السبت، 01 فبراير 2025

12:35 ص

أول يد عذبت المتظاهرين.. اعتقال ابن خالة الأسد الملقب بـ "جزار درعا"

جزار درعا- أرشيفية

جزار درعا- أرشيفية

A .A

أعلنت مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية السورية، الجمعة، اعتقال العميد عاطف نجيب، الذي شغل سابقًا منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا، لدوره في قمع الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.

القبض على “جزار درعا”

وتم القبض على نجيب الذي يلقب بـ"جزار دعا" في منطقة اللاذقية، التي تعد معقلًا لعائلة الأسد، حيث لجأ لها العديد من الموالين للنظام السابق. 

ويأتي هذا الاعتقال في ظل تطورات متسارعة في المشهد السوري، بعد فرار الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته إلى روسيا إثر اجتياح الفصائل المسلحة للبلاد في ديسمبر.

وأكد مدير الأمن العام باللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، أن "عاطف نجيب يُعد من الأشخاص المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوري، واعتقاله يأتي في إطار الجهود المبذولة لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات، وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد"، مشيرًا إلى أنه قد تم تسليمه إلى الجهات المعنية لمحاكمته على الجرائم المنسوبة إليه.

قمع الاحتجاجات بعنف عام 2011

وكان نجيب قد تعرض لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دوره في قمع الاحتجاجات بعنف عام 2011، حيث انطلقت شرارة التظاهرات في درعا بعد اعتقال وتعذيب مجموعة من الأطفال لقيامهم بكتابة شعارات مناهضة للنظام على الجدران، ووفقًا لشهادات محلية في ذلك الوقت، فقد تعرض الأطفال للتعذيب، بما في ذلك خلع أظافرهم.

وسرعان ما تصاعدت الاحتجاجات في سوريا مستلهمة روح الربيع العربي، الذي شهدته عدة دول في المنطقة، مثل تونس ومصر، وكان نجيب في ذلك الوقت مسؤولًا عن فرع الأمن السياسي في درعا، ورفض الاستجابة لنداءات الأهالي والممثلين المحليين الذين طالبوا بالإفراج عن الأطفال المعتقلين.

انسوا أطفالكم

ووفقًا لما ذكرته الصحفية والمحامية الأمريكية ذات الأصول السورية، علياء مالك، في كتابها "الوطن الذي كان بلدنا"، فقد نقل عنها أن نجيب قال لذوي الأطفال المعتقلين: "انسوا أطفالكم، إذا كنتم تريدون أطفالًا، فانجبوا غيرهم، وإذا كنتم لا تعرفون كيف، فأحضروا لنا نساءكم وسننجبهم لكم".

وبالرغم من إطلاق سراح الأطفال لاحقًا، إلا أن النظام السوري رد على الاحتجاجات بشن حملة عسكرية على درعا، مما أدى إلى تصاعدها وانتشارها في مختلف أنحاء البلاد، لتتحول إلى واحدة من أطول الأزمات في تاريخ المنطقة الحديث.

search