السبت، 05 أكتوبر 2024

11:29 ص

حصار حرب وتجويع.. ماذا يأكل الفلسطينيون في أيام عجاف؟

فلسطينيون نازحون في انتظار وجبة ساخنة

فلسطينيون نازحون في انتظار وجبة ساخنة

ميار مختار

A A

في ظل أوضاع مأساوية فرضتها دولة الاحتلال على أهالي قطاع غزة النازحين إلى الجنوب وتحديدًا بخان يونس، ورفح الفلسطينية، يجد شبح الجوع مجالًا واسعًا لفرض سيطرته، ما يضطر الأهالي هناك إلى أكل أي شيء.

أيام بلا طعام

في 8 ديسمبر الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من تزايد حالات الجفاف وسوء التغذية على وتيرة متسارعة في القطاع، وأشار حينها إلى أن نحو 90% من الأسر لا تتناول الطعام طيلة يوم وليلة كاملين في بعض مناطق القطاع، وفق رصد أجراه في القطاع، وأبرز أن الجوع ينتشر بشكل واسع في أنحاء غزة، وطالب مرارًا بضرورة توسيع نطاق الوصول الآمن ودون عوائق للمساعدات.

الفلسطينيون ينتظرون وجبة ساخنة

صعوبة وصول المساعدات

ومع ندرة توافر الغذاء والماء والدواء، يصعب أيضًا وصول المساعدات إلى القطاع، بسبب ما تتعرض له الشاحنات من قصف، وتعنت في عمليات التفتيش عند معبر كرم أبو سالم، إلى أن تدخل معبر رفح لتمر إلى الجانب الآخر.

أطفال غزة مع أهاليهم في انتظار أي وجبة خلال النزوح

ووفق إعلام فلسطيني فجميع المتاجر والرفوف خاوية في الشمال بعد القصف الممنهج والمستمر لقوات الاحتلال، ونشر فلسطينيون عبر موقع “إكس” أن الأسعار مرتفعة جدًا ووصفوها بـ"الباريسية"، مع الحديث عن عدم وجود "ملح أو خميرة أو طحين" لعمل المخازن.

ونشر فلسطيني وكان رفقة صديق له مقطعًا مصورًا يرصد لحظة تناوله تفاحة عثر عليها وتقاسمها مع هذا الصديق.

وقف التمويل عن الأونروا

وفي مدارس الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لا يوجد طعام، خصوصًا بعد قصف المراكز التابعة لها، ووقف التمويل عنها بحجة مزاعم عن تورط موظفين يعملون لديها في المشاركة بعملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر.

عائلة فلسطينية تعيش على الرمال ويخبزون من أجل إطعام الصغار

حيل للتغلب على الجوع

وقامت أمهات فلسطينيات بعصر القليل من الليمون على زجاجات المياه ليشرب الأبناء، لتمتلئ بطونهم، ويعد الخبز هو الأساس في الوجبات لدى الشعب الفلسطيني، إلا أن عدم توافره أصبح أمرًا اعتيادًيا يحاول الفلسطينيون التأقلم عليه.

طفلة فلسطينية تعيش بمزرعة دواجن مع أسرتها وتنتظر تناول الخبز

وذكرت اليونيسيف الشهر الماضي، في تقرير سابق لها، أن جميع الأطفال دون سن الخامسة في غزة، والبالغ عددهم 350,000 طفل، معرضون بشكل خاص لسوء التغذية الحاد.

أزمة لبن الأطفال

قد يتحمل الكبار ما يتعرضون له من سوء تغذية وضعف، إلا أن الصغار لا يتحملون ذلك، فضلًا عن تناولهم لعدم وجود طعام صحي، وحرمانهم من احتياجاتهم الطبيعية من الطعام، فضلاً عن الأضرار الكبيرة لبعض أصناف المأكولات المعلبة التي لا تتوفر سواها، فيما تنتظر الأمهات تسلم أي وجبة ساخنة، بدلًا من تناول الفول والمعلبات التي انقطعت هي الأخرى.

طفلة تبرز لوسائل الإعلام حجم الوجبة التي تمكنت من العثور عليها

ولأن خيارات الأكل أصبحت دربًا من خيال ماضٍ، أصبح توافر اللبن الصناعي للرضع أيضًا ضمن قائمة التحديات الصحية، ونشر "بلوجر" فلسطيني، حمزة أبو توهة، مقطع فيديو وهو يحمل طفلًا رضيعًا قائلًا "ولد منذ ساعات ولم يتوفر له لبن الأم بسبب سوء تغذيتها في فترة الحمل، وأيضًا لم يتوفر اللبن الصناعي، وحاولت جاهدًا قبل ولادة (عليّ) توفير علبة من حليب المواليد فلم أجد، فقلت لعل المستشفى يوم الولادة توفر له علبة حليب".

بلوجر فلسطيني يحاول توفير إبرة من لبن الأطفال الصناعي

وتابع "بعد ولادته أرادت أمه أن تُرضعه، فلم ينزل شيء من الحليب بسبب سوء تغذية الأم، وذهبتُ إلى قسم الحضانة فلم أجد شيئًا، وتوجهت إلى كل مكان في المستشفى فلم أجد حليبًا، بعد 7 ساعات أعطتني إحدى النساء حقنة فيها قليل من الحليب، نحن في الشمال محاصرون".

“خرقة” التمر للرضاعة

بعض الأمهات المحاصرات من قبل دبابات الاحتلال والجوع، تعطين للرضع قماشة “خرقة” بها بعض التمور، حتى تسد جوعهم.

طفل تسكته أمه بـ"خرقة" تحتوي على تمر

مياه الصرف الصحي

ورصد إعلام فلسطيني كيف يقف الفلسطينيون في طوابير من أجل الحصول على مياه، بل ويقطعون مئات الكيلو مترات سيرًا على الأقدام للحصول على مياه، بعد أن قطعتها إسرائيل عن القطاع، وقد لا يجدونها في نهاية المطاف، أو تنفد قبل أن يأتي دور أحدهم، فإما يجمعونها من الأمطار إذا ما فاضت السماء، أو من عربات تقدمها لهم مع المساعدات والتي أصبحت لا تدخل بسبب تعرضها للصرف، ما اضطر غالبيتهم إلى الشرب من ماء الصرف الصحي.

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، الأمر، فسكان غزة يشربون مياهًا ملوثة، ما أدى لظهور حالات إسهال لدى الأطفال في مراكز الإيواء التي تضم آلاف الفلسطينيين.

عربات المساعدات التي تقدم مياهًا للنازحين

أكل العشب وعلف الحيوانات

وفي عند رفح الفلسطينية، يأكل الناس العشب، من أجل البقاء، على قيد الحياة، فيقطعون من ورق الأشجار، ومن حشائش الأرض ويأكلون، بل فتك بهم الجوع وتحديدًا عند سكان الشمال، للدرجة التي جعلت بعضهم يتناول علف الحيوانات.

search