الجمعة، 14 مارس 2025

02:51 م

نجوى مصطفى
A A

قمة حسم الدوري

لن ننظر إلى الوراء ولن نتساءل عن قرعة الدور الثاني من دوري نايل، كيف تمت ولماذا جاء توقيت إعلانها في منتصف الليل ما اضطر المديرين الفنيين لكل نادٍ أن يتركوا ما في أيديهم للبحث عن ترتيب مبارياتهم المقبلة ومع من؟ وأين؟ وكيفية الاستعداد لها؟، ولن نتساءل أيضًا عن لماذا غاب مندوبو الأندية كما حدث في قرعة الدور الأول التي تمت أيضًا من خلال الذكاء الاصطناعي.


تلك أسئلة لن تفيد ولن تؤدي إلا إلى المزيد من التشويش على النادي الأهلي الذي سيلتقي الزمالك يوم الثلاثاء المقبل في مباراة قمة لن تكون عادية، ففي رأي أن المباراة يمكن وصفها بقلب مطمئن "قمة حسم الدوري" فإما أن ينطلق الأحمر لتحقيق البطولة أو يبتعد عنها بشكل كبير تاركًا الساحة لنادي بيراميدز الذي يتصدر المنافسة حتى كتابة تلك السطور.


لماذا أقول ذلك، لعدة اعتبارات أولها أن الأهلي إن أراد أن يحسم تلك البطولة فعليه الفوز في جميع مبارياته المقبلة، خاصة أن المنافس لم يتعثر حتى الآن وبالتالي فحتى التعادل سيصعّب المهمة كثيرًا على الأحمر، أما ثاني الاعتبارات أن الدوري المصري شأنه شأن أي دوري آخر فيه أندية كبيرة وأخرى متوسطة وضعيفة، والبطل لا يظهر فقط مع النوع الأخير بل الأهم هو النوع الأول الذي يجب أن ينتصر عليه، وبمعنى آخر فإن الفوز على الزمالك يعني أن الأهلي تمكن من تجاوز أحد الفرق الكبيرة وهذا يجعل باقي الطريق سهلا شرط عدم التهاون مع أي مباراة أخرى.


ثالث الأسباب والتي لا تخفي عن أحد هو أن الانتصار على الزمالك يعطي دفعة معنوية كبيرة للاعبين وجماهير الأهلي فينطلقون بعد ذلك بأداء أفضل في جميع مبارياتهم التالية، وعكس ذلك بالضبط ما يحدث حتى في حالة التعادل كما حدث خلال المباراة الماضية التي اعتبر فيها الزمالك أن التعادل نصر، بينما انقلبت الدنيا على رأس النادي الأهلي، لاعبين ومدرب وإدارة، واضطر مارسيل كولر إلى التبرير علنًا بأن هذا طبيعي أن يحدث في المباريات الكبيرة، وكذلك ردد بعض المسئولين لكن في النهاية لم يقتنع أحد وكان تعادلا بطعم الهزيمة، ولو تعادل الأهلي تلك المرة فكل ما حدث يمكن مضاعفته لأنه يكرس نظرية أن الأهلي لا يستطيع هزيمة الزمالك رغم فارق الإمكانات، كما أن ذلك سيؤثر على مسار الفريق في البطولات الأخرى.

من ناحية النقاط وهذا هو السبب الرابع الذي يجعل من المباراة "قمة حسم الدوري"، أن الفرق بين الأهلي وبيراميدز ثلاث نقاط وفي حالة فوز الأهلي سيظل الفارق كما هو مع العلم أن الزمالك سيلتقي بيراميدز أيضًا في مباراة قوية، وحتى لو فاز بيراميدز على الزمالك فستكون الحظوظ، كما هي لأن بإمكان الأهلي الفوز على بيراميدز وحسم البطولة لصالحه، أما لو حدث تعادل على الأقل سيزداد الفارق لـ5 نقاط وحينها سيكون خسارة بيراميدز أو تعادله غير مؤثر بالقدر الكافي لضياع البطولة من يده، وبمعنى أقرب سيكون مسموحا لبيراميدز بالتعثر، بينما قد لا يتمكن الأهلي من الفوز باللقب حتى لو فاز في كل مبارياته الأخرى.


يتبقى السبب الأخير والمتعلق بنادي الزمالك نفسه، ورغم أنه بعيد بقدر ما عن المنافسة وفقًا لنقاطه، لكن هذا لا يمنع أن الأبيض يعتبر الفوز على النادي الأهلي بطولة وحدها بصرف النظر عن الترتيب والنقاط وهلم جرا، وبالتالي فهو يدخل تلك المباراة أيضًا ولديه دوافع قوية أولها الفوز في مباراة القمة، لعل ذلك يرضي جماهيره ويعيد إليهم بعض الثقة ويسجل نصرًا في سجلات تاريخ مباريات الفريقين، أما الدافع الثاني هو أن الفوز مع خسارة الأهلي يقلص الفارق ويمنح الأبيض فرصة المنافسة على المركز الثاني حتى لو كانت فرصة ضعيفة لكنها ستظل موجودة.


لتلك الأسباب كلها تبقى القمة القادمة مهمة وخطرة وبإمكانها كما أشرت "حسم الدوري" بالنسبة للنادي الأهلي الذي يجب أن يعلم أن موسم الفرص الضائعة كما أسميته لن يتحمل ضياع آخر، وكما أوضح المدير الرياضي للنادي الكابتن محمد رمضان حين سألوه عن رأيه في مباراة القمة فقال نحن من صعبناها علينا بفقداننا الكثير من النقاط في البداية وغير مسموح بتكرار الأمر.

search