الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:32 م

مساعدات غزة تتعرض للنهب.. وسوق سوداء للطعام المسروق

أحد أطفال غزة النازحين يحمل زجاجات بلاستيكية فارغة في أحد مدارس "الأونروا" والتي تحولت إلى مخيم يستقبل الاجئين

أحد أطفال غزة النازحين يحمل زجاجات بلاستيكية فارغة في أحد مدارس "الأونروا" والتي تحولت إلى مخيم يستقبل الاجئين

جاسر الضبع

A A

قال مسؤولون في الأمم المتحدة، لصحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، إن المساعدات المقدمة إلى غزة قد انهارت في الأسابيع الأخيرة، إثر استهداف بالغارات الجوية الإسرائيلية لضباط الشرطة الذين يحرسون القوافل الإغاثية، مما عرضها للنهب من قبل المدنيين الذين تقطعت بهم السبل منذ بدء الحرب على القطاع المحاصر.

وفي المتوسط، ووفقا للأرقام الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، دخلت 62 شاحنة فقط إلى قطاع غزة كل يوم خلال الأسبوعين الماضيين، وهو أقل بكثير من العدد الذي كانت تلتزم إسرائيل بتسهيله وهو 200 شاحنة يوميا، بينما عبرت 4 شاحنات فقط في يومين منفصلين خلال هذا الأسبوع.

وتقدر منظمات الإغاثة، التي حذرت من حدوث مجاعة وشيكة، أن هناك حاجة إلى حوالي 500 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجات الناس الأساسية.

إسرائيل تهاجم الشرطة

وبعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على أعضاء قوة الشرطة المدنية التي تديرها "حماس" في غزة، اضطر الضباط  للانسحاب في وقت سابق من هذا الشهر، من الجانب الفلسطيني من معبر "كرم أبو سالم" مع إسرائيل. 

ومنذ مغادرتهم، تعرضت الشاحنات للنهب في منطقة احتجاز المعبر، بحسب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جيمس ماكجولدريك.

وقال مسؤولون، إن الشرطة توقفت أيضًا عن العمل كحراس أمن لقوافل المساعدات، مما أدى إلى شل عمليات التسليم في القطاع، إذ لجأت بعض الأسر الجائعة إلى أكل الأعشاب وخبز الأعلاف الحيوانية، بينما يبيع المنتفعون، الطعام المسروق بأسعار فلكية في السوق السوداء.

وقال ديفيد ساترفيلد، السفير الأمريكي لتنسيق المساعدات الإنسانية لغزة، إنه مع رحيل حراسة الشرطة، أصبح من المستحيل تقريبا على الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى نقل المساعدات بأمان إلى غزة بسبب ما وصفها  بالـ"العصابات الإجرامية".

شرطة
فردان من شرطة غزة يظهر أحدهما يقرا القرآن الكريم، والأخر يمسك مسبحة بيد ويمسك بندقيته بيد أخرى

تباطؤ في دخول المساعدات

ويأتي التباطؤ في تسليم المساعدات، وسط تحذيرات متزايدة من خبراء الشؤون الإنسانية من أن سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على حافة المجاعة. 

والوضع أكثر خطورة في شمال القطاع، إذ انسحبت منظمات الإغاثة قبل أشهر، وما زال هناك ما يقدر بنحو 300 ألف مدني.

ويعاني واحد من كل 6 أطفال في الشمال الغزّي من سوء التغذية الحاد، وفقاً لتحليل غذائي أجرته "منظمة الصحة العالمية"، "WHO"، إذ يعاني 3% منهم من “الهزال الشديد”، مما يعرضهم لخطر الموت ما لم يتلقوا علاجاً طبياً عاجلاً.

وحذر "تيد شيبان"، نائب مدير العمل الإنساني في "اليونيسيف"، هذا الأسبوع، من أن غزة "على وشك أن تشهد انفجارا في وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها".

ويجب أن تخضع جميع المساعدات التي تدخل غزة أولاً لفحص يجريه مسؤولون مصريون وإسرائيليون. 

ويتم نقل الشحنات المعتمدة إلى منطقة التفريغ في معبر كرم أبو سالم، ثم يتم نقلها إلى شاحنات غزة قبل أن تخرج من البوابات الزرقاء للمعبر.

لماذا لا يدخل إلى غزة سوى قدر ضئيل من المساعدات؟ - CNN Arabic
شاحنة محملة بالمساعدات تحمل لوحة مصرية تتعرض للتفتيش من قبل جنود تابيعن لجيش الاحتلال الإسرائيلي

توقف اضطراري

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، أنه اضطر إلى وقف تسليم المواد الغذائية إلى الشمال هذا الأسبوع، مشيراً إلى “الفوضى الكاملة والعنف بسبب انهيار النظام المدني”.

وقالت “تمارا الرفاعي”، مديرة العلاقات الخارجية بالأونروا، إن المنظمة الأممية لم تتمكن من توصيل أي شحنات إلى شمال غزة منذ 23 يناير الماضي.

وتضغط الوكالة وشركاؤها على إسرائيل لفتح معابر أخرى لزيادة تدفق المساعدات.

search