الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:45 ص

نهاية الحرب اقتربت.. كواليس حوار بوتين مع مذيع ترامب

بوتين وكارلسون

بوتين وكارلسون

ميار مختار

A A

لم يكن الحديث عن "معنى الأوكرانيين في الروسية" وحده هو سبب الضجة التي أثارتها مقابلة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الصحفي الأمريكي، تاكر كارلسون، وإنما ملايين المشاهدات من العالم الغربي والعربي أيضًا، وتعليق البيت الأبيض.

الحوار ربما يشير إلى اقتراب موعد إسدال الستار على الحرب الروسية الأوكرانية، وقد يأتي ذلك بالتزامن مع فوز مرشح جمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.

وصول موسكو

ترقب الجميع لرؤية المقابلة، حتى قبل عرضها، بمجرد أن نشر كارلسون مقطع فيديو يعلن فيه عن وصوله موسكو لإجراء حوار مع بوتين، حقق مقطع الفيديو على منصة "إكس" ملايين المشاهدات، حتى قال عنه إيلون ماسك، إن تنزيل التطبيق شهد ارتفاعا غير مسبوق منذ الإعلان عن المقابلة.


وارتفعت مشاهدات الفيديو على خلفية أبراج الكرملين وكاتدرائية المسيح المخلص وسط العاصمة موسكو، ليصبح بعدها كارلسون من أشهر الإعلاميين في المشهد السياسي الأمريكي والروسي، بعدما حاور بوتين لمدة ساعتين، تحدث خلالهما بوتين باللغة الروسية، وجرت دبلجة تصريحاته إلى الإنجليزية.

لماذا كارلسون؟

اختيار كارلسون تحديدًا، عقب عليه الكرملين، أن موافقة بوتين على إجراء المقابلة بسبب النهج الذي يتبعه مذيع فوكس نيوز السابق، والمختلف عن التغطية "أحادية الجانب" للصراع في أوكرانيا التي تتبعها العديد من وسائل الإعلام الغربية، وفق بيان صادر عن الرئاسة الروسية.

وتجمع علاقة وثيقة بين المذيع الأمريكي والرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، في نوفمبر المقبل، والذي يتبنى وقف تصعيد الحرب في أوكرانيا، على غرار سياسة بايدن الداعمة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

غزو لاتفيا وبولندا

أكد بوتين في المقابلة، التي أجراها، أن القوات الروسية لا تنوي غزو بولندا أو لاتفيا، وليس من مصلحتها توسيع رقعة الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وفي ما يخص إمكانية الدخول إلى الأرض البولندية، إذا ما انضمت إلى حلف شمال الأطلسي، أكد بوتين أن مهاجمته لأي دولة لن يأتي إلا ردًا على هجوم تلك الدولة على روسيا.

هزيمة روسيا

بوتين، الذي لديه الكثير من الثقة في قدرات قواته، أكد أن هزيمته في الحرب التي يخوضها في أوكرانيا "مستحيلة"، مشددًا على أن بلاده ستدافع من أجل مصالحها حتى الرمق الأخير، لافتًا إلى أن هناك العديد من الأصوات الداعية لإلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو في ساحة المعركة، ولكنها أصوات واهمة.

الإفراج عن صحفي أمريكي

في المقابلة، أبدى بوتين مرونة، لإمكانية التوصل لاتفاق من شأنه الإفراج عن الصحفي الأمريكي، إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في موسكو منذ عام بتهمة التجسس، قائلًا: "ليست هناك مشاك لتسوية القضية، ومستعدون لحلها، فقط بعض الشروط تناقش عبر الأجهزة الاستخباراتية".

 

استخدام الدولار

بوتين قال إن استخدام الدولار كأداة للصراع السياسي الخارجي هو واحد من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها القيادة الأمريكية، مبينًا أن الدولار هو حجر الزاوية لقوة الولايات المتحدة.

تصريحات بوتين

قال بوتين إن روسيا وأوكرانيا سوف ستتوصلان إلى اتفاق عاجلٍ أم آجلٍ، مضيفًا أن بلاده لم تحقق أهدافها في أوكرانيا بعد، ونوه إلى أن الدول الغربية لديها خيارات لكيفية الاعتراف بالسيطرة الروسية على المناطق الجديدة.

وأشار إلى أنه في فترة الاتحاد السوفيتي، كانت أوكرانيا السوفييتية حاصلة على الكثير من الأراضي التي لم تكن لها كسواحل على البحر الأسود، مضيفًا " أوكرانيا كيان مصطنع تأسس في الحقبة الستالينية".

ووصف أوكرانيا بالدولة المصطنعة “تم إنشاؤها بناء على رغبة ستالين ولم تكن موجودة قبل عام 1922”، موضحًا معنى الأوكرانيين في اللغة الروسية أنه “الناس الذين يعيشون على الأطراف وتربطهم مع أوكرانيا اللغة ورابط القرابة والدين”.

ورد بوتين على سؤال "من فجر السيل الشمالي؟"، أنتم! "ويقصد بها الإدارة الأمريكية"، وأكد بوتين أن العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا.

ونوه إلى أن روسيا أصبحت الاقتصاد الأول في أوروبا عام 2023 رغم العقوبات، والغرب يخشى من الصين قوية أكثر مما يخشى من روسيا قوية.

الأمريكيون تعهدوا بعدم توسع الناتو شرقا لكن التوسع حدث 5 مرات، اقترحنا انضمام روسيا إلى الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لكنهم رفضوا، وعندما رفض الناتو انضمامنا إليه كانوا يخشون روسيا كدولة كبيرة وقوية.

انطباعات كارلسون

في أعقاب اللقاء، عقب المذيع أن بوتين "ذكي ولا حاجة به لأن يثبت أي شيء"، قائلًا "لا بد أن تكون أحمقًا لتعتقد أن روسيا تريد التوسع"، ورأى أن موسكو غنية بمواردها الطبيعية، ولا تحتاج لغزو أي دولة أخرى.

البيت الأبيض

ورد البيت الأبيض على تصريحات كارلسون، حول منع الإدارة الأمريكية له من إجراء مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، والتي قالت "لا، على الإطلاق".

وكان كارلسون قد صرح بأن إدارة بايدن قد حاولت منعه من إجراء مقابلة مع بوتين مرتين، الأولى قبل 3 سنوات والثانية الآن.

search