجمع

 

كانت أولى ضحايا سفاح التجمع فتاة تدعى" نورا" وفقًا للتحقيقات، تم استدراجها إلى شقته في القطامية، حيث خنقها باستخدام رابط ملابس، ثم تخلص من جثتها بإلقائها على طريق 30 يونيو في محافظة الإسماعيلية، ومن هنا كانت بداية اكتشاف سلسلة الجرائم التي ارتكبها.


الضحية الثانية، "أميرة أ. ع. ط"، تبلغ من العمر 35 عامًا، وتقيم في منطقة أبو النمرس بالجيزة.

كشف زوجها عن تفاصيل مأساوية تتعلق بمقتلها، مشيرًا إلى أنها كانت زوجة وأمًا لطفلة صغيرة تُدعى فريدة. استدرجها القاتل تحت ذريعة تصوير إعلان عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث أرسل لها سيارة لنقلها إلى موقع الجريمة.

أما رحمة، الضحية الثالثة لـ "سفاح التجمع"، فكانت فتاة في أوائل العشرينيات، والذي استهدفها ضمن مجموعة من الضحايا، وتم العثور على جثتها ملقاة في منطقة صحراوية بمحافظة بورسعيد، بعد أن استدرجها إلى شقته في التجمع الخامس.

اعترافات سفاح التجمع

 

خلال التحقيقات، اعترف كريم بجميع الجرائم، موضحًا أن دوافعه كانت شخصية وغامضة، وجميع ضحاياه من النساء، وتم استهدافهن بشكل متعمد.

إعدام سفاح التجمع

في 12 سبتمبر الماضي، تم إصدار حكم بالإعدام على سفاح التجمع، مع أمر بإتلاف جميع المقاطع المصورة المتعلقة بجرائمه.

استئناف سفاح التجمع

 

عقب ذلك، تقدم المتهم باستئناف على حكم الإعدام، وتولت المحكمة النظر في جلسات الاستئناف.

وكانت آخر جلسة في هذا السياق قد عُقدت في 28 من الشهر الماضي، حيث قررت محكمة استئناف جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، إحالة القضية مرة أخرى إلى فضيلة المفتي للحصول على الرأي الشرعي في إعدامه، وتحديد جلسة 25 ديسمبر المقبل، للنطق بالحكم.

قضية سفاح الغربية


في قضية مشابهة، ظهر عبد ربه، الملقب بـ"سفاح الغربية"، كمتهم آخر بجرائم مروعة، اعترف عبد ربه، البالغ من العمر 47 عامًا، بقتل أربع سيدات، بالإضافة إلى زوجته، على مدار أكثر من عشر سنوات.


استغل عبد ربه خبرته كـ شيف، حيث قطّع جثث ضحاياه بالساطور وتخلص منها بإلقائها في ترعة الخضراوية بمحافظة الغربية.  

سفاح الغربية 

دوافع عبد ربه كانت مروعة بحد ذاتها، إذ أقرّ بأن عقدة نفسية قديمة سببها علاقة غير شرعية بين والدته وعمه دفعته لارتكاب الجرائم.

بدأت جرائمه في عام 2011 عندما قتل زوجته الأولى وهي حامل، ليواصل لاحقًا سلسلة من الجرائم ضد سيدات أخريات، معظمهن من "فتيات الليل".  


الغريب في هذه القضية أن المتهم أبدى ندمه خلال محاكمته، حيث وصف نفسه بأنه "عار على أسرته وأطفاله"، مضيفًا أنه لم يكن بحاجة إلى استعطاف أحد، بل كان مستعدًا لتحمل أقصى عقوبة، وهي الإعدام.

رغم ذلك، كانت جرائمه تنمّ عن تخطيط دقيق واختيار ضحاياه بعناية، مما ساعده على التمويه والهروب من العدالة لفترة طويلة.

حتى الآن، أمرت محكمة جنايات المحلة الكبرى بإحالة أوراقه إلى المفتي للنظر في إعدامه، في انتظار النطق النهائي بالحكم في يناير المقبل.

سفاح عزبة رستم 

6 سكاكين وصاروخ كهربائي، وأواني، وأكياس بلاستيكية، ومعطر جو، أدوات أعدها محمد، كي ينفذ جريمته، وينهي حياة والدته وشقيقته وشقيقه، في عزبة رستم، بمركز قطور، محافظة الغربية، قبل أن يقيم حفل شواء لجثامينهم الثلاثة فى مشهد صادم اهتزّت له مصر على مدار أيام. 

الضحايا 

حفلة شواء

مع بدء انكسار أشعة الشمس، كان منزل عائلة الشرقاوي، الكائن في عزبة رستم، على أطراف محافظة الغربية، والمكون من أربع طوابق ومن خلفه حظيرة مواشي، ومحاط بالزرعات من كل جانب، علي موعد مع اكتشاف جريمة جعلت الأهالي في حالة من الصدمة والذهول.

بعد أن التقطت أنف «ياسر خلفية» حال جلوسه أمام منزله، كعادته كل يوم، روائح تشبه احتراق لحم وشعر وعظام، وشك في الأمر: "ندهت على حد من البيت جوا وقلتله أنت شامم حاجة غريبة؟ قال لي: أيوة كأنه حريق شعر وعضم وشوي لحم، فتأكدت إني مش غلط، وتصرفات محمد الغريبة شككتني، من يوم الخميس بنشم روائح غريبة وهو بيقول أنه مولع في شوية زبالة، بس دي مش ريحة زبالة".

سفاح عزبة رستم 

لحمة في الفريزر

اتصل الجار بابن عم المتهم، الذي يقيم في مزرعته باستمرار لكي يرعاها: "قلت له: تعال شوف ابن عمك، شكله عامل مصيبة ومش عارفين بيحصل ايه عنده في البيت، وعندما أتى ابن العم لم يكن يتخيل ما سوف يراه، فمن هول المشهد سقط مغشيا عليه.

لحمه في الفريزر وحلة فيها أسنان، بتلك الكلمات بدأت إحدى الجيران حديثها لـ"تليجراف مصر"، بأن الأهالي عند دخولهم إلى المنزل عثروا على بقايا أشلاء داخل عدة أواني، وسكاكين، وصاروخ كهربائي، وبعض من قطع اللحم داخل فريزر الثلاجة.

وتابعت أنهم شاهدوا أيضاً عظاما وقفصا صدريا، وقد أكل منها كلب داخل حظيرة المواشي الملاصقة للمنزل، وآثار حريق.

الغريب، كما يروي الجيران، أنم المتهم حضر صلاة الجمعة في المسجد، وكانت الخطبة عن حرمة سفك الدماء وقتل النفس، ليصاب بحالة شديدة من الندم، وبحركة لا إرادية خبط على رأسه بيده، بشكل لفت أنظار المصلين.

منزل السفاح 

 

الدخان مازال يتصاعد من المنزل بحسب ما أوضح الجيران لـ تليجراف مصر أن المتهم كان يمارس حياته، بشكل طبيعي جدا، وخرج لجلب الأسمدة الخاصة بأرضه الزراعية، وشراء معطر وأكياس بلاستيك، وعاد إلى المنزل مرة أخرى، ومازالت العائلة المكونة من أم و تدعى بدرية مقلد في العقد الخامس من عمرها، وابنتها أمنية الشرقاوي في العقد الثالث، وشقيقها الأصغر، محمود الشرقاوي في العقد الثالث، في حالة غياب تام.

خرج المتهم واستقل العربة الكارو خاصتهم، وذهب إلى قرية الشين، من أجل شراء جبس واسمنت، وزجاجة مياة نار، بحسب ما رواه الأهالي، وقبل اكتشاف الجريمة بساعتين، كان المتهم في مسجد عزبة رستم، يؤدي صلاة العصر، وبعد خروجه قام بشراء زجاجة مياه غازية وبعض أنواع من البسكويت، وتعالت اصوات الصراخ والنحيب، لتكسر الصمت، حينها لاذ بالفرار.

ميراث بالدم

لم تدم فرحة المتهم بالهروب وإحساسه بالأمان طويلاً، فخلال يومين اثنين نجح رجال الأمن العام والمباحث الجنائية، في تحديد مكان اختبائه في إحدي المزارع بمحافظة كفر الشيخ، حتي فوجئ بأنه مكبل بالأصفاد.

search