الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:45 م

"زويل شرب عليها شاي".. "قهوة فاروق" لا تزال برونقها القديم

صور الملك فاروق في كل مكان بالمقهى التي تحمل اسمه بالإسكندرية

صور الملك فاروق في كل مكان بالمقهى التي تحمل اسمه بالإسكندرية

الإسكندرية - ثويبة عصام

A A

في عام 1938 عندما تم تتويج فاروق ملكًا رسميًا للبلاد، كانت اليونانية ماري ليانوتي تحتفل بمرور 10 سنوات على افتتاح مقهى "كالميرا" الشهير بالإسكندرية.

وعندما كان موكب الملك يمر بالقرب من "كالميرا" في طريقه لقصر رأس التين، اقتحمته "ماري" ونجحت في تجاوز الحرس، وعندما اقتربت من سيارة فاروق أدت التحية له بـ"انحناءة احترام".

الفتاة اليونانية الذي كان يبدو في عينيها إعجابها الشديد بالملك، طلبت منه أن يقبل دعوتها للجلوس على المقهى ذو الاسم اليوناني المميز وتناول مشروب، وبالفعل وافق فاروق وتناول كوب من الشاي ودخن الشيشة أيضًا.

وقبل انصراف الملك من مقهى "كالميرا" ترك لـ"ماري" مبلغًا من المال وشكرها على حسن الضيافة، استخدمته فيما بعد في تجديد المكان.

وصنعت "ماري" تيجان نحاسية نقشت عليها اسم فاروق، وضعتها في مدخل المقهى وعلى أبوابها، وصورًا للملك في كل مكان خاصة صورته وهو يدخن الشيشة، قبل أن تغيّر اسمها من "كالميرا" إلى "قهوة فاروق".

وفي فترة الستينيات قررت "مارى" أن تعود إلى بلادها، فاشترى المقهى منها المستشار سيد همام، الذي وورثه منه الآن نجليه "طارق ومحمد".

وبعد مرور  85 عاما لا يزال المقهى الكائن في شارع إسماعيل صبري، محتفظًا برونقه القديم، لم تتغير صور الملك، ولا طريقة وضع الكراسي الخشبية، وصوت أم كلثوم ما زال يصدح في المكان.

"قهوة فاروق" لم تنقطع وفود الزائرين عنها، يقصدها المصريين والعرب والأجانب كمزار سياحي، الكل يأتي ليرى صور الملك والتيجان الملكية التي تزين جدرانها.

عندما تقف أمام باب "قهوة فاروق" تجد "عم شريف" جالسًا على مكتب يدون طلبات الزبائن الذي يناديهم بـ"بيه" و"باشا"، يقول لـ"تليجراف مصر": "إحنا حريصين على إن كل شيء هنا يفضل مكانه.. مفيش حاجة تتغير".

ويضيف: "زباين القهوة كتير.. كان بيقعد هنا شخصيات عامة ومشاهير زي الدكتور أحمد زويل والكاتبة فتحية العسال وغيرهم كتير من المثقفين ونجوم السينما".

search