شركات واستثمارات بالمليارات.. إمبراطورية ساويرس لإنتاج الذهب
نجيب ساويرس - أرشيفية
في مايو 2018، فاجأ رجل الأعمال نجيب ساويرس، مجتمع المال والأعمال، بإعلانه تحويل نصف ثروته، البالغة 5.7 مليار دولار وقتها، إلى ذهب.
هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا حول أهمية الاستثمار في المعدن النفيس الذي يُعد ملاذًا استثماريًا آمنًا في أوقات الأزمات.
الجدل الذي أثاره ساويرس، جاء بسبب كونه أحد أبرز رجال الأعمال والمستثمر الأبرز بقطاع الاتصالات في مصر والشرق الأوسط.
لكن، اهتمامه بالذهب لم يكن جديدًا، فرحلته مع الذهب بدأت قبل ذلك بـ 6 سنوات، أثمرت شركات مهمة في أضخم شركات التنقيب واستخراج الذهب في العالم.
البداية في 2012
بدأ اهتمام نجيب ساويرس، ثاني أغنى رجل في مصر، الذي قُدرت ثروته في عام 2023 بنحو 3.3 مليار دولار، بالاستثمار في الذهب في عام 2012، حينما قرر شراء شركة “لا مانشا ريسورسز” الكندية.
وخلال الفترة من 2012 – 2014، كانت الشركة تدير ثلاثة مناجم ذهب في أستراليا وكوت ديفوار والسودان، من بينها منجم صغير تابع لشركة مناجم إيتي، تمكنت "لا مانشا" من مضاعفة إنتاجه، وخفّضت تكاليف التشغيل فيه من 1100 دولار إلى 700 دولار أمريكي للأوقية، وفقًا للموقع الإلكتروني للشركة.
شريك دروجبا
وبعد عام من عمل "لا مانشا" في كوت ديفوار، وجد الملياردير المصري نجيب ساويرس، رئيس شركة "لا مانشا" والمساهم الرئيسي في "شركة مناجم إيتي"، نفسه شريكًا لنجم كرة القدم الإيفواري ديدييه دروجبا، بعدما اشترى الأخير في 5 يناير 2014 حصة تقدر بنحو 5% من "شركة مناجم إيتي"، وفقًا لما نشرته “فرانس 24”.
أكبر شركة في غرب أفريقيا
ورغم شهرة دروجبا الواسعة، فإن شراكته مع ساويرس، ثامن أغنى رجل أعمال في أفريقيا، لم تدم طويلًا، وقرر الملياردير المصري التخارج من “مناجم إيتي”، وبيع أسهمه فيها لصالح شركة "إنديفور" الكندية.
وواصل ساويرس رحلته مع الذهب، فاستحوذ منذ عام 2015، على 18% من أسهم شركة إنديفور للتعدين، التى تعد واحدة من أكبر شركات إنتاج الذهب في العالم، والأكبر في غرب أفريقيا، حيث تمتلك 17 مشروعًا لإنتاج واستكشاف الذهب في السنغال وكوت ديفوار وبوركينا فاسو والنيجر ومالي وغينيا، وتنشط الشركة بـ 6 مشروعات تعدينية في بوركينيا فاسو، فيما تعمل بـ 5 مشروعات في كوت ديفوار.
واستمرت شركة "ساويرس" في الاستحواذ والتخارج من الشركات خلال الفترة من 2015 – 2020، ولم تكن هناك بصمات واضحة في السوق.
وارن بافيت X ساويرس
في سوق الأسهم العالمية، حينما يتحدث وارن بافيت، الرجل رقم 9 في قائمة أغنى أثرياء العالم بثروة 119 مليار دولار، فإن على الجميع أن ينصت وينفذ.
في عام 2020 فاجأ بافيت السوق بتخارج سريع للغاية من أسهم في شركة “باريك جولد”، وبعدها أكد نظريته القديمة التى تقول “إن الاستثمار في شركات إنتاج الذهب أمر عديم الفائدة ولا يحقق ثروة”.
على الجانب الآخر، كان يقف نجيب ساويرس الذي أعلن تحويل نصف ثروته إلى الذهب، وهو ما يعزّز النظرية التي راهن عليها في عام 2012 مع بداية استثماره في شركات الذهب، وهى "أن المستقبل للمعدن الأصفر".
إعادة التفكير في استثمارات الذهب كانت تطغى على أفكار ساويرس الذي أعاد تأسيس إمبراطويته للاستثمار في الذهب، من خلال صندوق تعدين بقيمة 1.4 مليار دولار أطلقته شركة "لا مانشا" في يوليو 2021، ويضم جميع أصول تعدين الذهب التابعة للشركة والعمل على جذب استثمارات جديدة.
وأعلن رئيس مجلس الإدارة نجيب ساويرس، أن الصندوق يسعى إلى شراء حصصٍ في شركات التعدين الصغيرة ذات الإمكانات الجيولوجية القوية، كما يستهدف توسيع مجالات استثماراته لتشمل إلى جانب الذهب، قطاع المعادن التي تدخل في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
استحواذات جديدة
بعد إطلاق الصندوق، بدأت رحلة ساويرس الذهبية في الاستثمار بالمعدن الأصفر، حيث بدأت الشركة في تنفيذ خطة الاستحواذ مع شركات التعدين العالمية، فخلال عامي 2021 و2022 استحوذت "لا مانشا" على 4 شركات كبرى.
وقد بدأت بالاستحواذ على 32.18% من شركة Horizonte Minerals المدرجة في بورصتي لندن وتورونتو عام 2021، حيث تعمل الشركة على تطوير مشروعين للنيكل مملوكين بنسبة 100% لها في ولاية بارا، شمال البرازيل.
كما استحوذت "لا مانشا" على 24% من SRG، وهي شركة تعدين مقرها كندا تركز على تطوير مشروعين لإنتاج معدن الجرافيت الموجود في غينيا بغرب أفريقيا، باحتياطيات تقدر بنحو 46 مليون طن، ومشروع لإنتاج النيكل والكوبالت في غينيا أيضًا، وتستهدف الشركة تزويد الأسواق الأوروبية بالمعادن اللازمة لإنتاج بطاريات أيونات الليثيوم للسيارات الكهربائية.
كما تم الاستحواذ على 20% في شركة "جي مايننج" المدرجة في بورصة تورونتو، وتعمل بقطاع التنقيب واستكشاف الذهب في البرازيل وكندا.
أكبر منتجي الذهب
في يناير 2021، أصبح نجيب ساويرس، واحدًا من أكبر 10 منتجين للذهب في العالم، بعدما أعلنت شركة "انديفور للتعدين"، التي يساهم فيها الملياردير المصري بـ 18%، الاستحواذ على شركة "تيرانجا جولد كورب"، بقيمة تبلغ نحو 1.9 مليار دولار، وفقًا لـ"بلومبرج".
وأعلنت الشركة نتائج أعمالها خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2023، حيث أنتجت نحو 792 ألف أوقية، مع توقعات بوصولها إلى أكثر من مليون أوقية بنهاية عام 2023.
شراكة مهمة
أما الشراكة المهمة بالنسبة إلى شركة ساويرس في عام 2022، فكانت بالاستحواذ على 33.69% من أسهم شركة "إليمنتال ألتوس رويالتيز" الكندية، التي تعمل في 15 دولة بنحو 65 مشروعًا للتعدين، من بينها 40 مشروعًا لإنتاج واستكشاف الذهب، ويتنوع الباقي بين مناجم اليورانيوم والبوكسيت والقصدير والفضة والزنك والنحاس.
ومن بين مشروعات الذهب التي تعمل بها “إليمنتال ألتوس رويالتيز كورب”، مشروعات لاستكشاف الذهب في مصر من خلال شركة Akh Gold، المملوكة لساويرس.
إمبراطوية ساويرس من الذهب في مصر
ورغم اهتمام ساويرس بتكوين إمبراطويته من الذهب خارج الحدود، والتركيز على دول أفريقيا، فإن بريق الذهب المصري بدأ يلمع في عينه بعد التعديلات التي أدخلتها وزارة البترول والثروة المعدنية، على قانون الثروة المعدنية في عام 2019.
وكانت الخطوة الأولى لدخول ساويرس مجال استخراج الذهب في مصر، من خلال تقدمه بطلب للاستحواذ على 51% من شركة شلاتين للثروة المعدنية التي يتوّزع هيكل ملكيتها بين 35% للهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول، و34% لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، و24% لصالح بنك الاستثمار القومي، و7% لصالح الشركة المصرية للثروات.
لكن في نهاية 2020، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، أن المفاوضات مع ساويرس للاستحواذ على شركة شلاتين توقفت.
وخلال عام 2019، قرّر ساويرس من خلال شركة "إنديفور" التقدُّم بعرض للاستحواذ على شركة “سنتامين” المشغلة لمنجم السكري في مصر، لكنه في يوليو 2021، قال إن شركته لم تعد مهتمة بالاستحواذ على هذا المنجم.
وحقّق “السكرى” إنتاجًا يصل إلى نحو 5.2 مليون أوقية من الذهب منذ بدء الإنتاج وحتى نهاية فبراير 2023، وتقدّر إيراداته بنحو 7.5 مليار دولار.
وبعد تعديلات قانون الثروة المعدنية في عام 2019، قرّر ساويرس دخول قطاع التنقيب عن الذهب من خلال التقدم إلى المزايدات الحكومية، ومن خلال شركة Akh Gold، حصل على 6 عقود للتنقيب في 11 منطقة امتياز بالصحراء الشرقية بمساحة 1,914 كيلومتر مربع في عام 2020.
ويأتي على رأس مشروعات شركة Akh Gold مشروع وادي دوبر، المكوّن من منطقة امتياز واحدة تُقدر مساحتها بنحو 175 كيلومترًا مربعًا، ومشروع وادي جندي، المكون من 4 مناطق امتياز بمساحة 696 كيلومترًا مربعًا، ومشروع أم عراضة الذي يضم منطقتي امتياز، ويغطيان مساحة 346 كيلومترًا مربعًا، ومشروع جبل الشلول ويضم منطقتي امتياز، بمساحة قدرها 348 كيلومترَا، كما فازت الشركة في الجولة الثانية بقطاعين لمناطق بئر أسل وجبل الميت بمساحة تقدر بنحو 350 كيلومتراً مربعاً.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:25 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بنك "CIB" يوقف بعض خدماته في هذا التوقيت
21 نوفمبر 2024 10:18 م
بعد تثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. ماذا يعني قرار البنك المركزي؟
21 نوفمبر 2024 09:08 م
ربح 30 مليون دولار.. مراهق يستغل هوس العملات المشفرة للاحتيال
21 نوفمبر 2024 07:34 م
اجتماع البنك المركزي.. أسباب تثبيت أسعار الفائدة للمرة الخامسة
21 نوفمبر 2024 06:37 م
الأولى من نوعها.. بيع 350 شهادة خفض انبعاثات كربونية في مصر
21 نوفمبر 2024 06:07 م
بـ1.3 مليار جنيه.. مدينة عربية تنتج أكبر سبيكة ذهب في العالم
21 نوفمبر 2024 06:03 م
"إي آند انتربرايز" تشارك في Cairo ICT.. ما علاقة رأس الحكمة؟
21 نوفمبر 2024 05:10 م
الاستثمار: نسعى لتقليل زمن الإفراج الجمركي إلى يومين
21 نوفمبر 2024 04:59 م
أكثر الكلمات انتشاراً