الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:42 ص

"الأولاد يحيون الحاج متولي".. أعمال فنية متهمة بـ"الإفلاس"

بوستر فيلم "جري الوحوش"

بوستر فيلم "جري الوحوش"

نورهان طلعت

A A

تلاحق تهمة “تدوير الإبداع” 3 مسلسلات مصرية من المقرر عرضها الفترة المقبلة، مع لمس تشابه واضح بين حبكتها وأعمال تراثية قدمت قبل عقود وتركت انطباعًا كبيرًا على الساحة الفنية، مثل مسلسل “عائلة الحاج متولي” وفيلمي “جري الوحوش” و"إمبراطورية ميم"، وهو ما أرجعه خبراء ونقاد إلى “الإفلاس الفكري”.

أولاد الحاج متولي

المؤلف حسين مصطفى محرم، أعلن عن تقديم عمل جديد تحت اسم “أولاد الحاج متولي” كامتداد لمسلسل "عائلة الحاج متولي"، من تأليف والده وعرض في 2001، بطولة نور الشريف وماجدة زكي وغادة عبد الرازق وسمية الخشاب.

"نحن أصحاب العمل الأصلي ولم نسرق أحدًا"، بهذه الكلمات دافع حسين مصطفى محرم عن عمله ضد الهجوم على تنفيذ عمل قدمه والده قبل 22 عامًا.

وقال إن “هناك من نفّذ فكرة مسلسل (عائلة الحاج متولي) طوال السنوات الماضية دون الإشارة إلى العمل الأصلي”، مستنكرًا مهاجمته الآن وهو "وريث الفكرة الأصلية" ويمتلك حقوق ملكيتها الفكرية، ولم يسرقها مثلما فعل آخرون في إفلاس وسرقة للحقوق، على حد وصفه، مؤكدًا لـ"تليجراف مصر" أن مسلسله هو صناعة رواية جديدة تمامًا بعيدًا عن نص والده.

ودلل مُحرم على فكرته بكشف أسرار عن “أولاد الحاج متولي” تبرز تفرّده وأنه ليس جزءًا ثانيًا من "رائعة نور الشريف"، إذ يكون "الحاج متولي" وعائلته في ظروف مُختلفة عن الظروف التي عاشها أبطال العمل الأول، مع صناعة رواية جديدة، مفجرًا مفاجأة- على حد وصفه- بإعلانه ظهور شخصية "الحاج متولي" في قصته، بمثابة مُحرك للأحداث.

ونفى المؤلف استنساخ بقية الشخصيات التي ظهرت في عمل 2001، مؤكدًا التعاقد مع وفاء عامر وإدوارد ونيرمين الفقي أبطالًا للمسلسل.

من مسلسل عائلة الحاج متولي

“جري الوحوش”

أسرة الكاتب الراحل محمود أبو زيد، أعلنت تقديم معالجة لفيلمه "جري الوحوش" من إنتاج عام 1987 وتحويله لعمل تليفزيوني، مع إصرار من مُنتجه على تقديمه دون وضع المُقارنات في اعتباره، أو النظر لأي هجوم عليهم حال أخفق العمل، خصوصًا وأنه مأخوذ بشكل مُباشر من الفيلم.

سيناريو العمل الجديد يعتمد على الفكرة الرئيسية للفيلم فقط دون استنساخه، مع تقديم مُعالجة جديدة ومُختلفة تمامًا عن "جري الوحوش" من إنتاج 1987، على أن يصوّر في ألمانيا ودول أوروبية أخرى، وبالطبع مصر.

الجهة المنتجة اختارت محمود عبد المُغني للبطولة التي جسدها الراحل نور الشريف، مع نضال الشافعي مقابل محمود عبد العزيز، بمشاركة الفنانين صلاح عبد الله ومحمود حجازي وفادية عبد الغني.

أفيش الفيلم

العملان السابقان أعادا للسطح اسم الفنان مصطفى شعبان، والربط الدائم بين أعماله الدرامية ومسلسلات كبار النجوم القديمة؛ ففي عام 2012 قدّم "الزوجة الرابعة" بتفاصيل شبه كاملة من أحداث مسلسل “عائلة الحاج متولي”.

وفي 2021 طلّ من خلال "ملوك الجدعنة" مع الفنان عمرو سعد، ووصف بأنه "نسخة مقلدة" من فيلم "سلام يا صاحبي" 1986 للفنانين عادل إمام وسعيد صالح.

الأمر لم يختلف كثيرًا مع مسلسله الجديد "المعلم" المنتظر طرحه العام المقبل، وتدور أحداثه داخل سوق أسماك، مع ربط مباشر بينه وفيلم "شادر السمك" 1986 للفنان أحمد زكي، وهو ادعاء نفاه صناع العمل.

الفنان مصطفى شعبان

الفنان خالد النبوي وجد ضالته في حبكة فيلم "إمبراطورية ميم" من بطولة فاتن حمامة، وفق ما علمت "تليجراف" من مصادر مقربة من صناع العمل. 

المصادر قالت إن عمل النبوي الجديد يكتبه محمد سليمان عبد الملك معتمدًا على القالب الأساسي لفيلم "إمبراطورية ميم" المأخوذ عن قصة "بنت السلطان" ضمن المجموعة القصصة للكاتب إحسان عبد القدوس، مع معالجة فكرة مشاكل الأبناء قبل 51 عامًا، ليتناول المسلسل مشاكلهم في وقتنا الحالي.

فاتن حمامة

"إفلاس فكري" 

لم يتفق الناقد الفني جمال عبد القادر مع أي مبررات وضعها صناع الأعمال الفنية التي تعيد إنتاج الأفلام القديمة الناجحة وتحولها إلى دراما تليفزيونية، ووصفهم "بالمفلسين ممن عجزوا عن إيجاد أفكار جديدة تناسب هذا الزمن وتناقش قضايا مُجتمعه، فلجأوا للأرشيف"، وهو ما يبرر إعادة تقديم أعمال حققت نجاحًا كبيرًا واحتفظت بقيمتها لوقت كبير.

وصنف عبد القادر الأمر بـ"سرقة مجهود مؤلف خلق شخصيات وبذل بها مجهودًا كبيرًا، ونجح مع المُمثلين والمُخرج والمُنتج في صناعة عمل ناجح، وأي نجاح لها سيكون بسبب جماهيرية الأعمال الأصلية وارتباط الجمهور بها".

وبرهن على فكرته بأعمال قديمة حُوّلت لدراما، مثل مسلسلات "العار" و"الكيف" و"في بيتنا رجل"، وثلاثتها لم يعد يتذكرها أحد، أيضًا أفلام مثل "اللص والكلاب" و"شيء من الخوف" و"دمي ودموعي وابتسامتي"، جميعها حققت نجاحًا لا يقارن بالأعمال المأخوذة عنها.

فيما برر عدد من صناع "الأعمال المستنسخة" موقفهم بحصولهم على حق استخدام السيناريو الأصلي من الورثة، متعهدين بتقديم الاختلاف فيها، قائلين إن الأمر لا يتخطى أكثر من استلهام الفكرة الرئيسية فقط.

search