السبت، 15 مارس 2025

03:11 ص

مهزلة الزمالك والأهلي .. مؤامرة مكتملة الأركان

ثلاثة أيام مضت على ذكرى مباراة القمة – كذباً- التي لم تلعب بين الزمالك والأهلي بسبب عدم حضور الأخير إلى استاد القاهرة في مشهد أصبح يتكرر لأسباب مختلفة!

ثلاثة أيام مضت ولا يزال المصريون يضربون أخماساً في أسداس متسائلين عن مصير هذه البطولة البائسة التي فقدت كثيراً من رونقها وجمالها وحماستها، في ظل مباريات باهتة، وتنظيم بائس، وملاعب أشبه بحقول لا تروى جيداً، ومع ذلك رضينا بالهم، والهم مش راضي بينا!

أراقب ما يحدث منذ تلك الليلة الحزينة الفاضحة الكاشفة لحال هذه المنظومة الفاسدة، متابعاً كل ما ينشر ويقال، منتظراً مثل غيري حسم الجدل، ما إذا كانت ستعاد المباراة، أم تحتسب ضد الأهلي، ويضاف إلى الزمالك المترنح ثلاث نقاط ستذهب فعلياً إلى حليفه الجديد بيراميدز، وهل يتمسك مجلس إدارة الأهلي بموقفه في هذه الحالة وينسحب كلياً من الدوري؟!

كلها أسئلة تدور في أذهان جميع المصريين، حتى الذين ليسوا من هواة كرة القدم، لأن الأزمة أكبر من الرياضة، بل أن كثيراً من العرب مهتمين بالفصل الأخير من هذه الكوميديا السوداء!

الحقيقة أنني مشغول بزاوية أكثر قتامة في هذا المشهد، وهو المحرك الخفي، أو صانع الأزمة، فهو من وجهة نظري ليس مجرد متآمر، يمسك الخيوط بيده في الظل، ساعياً إلى مصلحة شخصية!

لا، إنه يعرف جيداً ما يفعل، ويدرك حجم الاحتقان الذي سيخلفه لدى جماهير الكرة، سواء مشجعي الأهلي أو الزمالك بهذه الأزمة المعقدة، لأن من المستحيل أن يخرجا راضيين عن نتيجة واحدة!

لا أريد ان أكون تآمرياً، لكن يراودني شعور مزعج بأن الأمر أكثر من مجرد إلهاء الناس عن أمر ما بإثارة أزمة تظل حديث الشعب لأيام، وإلا فإننا سنكون مثل الدبة التي تقتل صاحبها، لأن حالة الغضب كبيرة ومتصاعدة، وثمة تأهب وتحفز واضحين لدى المعسكرين حال إعلان النتيجة!

إنهم خططوا جيداً، بتنظيم قرعة مشبوهة فجراً، ثم المماطلة في الإعلان عن الحكام، إلى أن اختاروا حكماً عليه علامات استفهام لصالح الزمالك تحديداً، وعوقب أخيراً بسبب سلوك غير لائق، وفرضوه على المباراة، وهم على قناعة تامة بأن الأهلي لن يقبل بذلك، وسوف يشتعل الموقف ويتحول إلى أزمة بالغة التعقيد!

ما تشهده الرياضة المصرية، مؤامرة مكتملة الأركان، ولا يمكن أن تكون مجرد سوء تخطيط أو فشل، لأننا معتادون على فشلهم وسخافاتهم وتبريراتهم، ولم يصل من قبل إلى هذه المرحلة، وأعتقد أن الأمر أكبر من مجرد توجيه الدوري إلى ناد على حساب آخر!

المؤامرة تستهدف تدمير سمعة الرياضة في بلادنا، وتحديداً كرة القدم، خصوصاً وأن البعض لا يزال يهتم بكلاسيكو العرب، الأهلي والزمالك، رغم الإنفاق الضخم والتنظيم الرائع لكلاسيكيات كروية عربية في دول أخرى، 

المؤامرة تستهدف القضاء كلياً على ما تبقى لدينا من وهج في هذه الرياضة، بإضعاف الزمالك، ومحاربة الأهلي الذي قاوم كل محاولات التفكيك والإضعاف على مدار السنوات الأخيرة..

انظروا جيداً إلى بطولة الدوري الحالية، واسألوا أنفسكم كم فريقاً شعبياً في المجموعة الأولى التي تنافس على اللقب، الأهلي والزمالك والمصري فقط ربما، وحوالي ست أندية شركات ومؤسسات لا يشجعها إلا مجالس إداراتها وأعضائها، وربما يشاركون تشجيعها فريقاً شعبياً آخر معها!

انظروا بعين موضوعية إلى الدوري السعودي، لتعرفوا أين نقف، ولأي مدى وصل غيرنا، 

انظروا بموضوعية إلى ما حققه المغرب بقيادة فوزي لقجع من أمجاد كروية إقليمية وعالمية على مدار السنوات الأخيرة، لتعرفوا حجم الجريمة التي ارتكبت بحق بلادنا في هذا الملف الشعبي المهم!

إنها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، يتناوب أصحابها علينا كروياً في مصر، كأنهم امتلكوا خزائن المعرفة الرياضية، يهبطون بنا إلى القاع بشكل ممنهج ومدروس، دون أن يحاسبهم أحد أو يفكر في استئصال هذا الورم السرطاني!

لدي قناعة تامة بأن التدمير الذي ألحقته هذه المجموعة بالكرة المصرية، أكبر كثيراً من أي مقابل قد يتقاضاه أحد لتنفيذ ذلك، أشعر بأنهم يكرهوننا ويعكرون مزاجنا، ويحطّون من قدرنا ومكانة بلادنا بما أوصلوا إليه حال الرياضة الشعبية الأولى في مصر..

search