الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:31 م

"صوفيا أور" تفضل السجن عن التجنيد في إسرائيل.. ما قصتها؟

صوفيا أور - كوبي وولف لصحيفة صنداي تايمز

صوفيا أور - كوبي وولف لصحيفة صنداي تايمز

أحمد سعد قاسم

A A

في منزلها الواقع في الطابق الثامن من برج سكني في شمال إسرائيل، تملأ "صوفيا أور" حقيبة ظهرها بمقتنياتها الشخصية ولكن على عكس آلاف الشباب الإسرائيليين الذين استعدوا للانضمام إلى الجيش منذ 7 أكتوبر، فإن الحقيبة التي تحزمها "صوفيا" في بلدة برديس حنا-كركور مخصصة للسجن وليس للتجنيد، لتصبح أول امرأة منذ بداية حرب غزة يتم سجنها لرفضها الخدمة العسكرية بسبب معتقداتها السياسية.

وفق “التايمز” البريطانية فقد تلقت صوفيا تهديدات بالقتل والاغتصاب بعدما أعلنت رفضها للتجنيد، ووصفها أصدقاؤها بأنها "يهودية كارهة لذاتها" وخائنة على وسائل التواصل الاجتماعي، وساذجة وناكرة للجميل.

صوفيا أور - كوبي وولف لصحيفة صنداي تايمز

ليست وحدها

تعتبر الخدمة العسكرية في إسرائيل إجبارية منذ فترة طويلة ويعتقد أكثر من نصف الإسرائيليين أن استمرار الهجوم العسكري في غزة هو أفضل وسيلة لاستعادة الرهائن، وفقا لاستطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي ونشر في شهر يناير، وفي غضون الأسبوعين الأولين بعد 7 أكتوبر، تطوع 2000 إسرائيلي متشدد، سبق أن تم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية لأسباب دينية.

موقف صوفيا لم يكن منفردا بل أن هناك الكثير غيرها يعلن أنه يرفض التجنيد وفق شبكة Mesarvot أو “نحن نرفض” التي أنشأها الرافضين للعسكرية ويبلغ عددها حتى 400 عضو فقط، وينشط العديد منهم في اليسار الإسرائيلي، الذي يتمتع بتمثيل سياسي ضئيل للغاية في الكنيست.

صراع داخلي

وفق "التايمز" فإن أحد صديقات صوفيا السابقين والتي فضلت عدم ذكر اسمها بدأت خدمتها العسكرية بعد وقت قصير من 7 أكتوبر، وبالإضافة إلى خدمتها الإلزامية لمدة عامين، قامت بالتسجيل لمدة أربع سنوات إضافية في الجيش، لكنها ممزقة بين مشاعرها حول الصراع وحياتها المهنية، وقالت إن الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش يحصلون في كثير من الأحيان على رواتب أعلى من أولئك الذين لا يخدمون.

لكنها أيضًا لديها تحفظات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي قُتل فيها أكثر من 29 ألف فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، وقالت الأمم المتحدة إن الأغلبية كانوا من النساء والأطفال، وتزعم إسرائيل أن أكثر من ثلث القتلى كانوا من مقاتلي حماس.

صوفيا أور - كوبي وولف لصحيفة صنداي تايمز

التأديب ثم السجن

يستدعى المجندين إلى قاعدة التجنيد في "تل هشومير" في "رمات غان" بتل أبيب، وفي حال رفض المتقدم للتجنيد، فسيتم تقديمه إلى جلسة تأديبية وغالبًا ما يتم إرساله إلى السجن، وبمجرد إطلاق سراحه، يُطلب منه الحضور مرة أخرى؛ وفي حال تكرر الرفض يتم الحكم عليه مرة أخرى، وتستمر هذه الدورة حتى تعلن وحدة التجنيد في الجيش"ميتاف"، في نهاية المطاف أن المواطن غير صالح للخدمة، وعندها يتم منحه إعفاء.

ومن غير المعروف عدد الرافضين كل عام، لكن يتراوح متوسط ​​عقوبة الرافضين خلال زمن الحرب بين 90 و120 يومًا.

في الشهرين التاليين لبدء حرب غزة، تم تجنيد 60% من الرجال و40% من النساء الذين تلقوا التجنيد، وفقا للموقع الإخباري الإسرائيلي “والا نيوز”، وبالمقارنة، من بين 144 ألف شاب يبلغ من العمر 18 عامًا مؤهلين للخدمة في عام 2020، انضم 47% منهم، ولا ينشر جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل روتيني بيانات ديموجرافية كاملة حول التجنيد أو الإعفاءات.

ولا تؤمن صوفيا بالسجن والعواقب التي ستطال حياتها الهنية وتقول “الشيء الوحيد الذي يدفعني للقيام بذلك، حتى عندما أشعر بالخوف، هو معرفة أنني سأحب نفسي أكثر إذا التزمت بقيمي وإيماني القوي بالسلام”.

search