السبت، 06 يوليو 2024

06:57 م

بعد عامين علي الحرب.. هل نجحت روسيا في اختراق العقوبات الغربية؟

نصب تذكاري للناشط الروسي الراحل أليكسي نافالني في روما. تصوير: أندريا كالاندرا/ نور فوتو/ زوما برس

نصب تذكاري للناشط الروسي الراحل أليكسي نافالني في روما. تصوير: أندريا كالاندرا/ نور فوتو/ زوما برس

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

بعد مرور عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، فشلت العقوبات الغربية في مهمتها المتمثلة في الضغط على موسكو لإيقاف الحرب .

وبحسب وول ستريت جورنال، يقول مسؤولون وخبراء غربيون، إن العقوبات المالية والاقتصادية والعسكرية والطاقة، المفروضة على روسيا منذ فبراير 2022، أضرت باقتصاد روسيا وقدرتها على إنتاج الأسلحة، وستخلق مشاكل خطيرة للكرملين في السنوات المقبلة. لكنهم يعترفون بأن القيود جاءت أبطأ مما كانوا يتوقعون.

عقوبات جديدة

وتتبنى الدول الغربية هذا الأسبوع عقوبات جديدة ضد روسيا، للمرة الأولى، بعد وفاة المعارض الروسي الأشهر أليكسي نافالني.

وفرضت المملكة المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، عقوبات على 6 روس قالت إنهم متورطون في وفاة نافالني، والتي تم الكشف عنها في 16 فبراير الجاري.

وأول أمس الخميس، فرضت لندن علي الكرملين أيضاً عقوبات جديدة تستهدف قطاع السلع والأسلحة في روسيا.

وشملت العقوبات، العديد من تجار النفط وشركات الشحن، و3 شركات صينية كانت تزود روسيا بالإلكترونيات، ومحركات الطائرات بدون طيار الخاضعة للعقوبات. 

وبموجب العقوبات، لا يستطيع أي كيان بريطاني التعامل مع الشركات.

ضربة محدودة

ويعترف المسؤولون الأمريكيون سرا، بأن الإجراءات الجديدة التي فرضتها أمريكا ضد روسيا من المرجح أن توجه ضربة محدودة. 

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية وفق وول ستريت جورنال، إنه من المتوقع أن توسع واشنطن حزمة عقوباتها ضد مجموعة من شركات الدفاع والصناعات والمؤسسات التي فرضت عليها الولايات المتحدة بالفعل عقوبات، وتستهدف المسؤولين الذين يعتبرون مسؤولين عن وفاة نافالني في مستعمرة سجن نائية في القطب الشمالي. 

وأضافوا أنه سيتم إضافة مئات الكيانات إلى قوائم العقوبات.

وتزعم إدارة بايدن، أن مثل هذه الإجراءات ستؤدي مع مرور الوقت إلى خنق الاقتصاد الروسي وصناعة الدفاع الروسية ــ وإعاقة قدرتها على شن حرب على أوكرانيا ــ، في حين تقوم بتسمية وعزل المسؤولين المتواطئين في انتهاكات حقوق الإنسان.

وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: "هذا دوران آخر للعجلة".

قنوات للتهرب

وقالت والدة نافالني، ليودميلا، يوم الخميس، إنه سُمح لها برؤية جثة ابنها، لكن السلطات لم تسمح بتسليمها لها.

وأضافت أنهم بدلاً من ذلك طالبوا بدفنه سراً.

وقالت في رسالة مصوره إنها لن توافق على ذلك، على الرغم مما وصفته بمحاولات ابتزازها من قبل السلطات التي هددت بأنها "ستفعل شيئًا بجثة ابني".

وبالنسبة لروسيا، أصبح التهرب من العقوبات أولوية. 

ويقول مسؤولون غربيون إن الكرملين وجه أجهزة المخابرات الروسية لإيجاد قنوات للتهرب والرد. 

وزادت موسكو تجارتها مع الصين والهند ودول أخرى لم تنضم إلى التدابير الغربية، مما ساعدها على بيع الطاقة وتأمين إمدادات الواردات الحيوية للحرب.

واستخدمت روسيا الشركات الوهمية والدول المجاورة لشراء المكونات المستخدمة في الأسلحة. 

وحصلت على عدد كبير من السفن القديمة التي تعمل تحت ملكية غير شفافة للتحايل على سقف أسعار النفط الذي فرضه الغرب، وفق وول ستريت جورنال.

إمدادات منتظمة

ولم تمنع العقوبات روسيا من زيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير هذا العام، فقد قامت إيران وكوريا الشمالية بتسليم طائرات بدون طيار وصواريخ إلى روسيا.

في حين ساعدت الصين وتركيا في تزويد موسكو بإمدادات منتظمة من السلع الغربية ذات الاستخدام المزدوج التي يعتمد عليها جيشها في شن الحرب.

وخلافاً للعقوبات السابقة ضد إيران أو كوريا الشمالية، فإن ثقل روسيا الاقتصادي جعل من الصعب عزلها، وكذلك الأمر بالنسبة لحقيقة أنها لا تصدر النفط والغاز فحسب، بل تصدر الموارد بما في ذلك اليورانيوم والتيتانيوم التي تعتمد عليها الاقتصادات الغربية.

وتوصلت دراسة أجرتها كلية كييف للاقتصاد ونشرت الشهر الماضي، إلى أن ما يقرب من 95% من المكونات الأجنبية البالغ عددها 2800 والتي تم العثور عليها في الأسلحة الروسية في ساحة المعركة منذ بدء الحرب، كانت غربية، وأكثر من 70% جاء من شركات أمريكية.

search