الخميس، 21 نوفمبر 2024

11:03 م

"رئيس وزراء ومخابرات وموساد".. اجتماع رباعي في القاهرة لبحث موقف غزة

انتشار الخيام في مدينة رفح الفلسطينية

انتشار الخيام في مدينة رفح الفلسطينية

محمد خيري

A A

ما تزال أصداء التصريحات الإسرائيلية المتطرفة والمتعلقة بالاجتياح الإسرائيلي لرفح جنوب قطاع غزة تثير استياء مصر وأجهزتها التي رفعت جاهزيتها تحسبًا لأي مستجدات، بالإضافة إلى استضافة القاهرة لاجتماع يضم رئيس المخابرات الأمريكية ورئيس وزراء قطر ومدير الموساد؛ لمناقشة خارطة طريق لصياغة خطة مستقبلية لإنهاء الصراع العسكري على قطاع غزة، ووقف التصريحات العدائية الإسرائيلية المتعلقة باجتياح رفح.
وكشفت صحيفة "ذا ناشيونال"، أن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، وليام بيرنز، سيصل القاهرة، اليوم الثلاثاء؛ للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد بحضور مسؤولين مصريين؛ لصياغة خطة مقبولة لإسرائيل وحماس لوقف حربهما في غزة وتفعيل تبادل الأسرى والرهائن، ووقف الحديث عن اجتياح رفح.

السيسي وأردوغان 

وتأتي محاولتهم الأخيرة وسط مخاوف متزايدة من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين، إذا مضت إسرائيل قدمًا في خططها لنقل عملياتها البرية إلى مدينة رفح بجنوب غزة، إذ لجأ أكثر من نصف سكان القطاع الساحلي البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى آخر ملاذ لهم هربًا من القتال في شمال ووسط قطاع غزة.
ومما أجج هذه المخاوف، أن أدت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت رفح في وقت مبكر من أمس الاثنين، إلى مقتل ما لا يقل عن 93 شخصًا وإصابة العشرات، عندما أطلق الجيش عملية للقوات الخاصة لتحرير رهينتين إسرائيليتين في المدينة.
وتجري الجولة الجديدة من المحادثات أيضًا وسط موجة من النشاط الدبلوماسي، حيث زار العاهل الأردني الملك عبد الله واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، بينما سافر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطر لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين والقادة السياسيين لحركة حماس، ومن المنتظر أن يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، غدًا الأربعاء، حيث ستركز المحادثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على التوترات الإقليمية الناجمة عن حرب غزة.

إبطال معاهدة السلام

المفاوضات الجديدة، والتي تضم مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى، تتزامن مع تزايد التوتر بين مصر وإسرائيل، ما أدى إلى تهديد القاهرة بإبطال معاهدة السلام الموقعة بينهما عام 1979، في حالة إذا شنت إسرائيل هجومًا بريًا كبيرًا على رفح.
وتقول الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية، إنه إذا ألغت مصر الاتفاق، فقد يعني ذلك أن إسرائيل فقدت الهدوء على حدودها الجنوبية، وسيتعين عليها تعزيز وجود قواتها هناك، ما يزيد من استنزاف مواردها، ويضعها في حالة من عدم الاستقرار على كل الجبهات، وأبرزها الجبهة الجنوبية مع مصر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية مطلعة قولهم إنه تحسبًا للهجوم على رفح، عززت مصر بالفعل وجودها العسكري على الحدود مع غزة وإسرائيل، ووضعت القوات في حالة تأهب قصوى، وكثفت الدوريات البرية وطلعات الاستطلاع فوق المنطقة، كما أعلنت مصر أن القيام بعملية برية في رفح ستكون له "عواقب وخيمة".

غزة 

مخاوف مصرية أمريكية

وتخشى مصر، مثل الولايات المتحدة ودول أخرى، أن يؤدي التوغل الإسرائيلي في رفح إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين، وترك مئات الآلاف من الفلسطينيين بلا مكان يذهبون إليه إلا عبر الحدود في شبه جزيرة سيناء.

وتقول القاهرة إن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين الذين يلتمسون اللجوء في مصر بالعودة إلى ديارهم، مما يضع عقبة أخرى أمام أي محادثات مستقبلية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتخشى القاهرة أن يؤدي تدفق الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء ذات الكثافة السكانية المنخفضة إلى تعريض الأمن القومي المصري للخطر.

search