الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:57 ص

"كن بطلا أيها الساذج".. بايدن في مرمى توبيخ استرضاء إيران

الرئيس المريكي جو بايدن

الرئيس المريكي جو بايدن

محمد خيري

A A

انتقد عدد كبير من السياسيين الأمريكيين سواء المحسوبين على الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب تأخره في الرد على إيران، بعد الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية شمال شرق الأردن، وأسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة أكثر من 30 آخرين.
كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن حالة غضب عارمة في الأوساط السياسية الأمريكية، خصوصا بعدما بدأ البعض يعقد مقارنات بين بايدن والرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، والذي ردّ بشكل سريع على حادث استهداف جنود أمريكيين في لبنان عام 1983، حيث انتقم ريجان وقتها بقصف مواقع ما اعتبرته الصحيفة "متطرفين"، من خلال ضربات جوية وصاروخية من السفينة الحربية "يو إس إس ميسوري"، بعدما قتل 241 جنديًا أمريكيًا في بيروت.

رونالد ريجان 



وأضافت الصحيفة أن بايدن كان على عكس ريجان تمامًا، خصوصا وأن الأخير كان يتمتع بشعبية كبيرة رغم كبر سنه، إذ كان يبلغ من العمر وقت الحادث 71 عامًا، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية المزدهرة للولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، ما حدا بأمريكا لأن تكون وقتها قوة عظمى بلا منافس، فضلًا عن أن ريجان كان يحظى بثقة حلفائه الأوروبيين ولم يكن يواجه انتخابات وشيكة، كتلك التي سيواجهها بايدن.

رغم تلك الانتقادات، فإن ظروف بايدن تختلف كثيرًا عن ظروف ريجان، خصوصا وأن بايدن يبدو وكأنه لن يمكنه الرد أو الانتقام بشكل فعال ومتناسب في أعقاب الهجوم المروع الذي وقع يوم السبت الماضي على قاعدة خدمة أمريكية في شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود السورية.

وقالت الصحيفة إن “الرئيس البالغ من العمر الآن 81 عاماً، ليس (بطلاً غربياً ريجانياً)، والواقع أنه يُنظَر إليه على نحو متزايد باعتباره شخصية ضعيفة، ويتعرض للترهيب من الجميع، من الجمهوريين في الداخل، ومن الكرملين في الخارج، ومثله مثل كل الضعفاء، يفتقر إلى السلطة اللازمة لإجبار أعدائه على التراجع عن طريق تهديده”.

وأشارت “ديلي ميل” إلى أن الضغوط التي تمارس على بايدن أصبحت أكثر شدة، بسبب سجله الطويل والساذج في الاسترضاء الإيراني. وهو ما جعل وضعه السياسي الحالي نتيجة حتمية لسياساته، بالإضافة إلى أن بايدن يسعى للتعامل مع صورة جيوسياسية أكثر تعقيدًا بكثير من تلك التي واجهها ريجان خلال الحرب الباردة. حيث كانت واشنطن في عهد ريجان تسيطر على حلفائها، والآن يسعى أصدقاء أميركا، مثل إسرائيل، وأعداؤها، بما في ذلك إيران، إلى تحقيق أهدافهم الخاصة على حساب أمريكا.
 

بايدن


وتابعت "من أجل كل تلك المقدمات لا تسعى أمريكا إلى سحب قواتها من المنطقة، في ظل تصعيد أعداء واشنطن هجماتهم، حيث سيتم استهداف المدنيين الأمريكيين في الأراضي المحتلة، إلا أن البعض يشبّه تصرفات بايدن وتوسيعه العسكري في الشرق الأوسط بما قاله جورج بوش عقب احتلال العراق حين قال: الأمر يشبه إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار على مؤخرة جمل بعشرة دولارات".

وفي هذا الإطار دعا زعيم المعارضة الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “ممارسة القوة الأمريكية لإجبار إيران على تغيير سلوكها”، فيما ذهب زميله السيناتور الجمهوري، توم كوتون، إلى أبعد من ذلك قائلاً إن "الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقاماً عسكرياً مدمراً ضد القوات الإرهابية الإيرانية. وأي شيء أقل من ذلك سيؤكد أن جو بايدن جبان”.

كما انتهز المرشح الجمهوري البارز للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الفرصة لإلقاء اللوم على إدارة بايدن في الأزمة، معلقا "قبل ثلاث سنوات، كانت إيران ضعيفة ومفلسة وتحت السيطرة تماما. ثم جاء جو بايدن وأعطى إيران مليارات الدولارات، والتي استخدمها النظام لنشر الإرهاب وإراقة الدماء".
 

search