الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:43 ص

نصف عام من الخوف.. أطفال غزة بين القتل والنزوح والجوع

أطفال غزة يعانون ويلات الحرب والجوع

أطفال غزة يعانون ويلات الحرب والجوع

جاسر الضبع

A A

مرت نحو ستة أشهر، والحرب جارية في قطاع غزة، وقعت مجازر وحدث دمار لم تشهده المنطقة طوال العقود الأخيرة.

جيش الاحتلال يقصف قطاع غزة

 

الأطفال بين ألم الجوع وألم النزوح

الآلاف من الأطفال قُتلوا وأُجبروا على النزوح، المعاناة مستمرة يوميًا، وتحت القصف والحصار المستمر، يعاني الأطفال الصغار من سوء التغذية.

الأطفال الذين نجوا يعيشون في ظروف بائسة، حبث أكثر من 1.7 مليون شخص، نصفهم أطفال، هم نازحون داخليون، يعيشون في ملاجئ مكتظة بالناس دون القدرة على الحصول على المياه النظيفة أو الصرف الصحي أو الغذاء.

طفلة غزية تبكي بحرقة

نقص في الأساسيات، وانتشار للأمراض

هذا النقص في الاحتياجات الأساسية يؤدي إلى خسائر كبيرة، ففي تلك الظروف يكون انتشار الأمراض مثل الإسهال، خاصة بين الصغار، أمرا بديهيا.

وبينما تكافح المرافق الصحية القليلة المتبقية للتعامل مع سيل الإصابات التي لا تتوقف، يعاني الأطفال الغزيون من تأثيرات نفسية عميقة، بما في ذلك الصدمة، الكوابيس، القلق، واليأس.

طفلان غزيان يبكيان

سوء تغذية

سوء التغذية يدمر قطاع غزة ويهدد الأشخاص الأكثر ضعفا، فالأسواق دمرت والإمدادات الغذائية الأساسية قد نفذت،

وتكافح الأسر لتأمين أي بقايا من الطعام لحماية أطفالهم من الجوع، كل هذا بينما المساعدات الكافية، تقع على بعد بضعة كيلومترات فقط، لكن لا يمكن الوصول إليها.

أطفال غزيون مصابون

رمضان في قطاع غزة “حاجة تانية”!

وفي الأسابيع الأخيرة، بينما كان الناس في المنطقة العربية يحتفلون بشهر رمضان محاطين بأحبائهم والطعام الوفير، عاش سكان غزة وسط القنابل والحداد على الأسر المفقودة والتشريد والجوع والعطش.

الصيام بالنسبة لهم مجرد استمرار للجوع الذي واجهوه منذ أشهر، الإفطار اليومي في غزة غالبًا ما يتكون من قطع قليلة من الخبز وكمية محدودة من المياه النظيفة، هذا إذا كانت متوفرة أصلا.

النقص الحاد في الغذاء، خاصة في الشمال، يدفع الأسر والأطفال إلى حافة اليأس، لقد شهدنا أطفالًا يجوبون الأرض يوميًا بحثًا عن العشب، ويحفرون التربة بحثًا عن شيء يعودون به إلى المنزل.

طفل غزي يعاني من الجوع والذي توفي لاحقا


الأمهات الجدد بين النقص والعجز

الأمهات الجدد يعانون حيث أنهن غير قادرات على تغذية أنفسهم بشكل جيد وغير قادرات على إرضاع أبنائهم بشكل طبيعي أو حتى رعاية فلذت أكبادهن الجدد بشكل كاف، فكيف يرعونهم وهم بالكاد يستطيعون تأمين وجبة غذائية واحدة.

ونتيجة لذلك، فقد أكثر من 20 طفلاً، حياتهم بشكل مأساوي بسبب سوء التغذية والجفاف، مما يعيد ذكريات المجاعات الماضية، ويدفع إلى التفكير فيما إذا كان العالم قد تعلم من تاريخه حقا ؟

والحقيقة هي أن هذه المعاناة لا تزال تتكشف تحت أنظار العالم أجمع.

قصف إسرائيلي على قطاع غزة

التعنت الإسرائيلي

وعلى صعيد آخر تستطيع البشرية أن تتجنب سوء التغذية ويمكن الوقاية من تلك الوفيات لكن مع استمرار تعنت الجانب الإسرائيلي ضد منظمات الإغاثة مثل وكالة غوث وتشغيل الاجئين الفلسطينيين "الأونروا" يصبح الأمر مستحيلا !

وفي شمال قطاع غزة وفقا لـ"اليونسيف"، فقد تضاعفت معدلات الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية الحاد من طفل من بين كل ستة أطفال "تحت سن الثانية" في يناير، إلى طفل من بين كل ثلاثة أطفال اليوم.

قصف إسرائيلي على قطاع غزة

ليست مجرد أرقام

كما تضاعف المعدل في رفح جنوب القطاع من 5 في المائة إلى 10 في المائة، وتلوح في الأفق مجاعة وشيكة، مما يعرض حياة الآلاف من الشباب للخطر، وإذا استمر الوضع المزري الحالي، فمن المتوقع أن تتدهور الأمور بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع محتمل في وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها.

search