الجمعة، 02 أغسطس 2024

03:42 م

كيف يشارك الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة؟

جندي يعمل علي الذكاء الاصطناعي - صوره تخيليه

جندي يعمل علي الذكاء الاصطناعي - صوره تخيليه

حبيبة وائل

A A
نتيجة الثانوية العامة 2024

بعد هيمنة الذكاء الاصطناعي على كافة نواحي الحياة، أصبحت المعارك والحروب العسكرية تستخدم التقنيات الحديثة في هذا المجال. 

وبعدما كانت الحروب التكنولوجية يتحكم فيها الأشخاص بأذرع التحكم خلف شاشات الكمبيوتر في الألعاب الإلكترونية، أصبحت هذه التكنولوجيا بديلة للعناصر البشرية في الحروب، مثل الروبوتات أو الطائرات أو الدرونز المقاتلة التي يتم برمجتها للقتال أثناء الحروب.

المراقبة والاستطلاع

ووفقا لتقرير أصدره المجلس الأوروبي، فإنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي عسكريا في المراقبة والاستطلاع، والقيادة والتحكم، والتنبؤ وجمع وتحليل المعلومات، بالإضافة إلى إدارة الردع النووي والتضليل المعلوماتي وتنظيم الحشود العسكرية؛ ويمكنه أيضا تحديد مواقع الأهداف البشرية أو الأماكن التي يوجد بها أشخاص ويقوم بمهاجمتها.

وأكد التقرير، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسمح للكمبيوتر بالرؤية، يمكنها تحويل جميع أنواع الأسلحة إلى أنظمة ذاتية التشغيل.

وأوضح بيركلي ستيوارت راسل، الأستاذ في علوم الحواسيب في جامعة كاليفورنيا، أن “ذاتية التشغيل” لا تعني أن السلاح يمكنه التصرف بذاته دون الرجوع للبشر، ولكن تعني أن هذه الأسلحة يمكنها تحديد مواقع الأهداف البشرية أو الأماكن التي يوجد بها بشر، ومهاجمتها دون تدخل البشر.

توظيف الذكاء الاصطناعي

وفي ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كانت أوكرانيا هي أول من استخدمت الذكاء الاصطناعي في الحرب، بحسب ما نشرته "واشنطن بوست".

وكانت قد أعلنت شركة بالنتير الأمريكية عن توظيف الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية الذي ساهم بشكل كبير في كشف مواقع الجيش الروسي وتدميرها بشكل يؤكد وقوع خسائر كبيرة في صفوفه.

فيمكن للضباط الأوكرانيين استخدام برامج لاختيار صاروخ أو طائرة مسلحة بدون طيار لمهاجمة المواقع الروسية المعروضة على شاشة خرائط رقمية لساحة المعركة، وتؤكد الصواريخ الضربة ثم يتم إرسال تقييم للأضرار إلى النظام.

 85 هدفا للغارات الجوية

ومن جانبه، أعلنت وكالة بلومبرج نقلا عن مسؤول أمريكي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي ساعد الولايات المتحدة في تحديد الأهداف التي تم قصفها هذه الشهر في الشرق الأوسط، وساعد على تحديد أكثر من 85 هدفا للغارات الجوية الأمريكية في 2 فبراير؛ إذ تقوم الأقمار الصناعية بتصوير المئات من المقاطع وتقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليلها وتحديد الأهداف بدقة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن هذه الضربات نفذتها طائرات مقاتلة وقاذفات أمريكية ضد 7 منشآت في العراق وسوريا.

أغراض استخباراتية

وقالت شويلر مور، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في القيادة المركزية الأميركية سنتكوم، في مقابلة مع بلومبرج، إنهم كانوا يستخدموا الذكاء الاصطناعي لتحديد الأماكن التي يمكن أن تكون بها تهديدات.

وأعلن الجيش الأمريكي مسبقا، استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض استخبارية، ولكن تصريحات مور تُعد تأكيدا قويا على استخدام الجيش الأمريكي للخوارزميات لتحديد أهداف العدو.

مثير للقلق

وباتت إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي في كشف مواقع أنفاق حماس في غزة وتحديد أبعادها، واستخدمت تقنيات تقوم برصد البشر والعمل تحت الأرض.

وأشارت تقديرات غربية إلى أن أنفاق حماس تمتد على مسافة أكثر من 500 كيلومترا، مما جعل الجيش الإسرائيلي يلجأ لاستخدام طائرات تعمل بالذكاء الاصطناعي لتُعد خريطة لهذه الأنفاق.

ويثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، قلق المنظمات الحقوقية، خصوصا في الفترة التي تشهد حصيلة مرتفعة لقتل المدنيين الذين يشكلون غالبية الضحايا في الصراعات؛ حيث ما زالت تفشل هذه التقنيات في بعض الأحيان في التفريق بين ما هو مدني وما هو عسكري.

ووفق ما أعلنته سكاي نيوز، أيد أكثر من 150 دولة في ديسمبر الماضي، قرارا للأمم المتحدة ينص على التحديات والمخاوف الجدية في مجال التقنيات العسكرية الجديدة، واستخدام الذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل.

search