الجمعة، 14 مارس 2025

02:53 م

نجوى مصطفى
A A

موسم الفرص الضائعة

تقول القاعدة "إن لم تسجل أهداف ستستقبلها"، هكذا هو الدواء المر الذي لا مهرب منه سوى استغلال أنصاف الفرص لتنجو من الهزيمة القاسية، وما يحدث مع الأهلي منذ بداية الموسم الجاري لا يمكن وصفه سوى بأنه موسم الفرص الضائعة، لا أقول ذلك لأن مباراة القمة انتهت بالتعادل رغم فارق التجهيزات والظروف المحيطة بكل فريق وهي ظروف تجعل المكسب مضمونا للأهلي، لكن أقول ذلك لأن تعادل مباراة حتى لو كانت القمة ليست أزمة كبيرة، لكن حين نضعها في سياق عام فنيًا ورقميًا تصبح الصورة أوضح والخسارة أفدح وهو ما يجب التحذير منه حتى لا تصبح الخسائر غير قابلة للتعويض.


نعم أضاع الأهلي أول فرص الموسم الحالي أمام فريق باتشوكا في كأس العالم للأندية، وهي فرصة تاريخية إذ أن الفوز كان يعني التأهل لأول مرة إلى نهائي تلك البطولة التي انتهت بشكلها القديم وصار مجرد تخطي الدور الأول فيها بشكلها الجديد إنجازا يُحسب لأي فريق، ولو كنّا لا نستحق لما اعتبرتها فرصة أساسًا لكن الحقيقة إننا كنا قادرين على الفوز من خلال الأداء الذي ظهر به الفريق ثم أضاع ضربات الجزء بطريقة لم يتوقعها أكثر المتشائمين، وبالتالي خسرنا، وتم تبرير الخسارة بأنها بطولة عالمية وتلك قدرات الفريق والحقيقة أن السؤال الوحيد هل كنا الأفضل أم لا؟ وكانت الإجابة نعم فبات السؤال لماذا أهدرنا الفوز؟


بعد تلك الفرصة توالت الفرص الضائعة خاصة في بطولة الدوري بنظامها الجديد، ومن أصل أول 10 مباريات تعادل الأحمر في 5 مباريات منها، وهذا بدوره جعل المباريات أصعب والنقطة الواحدة لها ثمنها ما أدى إلى ضغط كبير على اللاعبين أيضًا، وكل هذا كنا في غنى عنه لو انتصرنا خاصة أن الفرق التي قابلناها ليست بنفس نديتنا أو جاهزيتنا، وهذا النزيف أدى إلى صعود نادي بيراميدز وتأمينه لصدارة الدوري حتى كتابة تلك السطور وجعل الأهلي في المركز الثاني يلهث دائمًا للحفاظ على مكانته وفرصه في حسم البطولة.


وسط كل تلك الفرص كانت هناك فرصة مهدرة أكثر أهمية من غيرها وأقصد مباراة الأهلي وبيراميدز والتي كانت كفيلة بأن يؤمّن الأحمر صدارته للدوري ويبعد عنه المنافس الأقرب، وسيناريو المباراة ذاته كان يشير إلى ذلك بعد صحوة أهلاوية أثمرت عن هدفين تعادل بهما الأهلي في دقائق قليلة ثم سيطر على ما تبقى من المباراة بأداء لم نره منذ بداية الموسم، وفي آخر المباراة جاءت الفرصة بركلة جزاء لكن سرعان ما أهدرها إمام عاشور في الدقيقة 91 وهو ما يعني أنها كانت ضربة الفوز لكنها ضاعت كالعادة!


بالطبع كان هناك فرص أخرى مثل دخول الموسم أصلًا بسكواد ضعيف وصفوف ناقصة وسط الاستغناء عن لاعبين آخرين، وهذا ما اضطر الأهلي في بعض المباريات إلى اللعب بدون مهاجمين تقريبًا وبدفاع ضعيف مقارنة بالمتعارف عليه في صفوف الأحمر، ولم يتم تلافي تلك السلبيات إلا في الميركاتو الشتوي الذي لم يتم اختباره بعد.


في البطولة الأفريقية لم يختلف المسار كثيرًا، فالفرص الضائعة التي أهدرها النادي الأهلي جعلت صعوده في النهاية يأتي في المركز الثاني ليقابل فرق المركز الأول في المجموعات الأخرى، وكالعادة تم تبرير أن المهم الصعود وأن الأهلي في الأدوار الإقصائية مختلف ورغم أن تلك حقيقة، لكن الحقيقة الأخرى أنه لا يمكن كسب البطولات من خلال رهان تحول الفريق وشخصيته وهلم جرا.

وسط كل تلك الفرص يمكن وضع مباراة القمة في نفس السياق ونفس المسار الذي اتخذه الأهلي بضياع فرصة تخطي عقبة الزمالك وعدم منح بيراميدز أي فرصة في توسيع الفارق، وإذا كنا نقول دائمًا أن البطولات الطويلة مثل الدوري ما هي إلا مجموعة تفاصيل صغيرة تؤدي في النهاية إلى المكسب، فإن تلك التفاصيل غابت عن النادي الأهلي هذا الموسم، وبالتالي وصل إلى ما هو عليه وهو السبب الرئيسي في غضب الجماهير، لذلك لن أكون متشائمة وأقول إن الموسم نفسه أوشك أن يكون كارثيًا لكن أقول أن الموسم لم يعد فيه مجال لأي فرص مهدرة.

search