الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

11:48 ص

رأس الحكمة من الجدل إلى النور.. ماذا يجني المصريون؟

صفقة رأس الحكمة

صفقة رأس الحكمة

روان عبدالباقي

A A

“35 مليار دولار خلال 60 يومًا” قطعت هذه الأرقام جميع الشكوك والتوقعات حول صفقة رأس الحكمة، التي تصاعد الحديث عنها، في مطلع فبراير الجاري؛ لتأتي اللحظة المنتظرة بإعلان الحكومة تفاصيل أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر.

 35 مليار دولار في 60 يوم

أوضحت الحكومة، خلال مؤتمر صحفي، تفاصيل الشراكة التي جمعتها بالإمارات لتطوير رأس الحكمة، بعد صدور بيان، أمس، اكتفى بالإعلان عن أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر دون توضيح أي تفاصيل، مؤكدة ضخ 35 مليار دولار إلى مصر على دفعات.

الدفعة الأولى بعد أسبوع وتبلغ 15 مليار دولار، 10 مليار سيولة من الخارج كاستثمار أجنبي، و5 مليارات دولار من وديعة الإمارات في البنك المركزي، أما الدفعة الثانية، تصل إلى 20 مليار دولار، مقسمة على 14 مليار دولار تمثل استثمارًا أجنبيًا مباشرًا “سيولة من الخارج”، و6 مليارات دولار تمثل باقي قيمة الوديعة الإمارتية لدى البنك المركزي.

المشروع يتضمن تأسيس شركة رأس الحكمة لتصبح الشركة القابضة للمشروع، وتشمل فنادق ومشروعات ترفيهية، ومنطقة المال والأعمال، بالإضافة إلى إنشاء مطار دولي جنوب المدينة، ولم تنس أهالي مطروح إذ أكدت أنها ستعوضهم نقدًا وعينًا.

الحكومة أكدت أن الصفقة هي شراكة وليست بيع أصول، كما زعم البعض في البداية، مشيرة إلى أنها ستوفر الملايين من فرص العمل للشباب دون أي مبالغة. كما أن الدولة تعد مجموعة أخرى من المشروعات لكي تطرحها عالميا، وكلها من العيار الثقيل، على نفس قيمة وأهمية مشروع رأس الحكمة.

أكبر صفقة استثمار

وصف رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، المشروع بأنه أكبر صفقة استثمار مباشر من خلال شراكة استثمارية مع كيانات كبرى، في ضوء جهود الدولة، لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة الموارد من النقد الأجنبي.

توقيع صفقة رأس الحكمة بين مصر والإمارات

سيولة نقدية كبيرة من العملة الصعبة، استقرار سوق النقد الأجنبي، تحسين الوضع الاقتصادي، وغيرها من المزايا التي أتاحتها صفقة مشروع رأس الحكمة؛ لتبشر المواطنين بملايين الفرص. 

ما قصة رأس الحكمة؟

منذ بداية شهر فبراير الجاري، تصدر مشروع رأس الحكمة محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ أكدت مصادر مسؤولة أن هناك صفقة تتعلق بمدينة رأس الحكمة ستجلب للدولة نحو 22 مليار دولار، ما تسبب في تراجع سعر الدولار في السوق الموازية من حدود 70 جنيهًا إلى حوالي 64 جنيهًا.

مصدر حكومي مسؤول أكد لـ "تليجراف مصر"، أن الدولة تعكف على إنهاء مخطط تنمية مدينة رأس الحكمة؛ لتكون ثاني المدن المطورة، بعد العلمين الجديدة، في إطار مخطط التنمية العمرانية "مصر 2025".

أثار تداول المعلومات وعدم رد الحكومة سواء بالنفي أو التأكيد، غضب الإعلاميين، ليطالب الإعلامي عمرو أديب الحكومة، بتوضيح حقيقة المعلومات التي جرى تداولها خلال الفترة الأخيرة بشأن صفقة تتعلق بمدينة رأس الحكمة.

ولوّح الإعلامي أحمد موسى، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، بقرب استلام مصر 20 مليار دولار دفعة واحدة لإنهاء أزمة سعر الصرف، عبر شراكة مصرية وعربية وعالمية في مدينة رأس الحكمة.

في المقابل خرج المتحدث باسم مجلس الوزراء المستشار، محمد الحمصاني، خلال تصريحات تليفزيونية، عن صمته، موضحًا أن الدولة ستتعامل مع كيانات عالمية ذات خبرة فنية واسعة وقدرة تمويلية كبيرة؛ لوضع المدينة على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الإسكان، الدكتور عمرو خطاب، قد أكد لـ "تليجراف مصر"، أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي خلال الفترة المقبلة؛ للإعلان عن تفاصيل مشروع رأس الحكمة.

الباحث الاقتصادي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد شادي، أوضح أن الدولة تبحث عن موارد أخرى؛ لرفع حصيلتها الدولارية، وفي هذا الإطار يأتي طرحها مشروع مدينة رأس الحكمة أمام المستثمرين.

من جانبه قال وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، طارق شكري، إن عدم الإفصاح الكامل عن مشروع رأس الحكمة قد يكون بسبب أنه لا يزال في مرحلة إنهاء التعاقد، موضحًا، أن مجلس النواب لم يتلق أي تفاصيل خاصة بالمشروع.

ماذا تعرف عن رأس الحكمة؟

تقع مدينة رأس الحكمة بين الكيلو 170 على طريق الساحل الشمالي الغربي حتى الكيلو 220، وتبلغ مساحتها 40 ألف و600 فدان، على شكل المثلث، كما تبعد عن القاهرة نحو 140 كيلومترًا، وعن مدينة الإسكندرية 234.4 كيلومتر، و91 كيلومتر عن مدينة العلمين الجديدة.

مدينة رأس الحكمة

بنى الملك فاروق الأول، استراحة ملكية في رأس الحكمة، حيث كان يتردد عليها مع الأسرة الملكية في فصل الصيف من أجل الاستجمام، وبعد ثورة 23 يوليو 1952 تحولت إلى استراحة رئاسية وتردد عليها رؤساء مصر وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الراحل محمد حسني مبارك.

وصدر أول قرار لتطوير رأس الحكمة في العام 1975، ونص على إخلاء المدينة من سكانها، إلا أن الخطة تعثرت لسنوات لتعود إلى السطح في العام 2015 ، وفي أبريل الماضي، وافقت الحكومة على مشروع قرار رئيس الجمهورية لإعادة تخصيص بعض قطع الأراضي من المساحات المملوكة ملكية خاصة للدولة؛ لإنشاء مجتمع عمراني جديد باسم “مدينة رأس الحكمة الجديدة".

استثمارات سابقة

تحتل مدينة رأس الحكمة موقع استراتيجيًا هامًا، حيث تقع بالقرب من ميناء العلمين الجوي، وميناء الحمراء للبترول، ومطار مرسى مطروح الدولي، ومطار برج العرب الدولي، وتتميز بوجود القطار الكهربائي السريع والذي يربطها مع باقي محافظات الجمهورية، مما جعلها جاذبة للاستثمارات.

رأس الحكمة لها تاريخ طويل من الاستثمارات إذ تم تخصيص مساحة 447.6 ألف متر مربع لأحد شركات التطوير العقاري؛ لإقامة مشروع سياحي تقدر استثماراته بحوالي 6 مليارات جنيه، ليبلغ إجمالي المساحة المعروضة للاستثمار السياحي بالمدينة قرابة 11.5 مليون متر؛ لإقامة مشروعات سياحية متكاملة.

كما أعلنت شركة ماونتن فيو، للتنمية والاستثمار العقاري، التعاقد علي تطوير أرض جديدة بمساحة 200 فدان بالمدينة، بجانب مشروع شركة جيتس Gates Developments المقام على مساحة 206 أفدنة بمنطقة رأس الحكمة بإجمالي استثمارات تصل لحوالي 40 مليار جنيه.

search