الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:04 ص

لا توقظه من النوم.. خبير نفسي يقدم نصائح لصوم المدخن

استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي

استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي

نشوى مصطفى

A A

قال استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي، إن شهر رمضان هو شهر الصيانة النفسية، وهو فرصة رائعة لتهذيب النفس من بعض السلوكيات غير السوية، كما أنه فرصة ذهبية للتخلص من بعض العادات غير الصحية وما يصاحبها من أضرار.

 

التبغ

وأضاف وليد هندي، لـ"تليجراف مصر"، أن التدخين على رأس الأشياء التي يمكن التخلص منها في رمضان، لأن التدخين عملية مضرة ليس بالجهاز التنفسي فقط بل بكل أعضاء الجسم، حيث يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وتليف الكبد أحيانًا، بالإضافة إلى مشاكل في الرئتين، لا سيما أننا نعيش عصر جائحة كورونا، ومادة التبغ فقط تحتوي حوالي 4 آلاف مركّب سرطاني وسام.

وأكد الطبيب النفسي أن مشكلة التدخين جرى تصنيفها أخيرًا في الطب النفسي على رأس الأشياء التي تجعل صاحبها يتجه إلى التعاطي أو يصبح مدمنًا، لأن المتاعب التي يمر بها أثناء الصيام لا تقتصر على عدم الطعام فقط وإدمان النيكوتين، بل تمتد إلى الاعتمادية والتعلق بالسيجارة، وعندما يُحرم منها مرة واحدة أثناء الصيام يصاب بمشاكل نفسية كثيرة، أبرزها عدم التركيز والتوتر الدائم والخمول، وأثناء الصيام يصاب بصعوبة واضطراب في النوم وتعكر المزاج العام وزيادة الشهية للطعام وزغللة في العين وصداع نصفي أو أمامي أو صداع شامل نتيجة عدم كفاءة الجهاز التنفسي.

النيكوتين

وهذه الأعراض، بحسب هندي، تكون واضحة في الأيام الأولى من الصيام، وتتضاءل تدريجيًا كل يوم عن سابقه حتى يخلو الجسم من النيكوتين نهائيًا، مشيرًا إلى أنه لو كان المدخن لديه رغبه حقيقة في الإقلاع عن التدخين بصورة تامة سيحدث ذلك بشرط ألا يفطر على السجائر.

خبرات حرمان

وتابع هندي "الإنسان يتحمّل في الصيام خبرات الحرمان والألم مما يزيد من إفراز المواد المخدرة بالمخ، وعلى رأسها مادة الأفيون فيكون هناك تعويض رباني لها، ولذلك لا بُد للمدخن أن يتحمل يومين أو ثلاثة دون تدخين نهائيًا وأن يكون لديه الدوافع النفسية للإقلاع عن التدخين.

صيام الجوارح

وأوضح أنه لا بُد للإنسان أن يصوم صيام جوارح، بالابتعاد عن السوكيات الاجتماعية والسلوكيات غير المرغوب فيها، وهذا جزء لا يتجزأ عن الإيمان، وأن يتحلى بأخلاقيات الصائم وأن يبتعد عن العصبية والعناد، لافتًا إلى ضرورة أن ينظر إلى الجدوى الاقتصادية بالابتعاد عن التدخين في ظل ارتفاع أسعار السجائر، وينشغل روحيًا بالحرص على النوافل يتعلق بتلابيب الإيمان وأهم شيء ضرورة التخلص من الأشياء التي لها ارتباط بالتدخين مثل المكان الذي كان يدخن فيه وغيره من التفاصيل التي تجعله يفكر في التدخين مجددًا.

أطعمة مهدئة للأعصاب

وقدّم استشاري الصحة النفسية، نصائح للمدخنين في رمضان من بينها تناول بعض الأطعمة المهدئة للأعصاب في وجبة السحور، بحيث تحتوي على مصادر غنيّة بالبوتاسيوم والمغنسيوم مثل الخس والتمر، فتمرة واحدة يمكن أن تجعله هادئًا طوال ساعات النهار، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة، لأنها تحسِّن الحالة النفسية والجسدية مثل الأسماك وزيت الزيتون، حيث تعزز من كفاءة جهاز المناعة ضد أمراض الرئة والجهاز التنفسي، بالإضافه إلى أن التدخين قد يؤدي إلى نقص فيتامين (أ) و(ج)، ولذا فإن المدخن يشعر بالعطش بزيادة ولذلك فإن تناول أطعمة تحتوي على فيتامين (أ) و(ج) كالسبانخ والفلفل الأحمر والبروكلي والجزر والبسلة تجنبه الشعور بالعطش، بالإضافة إلى بعض تمارين استرخاء بسيطة.

الموالح

وحذر هندي من تناول الموالح والمخللات عند الإفطار أو السحور، وذلك لتجنب العصبية والصداع لافتًا إلى أن الأسرة أيضًا عليها دور في مساعدة المدخن في الإقلاع عن التدخين، ولا بد من توفير الاستقرار النفسي والهدوء والحرص على عدم إيقاظه من النوم أثناء فترات الصيام وعدم خلق مواقف تثير العصبية، بحيث نعبر به عبورًا آمنًا للتخلص من عادة التدخين السيئة.

search