الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:22 ص

عرب 48.. قناع إسرائيلي يخفي تمييزًا وتخوينًا

سيدة فلسطينية تصرخ في وجه ظابط إسرائيلي - أرشيفية

سيدة فلسطينية تصرخ في وجه ظابط إسرائيلي - أرشيفية

تيمور السيد

A A

ألقت عملية طوفان الأقصى في غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي 2023 بظلالها على عرب 48 في “ الضفة الغربية” حيث بدأت حكومة الاحتلال باستخدام أسلوب القمع و الترهيب ضد مواطني عرب 48 كنوع من أنواع العقاب لرفضهم عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها تل أبيب في غزة.

البداية

القصة بدأت حينما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1947 موافقتها على قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، وتلا ذلك سلسلة من الإجراءات، أبرزها انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948، ثم بعد ذلك أعلن المجلس اليهودي قيام دولة يهودية فلسطينية على أرض فلسطين من دون أن تعلن حدودها.

في غضون ذلك، رفض البعض مغادرة الديار وبقوا متمسكين بأرضهم قبل صدور قانون المواطنة الإسرائيلية عام 1952، الذي أجبر الفلسطينيين على التجنيس بالجنسية الإسرائيلية أو الطرد، سميت تلك الفئة فيما بعد بـ"عرب 48" أو "فلسطينيو الداخل".

 

21% من السكان

في عام 1948، حين أعلنت إسرائيل دولتها المزعومة، قدر عدد السكان بـ 806 آلاف، من بينهم 150 ألف فلسطيني بقوا في البلاد بعد تهجير نحو 800 ألف فلسطيني بعد النكبة.

حسب أحدث الإحصاءات، يمثل "عرب 48" حاليا نسبة 21% من سكان دولة الاحتلال البالغ عددهم 9 ملايين و727 ألف نسمة، يمثل المسلمون الغالبية العظمى بنسبة 80%، والمسيحيون بنسبة 11%، وتتراوح بقية النسبة بين الدروز والشركس.

العرب و الكنيست 

وتمنح دولة الاحتلال الجنسية الإسرائيلية لـ"عرب 48"، ويكون لهم الحق في التمثيل داخل الكنيست لكن بشكل رمزي، حيث عارض العديد من اليهود وجود عرب داخل الكنيست، لكن حكومة الاحتلال استغلت دخول العرب لتجميل وجهها القبيح ومنحه قناعا خادعا لإخفاء ما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.

مواقفهم السياسية

كان لهم العديد من المواقف الجريئة في وجه الإحتلال بالانتفاضة الأولى والثانية، وذلك من خلال المظاهرات والاحتجاجات، والتي كان أبرزها أحداث الشيخ جرّاح، حيث رفض الأعضاء العرب بالكنيست سياسة دولة الاحتلال في تهجير المواطنين وسلبهم أراضيهم، ونظرا لمواقفهم يتم تهديدهم بالقتل والأسر، وتصل في بعض الأحيان لعمليات دهس ومهاجمات تنفذها الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنون وجيش الاحتلال.

ومنذ بدء طوفان الأقصى، سجّل عرب الداخل موقفا مشرفا، حيث خرج العديد منهم في تظاهرات منددة بالموقف الإسرائيلي ضد غزة وضد سياسة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وسجل العديد من النواب العرب في الكنيست اعتراضهم على أفعال الاحتلال وطالبوا بوقف إطلاق النار الفوري والتوصل لحل سلمي.

أين يعيشون؟

يعيش 60% من "عرب 48" شمال الأراضي المحتلة، والبقية موزعة بين صحراء النقب ومنطقة المثلث، حصل أغلبهم على الجنسية الإسرائيلية عام 1952، والباقي اكتفت دولة الاحتلال بمنحهم إقامة مدى الحياة.

المستوى المعيشي

من الناحية الرسمية، العرب هم أعضاء كاملي العضوية في مجتمع مواطني البلاد، ولكن من الناحية العملية فإنهم يعانون من التمييز المنهجي، وعلى الرغم من أن هناك العديد من القوانين التي تحميهم داخل دولة الاحتلال، إلا أن هناك تمييزا واضحا بينهم و بين اليهود، سواء في القطاع العام أو الخاص، لا يحصلون على وظائف حتى لو كانوا مؤهلين، ويعاني معظمهم من البطالة بسبب عدم وجود فرص عمل لهم.

وتدعى حكومة الاحتلال أن العرب يحصلون على فرص تعليم مثلهم مثل اليهود، لكن بعد شهادة العديد من الفلسطينيين اتّضح أن هناك تعنتا من دولة الاحتلال في التضييق على الفلسطينيين في ذلك الأمر.

 صراع بين "عرب 48" و"عرب 67"

ويطلق على العرب غير الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية “عرب67”، وهم الفئة التي ترفض وجود إسرائيل ولا تريد التعامل معهم، معظمهم يعيش في الضفة الغربية و القدس وغزة، وهناك مشاكل بسيطة تظهر بين الحين والآخر بين "عرب 48" و"عرب 67"، حيث يرى عرب 67 أن الحصول على الجنسية الإسرائيلية خيانة، ويجب على جميع الفلسطينين قطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وقد ميّزت كلا المجموعتين بين علاقات الزواج وأنواع العلاقات الأخرى، ومالت إلى عدم الموافقة على علاقات زواج أبنائهم مع أفراد المجموعة الأخرى. وكان هذا الاتجاه أقوى بين عرب 48.
عرب 67 يعتقدون أن عرب 48 بقوا في أرضهم وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية استسلاما للاحتلال، وليس حبا في أرضهم، بينما يقول عرب 48 أنهم بقوا في الأرض حبا لها وأنهم غير قادرين على تركها، وفقا لموقع "دولة" الإسرائيلي.
 

search