الإثنين، 31 مارس 2025

05:53 م

يستخدم المؤسسات لصالحه.. هل يتحول نتنياهو لـ ترامب الشرق الأوسط؟

نتنياهو وترامب- أرشيفية

نتنياهو وترامب- أرشيفية

سيد محمد

A .A

حذر المحلل السياسي الإسرائيلي، بن كاسبيت، من تحول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى “ترامب” الشرق الأوسط، وأنه سيحول إسرائيل إلى دكتاتورية جديدة.

وأكد بن كاسبيت في تحليله بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن الديمقراطية الإسرائيلية الهشة ستتأثر بقرار نتنياهو بسحب الثقة من رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، والذي يتزامن مع تحقيقات حساسة يجريها الشاباك حول مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

استبدال الكفاءة بـ"الثقة"

وأوضح المحلل الإسرائيلي، أن الخطر الحقيقي يكمن في أن يتولى المنصب شخص لم يكن نائبًا لرئيس الشاباك، بل شخصية تُستدعى بشكل غير طبيعي إلى هذا الموقع الحساس، ليكون مدينًا بالولاء لمن عينه، تمامًا كما حدث عندما سأل نتنياهو مرشحًا لرئاسة الموساد سابقًا: "هل ستكون مخلصًا لي؟"، وعندما لم تصدر الإجابة فورًا، تم تعيين مرشح آخر.

وأشار إلى أن هذه المرة، الأمور أخطر: “نتنياهو لم يعد يخفي سعيه لتعيين موالين له في مناصب حساسة، سواء كانت أمنية أو سياسية”، موضحًا أنه تحول إلى نسخة شرق أوسطية من دونالد ترامب، يسعى لتعزيز سيطرته الشخصية على مؤسسات الدولة.

محاولات نتنياهو استخدام أجهزة الدولة لمصلحته الشخصية

وعدد بن كاسبيت الأدلة وحالات موثقة على محاولات نتنياهو لإخضاع المؤسسات الأمنية الإسرائيلية للعمل وفق أجندته الشخصية.

الحادثة الأولى وقعت في عام 2014، عندما طالب نتنياهو رئيس الشاباك آنذاك، يورام كوهين، بالتحقق من شائعات قديمة حول إقالة نفتالي بينيت خلال خدمته العسكرية، بهدف تشويه سمعته ومنعه من الانضمام لمجلس الوزراء الأمني، كوهين رفض تنفيذ الطلب، لكن الحادثة كشفت سعي نتنياهو لاستخدام الشاباك لتصفية خصومه السياسيين.

وفي الحادثة الثانية، عندما اخترقت إيران هاتف رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس، حاول نتنياهو الضغط على الشاباك لإعلان جانتس "غير مؤهل" لرئاسة الحكومة بسبب قابلية ابتزازه، رئيس الشاباك حينها، نداف أرغمان، رفض الخضوع لهذا الضغط.

مؤخرًا، كشف الإعلام الإسرائيلي وثيقة للشاباك تتحدث عن محاولات تسلل لعناصر متطرفة إلى مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. رغم أن الوثيقة لم تؤدِ إلى فتح تحقيق رسمي، إلا أن بن غفير استغلها لمهاجمة رونين بار والمطالبة بعزله، في حين التزم الوزراء والمسؤولون الأمنيون الصمت باستثناء رئيس الأركان ورئيس الموساد.

الخطر الحقيقي على الديمقراطية

وشدد المحلل الإسرائيلي، على أن ما يحدث اليوم ليس مجرد صراع بين شخصيات أمنية وسياسية، بل هو تهديد حقيقي لاستقلالية المؤسسات في إسرائيل، وإذا استمر نهج الولاء الشخصي على حساب المهنية والكفاءة، فإن إسرائيل تسير بخطى ثابتة نحو نموذج سلطوي يمزج بين تركيا وروسيا والمجر.

ولفت ين كاسبيت إلى أن إقالة رونين بار، إذا تمت، لن تكون سوى خطوة أخرى في تحويل الشاباك من "حامي الديمقراطية" إلى أداة بيد السلطة السياسية، هذه التغيرات تهدد بتفكيك المؤسسات من الداخل، تاركة إسرائيل عرضة لأزمات غير مسبوقة.

search