الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:33 ص

عصارات العسل الأسود "متورطة" في أزمة السكر

موسم حصاد قصب السكر

موسم حصاد قصب السكر

محمود كمال

A A

تستمر أزمة السكر في الأسواق المصرية، بعد ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار وصلت في بعض المحافظات إلى أكثر من 55جنيهًا للكيلو الواحد الفترة الماضية، رغم الخطوات الحكومية لحل الأزمة، التي كان آخرها إعلان وزارة التموين، ضخ 120 ألف طن سكر في الأسواق.

وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي، أعلن أن المخزون الاستراتيجي من السكر لدى الحكومة يكفي لتغطية 5.5 أشهر، وأكد أن موسم إنتاج السكر الجديد يبدأ في يناير المقبل بمعدل 200 ألف طن، ثم يزيد إلى 250 ألف طن في فبراير، وهو ما سيقضي على الأزمة.

لكن تصريحات الوزير، أغفلت تراجع إنتاج شركات السكر بما يقترب من 40%، واتساع نطاق أزمة الأسعار، خصوصا عقب نقص توريد المزارعين لقصب الموسم الحالي، واتجاه العديد منهم إلى عصارات "العسل الأسود" لتكون بدلًا عن شركات إنتاج السكر.

مسئولية التوريد

المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة محمد القرش، قال لـ“تليجراف مصر” إن وزارة التموين هي المسؤولة عن توريد الفلاحين للسكر إلى الشركات المُصنعة، لافتًا إلى أن وزارة الزراعة لا تُجبر الفلاحين على توريد أو زراعة محصول بعينه.

وأكد أن هناك زيادة كبيرة متوقعة في إنتاجية محصول قصب السكر الموسم المقبل في يناير 2024.

القرار مشترك 

وكيل أول وزارة التموين السابق، هشام كامل، قال إن الوزارة لا يمكن أن تُجبر الفلاحين على بيع محصول القصب إلى الشركات، لكنها فقط تقدم محفزات للتوريد.

"كامل" أضاف في تصريح خاص، أن مسئولية التحفيز تأتي مشتركة بين وزارتي الزراعة والتموين، من خلال تبادل المعلومات حول كمية الإنتاج والمساحات المزروعة، وبناء على ذلك يتم تحديد سعر عادل لا يظلم المزارع، عند توريد المحصول إلى الشركات المُصنعة.

عصارات القصب

أحد مزارعي القصب في مدينة نجع حمادي، صالح ياسر، قال إنه يفضل بيع محصوله إلى عصارات القصب، قائلًا إنه رغم أن سعر الطن في العصارة 500 جنيه فقط، لكنه دون أي تكاليف إضافية، في حين أن الطن يباع لشركات السكر بـ1850 جنيهًا، لكنه يتكلف أكثر من ذلك، فبعد الحصول على عينة من الوارد أن ترفض الكمية بالكامل لوجود عيوب، خلافًا لتكاليف العمالة، واشتراطات متعددة تفرضها الشركات ترفع التكلفة الإجمالية، مؤكدًا أن ذلك يدفعه في النهاية إلى بيع محصوله إلى العصارات التي لا تضع أي عوائق على التوريد.

يتفق معه مزارع آخر، ويدعى مدحت السمان "أفُضل بيع محصولي إلى العصارات لأن الشركات تشترط أن تجلب عمالة لكسر القصب وتنضيفه على حسابي الشخصي، بالإضافة لاستلام الأموال في آخر الموسم، بينما العصارات تدفع فوري".

تشجيع الفلاحين 

رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية التابعة لوزارة التموين، عصام الدين البديوي، قال إن الفلاحين اتجهوا إلى بيع محصولهم إلى عصارات القصب، ما أدى لنقص الكميات المُوردة إلى الشركات، ما انعكس على الإنتاج بالسالب بحوالي 40% عن المعتاد.

وأضاف "البديوي" في تصريحات خاصة، أن الإنتاج الطبيعي للشركات كان يصل إلى 10.2 مليون طن سنويًا، لافتًا إلى أن الشركات أنتجت 6.5 مليون طن خلال الفترة السابقة، بتراجع 40%، بالإضافة إلى عزوف عدد كبير من الفلاحين عن زراعة السكر واتجاههم لصناعة الفاكهة أو غيرها من المحاصيل التي تحقق ربح أكبر.

رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية، طالب الحكومة بالتدخل ووضع القواعد المُنظمة لتوريد القصب إلى عصارات العسل وشركات السكر.

search