الجمعة، 20 سبتمبر 2024

04:04 ص

تطهير النفس أبرزها.. 5 فوائد عظيمة للصوم

ما هي فلسفة الصوم

ما هي فلسفة الصوم

فادية البمبي

A A

قال أستاذ الحديث وعميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، الدكتور محمد اللبان، إن الحكمة في العبادات عائدة على مصلحة المكلفين أنفسهم، والله عز وجل غني عن العالمين، لا تنفعه طاعة من أطاع كما لا تضره معصية من عصى، قال تعالى: “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد”.

التعود على النعم يفقد الإنسان الإحساس بقيمتها

وأوضح أستاذ الحديث، أن من تلك العبادات فريضة الصيام، وفي الصيام حكم ومصالح وفوائد كثيرة، يصدقها الواقع، وأشارت إليها نصوص الشرع ذاتها، أولها، شكر الله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فالإنسان حين يمتنع عن الطعام والشراب وقت الصيام يشعر بنعمة الله تعالى عليه، فإن التعود على النعم يفقد الإنسان الإحساس بقيمتها، ولا يعرف مقـدارها إلا عند فقدها، فيدفعـه هذا إلى شكر الله تعالى على تلك النعم. وشكر المنعم على النعم مفروض عقلا وشرعا، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في آيات الصوم في قوله “لعلكم تشكرون”.

تهذيب النفس وتربية الإرادة 

وأضاف اللبان، أن الفائدة الثانية من الصيام، هي تهذيب النفس وتربية الإرادة، فالنفس إذا شبعت تمنت الشهوات، وإذا جاعت امتنعت عن الرغبة والهوى، والصائم الذي تَغَلَّب على رغائب نفسه؛ امتثالا لأمر الله تعالى يكون قـد درب نفسـه على لون من ألوان الجهاد، وربى نفسه على الصمود والثبات.

تطهير نفس المؤمن 

ثم تأتي الفائدة الثالثة، وهي تطهير نفس المؤمن من المعاصي والرذائل، وهذا هو الطريق للتقوى؛ لأن النفس إذا امتنعت عن الحلال رغبة وطمعا في رضا الله تعالى، وخوفا من عقابه، فمن الأولى أن تخضع وتمتنع عن الحرام، ومن ثم تسمو وترتقي في منازل المتقين.

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مـن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

تقوية روابط المحبة بين الغني والفقير

وأوضح أستاذ الحديث أن من بين تلك الفوائد، الشعور بالفقير وآلامه، فالصائم حين يجوع يتذكر الفقراء، فيعطف عليهم، ويمد لهم يد المعونة، ويفرج كربهم، فتقوى بذلك روابط المحبة بين الغني والفقير، ويزداد جود الصائم وكرمه في هذا الشهر، الذي يدعو إلى التراحم والمواساة والتعاطف، ومن ثم سمي شهر رمضان بشهر المواساة.

راحة للمعدة وإعلاء للروح

وأشار أستاذ الحديث، إلى أن في الصوم راحة للمعدة من الإسراف في تناول الطعام، وإعلاء للجانب الروحي على الجانب المادي، فالإنسان ذو طبيعة مزدوجة، فيه عنصر المادة الذي يشده إلى أسفـل، وعنصر الروح الذي يجذبه إلى أعلى، فإذا تَغَلَّب عنصر المادة على عنصر الروح هبط إلى الحيوانية، وإذا تَغَلَّب عنصر الروح على عنصر المادة ارتقى إلى أفق الملائكة، ففي الصوم انتصار للروح على المادة. 

search