الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:18 م

"د".. قصة المنطقة المحرمة على آليات مصر وإسرائيل

قوات إسرائيلية في قطاع غزة

قوات إسرائيلية في قطاع غزة

أحمد سعد قاسم

A A

منذ بدء الصراع في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي 2023 تحاول تل أبيب وضع القاهرة في مأزق لإنجاح خطتها في بناء جدار عازل على الحدود بين مصر وغزة، والسيطرة على محور فيلادلفيا؛ لبسط النفوذ الكامل على المنطقة "المحرمة" بموجب اتفاق كامب ديفد التاريخي بين مصر وإسرائيل، وهو ما ترفضه مصر وتؤكد أنها لن تسمح لتل أبيب بانتهاك سيادة أراضيها.

وتشهد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توترا كبيرا في الأيام الأخيرة بعد التلويح من الجانب الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وهو ما يفاقم الصراع بين البلدين وسط رفض القاهرة أي مساس بالفلسطينيين. ويؤدي القتال في هذه المنطقة بالأخص إلى تفاقم الصراع بالقرب من الحدود المصرية والمنطقة "د" .

تقسيم كامب ديفد

تعود القصة لعام 1979، وتحديدا في 26 مارس حينما وقعت مصر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات وإسرائيل بقيادة رئيس وزرائها آنذاك مناحم بيجن اتفاقية سلام تاريخية بوساطة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، في قمة عقدت في كامب ديفيد بالقرب من واشنطن. وتضمنت الاتفاقية في بندها الثاني تنظيم الأنشطة العسكرية في سيناء ورفح، وتقسيمهما إلى 4 مناطق: “أ” و"ب" و"ج" و"د".

في عام 2021، أجرت مصر وإسرائيل تعديلًا على الاتفاقية يقوي وجود الجيش المصري في رفح، ويزيد من عدد وإمكانيات قوات حرس الحدود في المنطقة الحدودية في رفح “المنطقة ج”. وهذا هو أول تعديل يحدث في مسار الاتفاقية بين البلدين.

وتحد المنطقة “أ” من الشرق الخط الأحمر في سيناء، ومن الغرب قناة السويس والساحل الشرقي لخليج السويس، وتضم قوة مسلحة مصرية مكونة من فرقة مشاة واحدة وأجهزتها العسكرية. أما المنطقة “ب” فتمتد من الخط الأخضر في الشرق إلى الخط الأحمر في الغرب، وتضم وحدات حرس الحدود المصرية مكونة من 4 كتائب مزودة بالأسلحة الخفيفة والمركبات، وتكمل الشرطة المدنية دورها في حفظ النظام في المنطقة.

فيما تمتد المنطقة “ج” من الخط الأخضر في الغرب إلى الحد الدولي وخليج العقبة في الشرق، وتضم قوات الأمم المتحدة والشرطة المدنية المصرية المسلحة بالأسلحة الخفيفة، وتُحدد مواقعها، وفقًا للمادة الرابعة في ملحق الاتفاقية.

المنطقة د

والمنطقة “د” تحدها من الشرق الخط الأزرق ومن الغرب الحد الدولي، وتضم قوة إسرائيلية محدودة مكونة من 4 كتائب مشاة، وأجهزتهم العسكرية، والتحصينات، وقوات المراقبة الخاصة بالأمم المتحدة.

وتنص الاتفاقية الأمنية على أن إسرائيل لا يمكنها أن تتواجد في تلك المنطقة بأكثر من 4 آلاف جندي بأسلحة قوات المشاة الميكانيكي في منطقة عمقها 4 كيلومترات على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وأنها مصرح لها بـ 180 مركبة ومنشأة وتحصين عسكري في هذه المنطقة. أما دخول قوات مدرعة أو مدفعية فهو يعد انتهاكًا للاتفاقية.

ولا تسمح بنود الاتفاقية لتل أبيب بزيادة عتادها العسكري لأي سبب إلا بعد التنسيق مع الجانب المصري وموافقتها وإلا يعد ذلك مخالفا للشروط وانتهاكا صريحًا للاتفاق بين البلدين.

وتنظم الاتفاقية أيضا وجود القوات المسلحة المصرية في سيناء، حيث تمنعها من وجود قوات ومعدات مصرية في منطقة ملاصقة للحدود الإسرائيلية، وتسمح فقط للشرطة المدنية بحيازة أسلحة خفيفة.

لكن بعد تعديل الاتفاقية بما يعرف ببروتوكول فيلادلفيا أصبح محور فيلادلفيا الواقع داخل المنطقة “د” تحت السيادة المصرية، وحسب آخر تعديل جرى في نوفمبر 2021، يسمح بتعزيز تواجد الجيش المصري في المنطقة “ج” بالتنسيق مع إسرائيل لمكافحة الإرهاب.

ولا تقتصر المنطقة “د” على محور فيلادلفيا فقط وإنما تمتد بمسافة 2.5 كيلو متر من شرق رفح الفلسطينية إلى إيلات، وهي منطقة تواجد الفلسطينيين حاليا.

وتشهد الحدود بين مصر وإسرائيل توترات متكررة بسبب النشاطات العسكرية والإرهابية في سيناء، إذ تنشط جماعات مسلحة موالية لتنظيم داعش تستهدف القوات المصرية.

وفي الفترة الأخيرة طالبت إسرائيل بإعادة السيطرة على “محور فيلادلفيا” ونشر قوات عسكرية به، وهو ما رفضته مصر، ونفى مصدر أمني مرارًا “وجود تنسيق بين البلدين في هذا الشأن”.

خطة فيلادلفيا

وتشمل الخطة الإسرائيلية للسيطرة على محور فيلادلفيا تجهيز جدار أرضي بتقنيات وتكنولوجيا متقدمة وكاميرات ومجسات وغيرها، لتبادل المعلومات بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول ما يجري في قطاع غزة، ومنع بناء أنفاق بين غزة والأراضي المصرية مثل الجدار الذي أنشأته إسرائيل بعد عام 2014، وهو ما رفضته مصر.

ويبلغ طول الجدار المقترح 13 كيلومترا، ويحتوي على الطرق التكنولوجية التي تعطي إشارة إذا كان هناك حفر محتمل في تلك المنطقة.

من ناحية أخرى ترغب تل أبيب في السيطرة على محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين بالكامل هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة، ينتمي إلى المنطقة “د” التي تحكمها اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الموقعة عام 1979.

يبدأ المحور من البحر المتوسط وينتهي في معبر كرم أبو سالم، ويبلغ طوله حوالي 14 كيلومترا.

search