الخميس، 04 يوليو 2024

06:35 ص

تحول في ديناميكيات القوى العالمية.. تحالف روسي صيني ضد أمريكا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي بالزعيم الصيني شي جين بينغ في بكين يوم الثلاثاء

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي بالزعيم الصيني شي جين بينغ في بكين يوم الثلاثاء

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

في محاولة لتعزيز تحالفهما في مواجهة ما يعتبرانه محاولات أمريكية للسيطرة على الشؤون العالمية، تعهدت روسيا والصين بتعميق علاقاتهما. 

وتأتي هذه الخطوة وسط جهود موسكو المستمرة لتعزيز التجارة مع بكين، والبحث عن سبل بديلة للتحايل على العقوبات الغربية المفروضة بسبب صراعها مع أوكرانيا.

ويسلط اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مؤخرا مع الزعيم الصيني شي جين بينغ في بكين الضوء على الشراكة المتنامية بين البلدين. 

ويأتي الاجتماع، الذي أعقب مناقشات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وسط تصاعد التوترات بين الغرب والتحالف الروسي الصيني.

وكررت تصريحات لافروف بعد المحادثات خطاب الحرب الباردة، حيث انتقدت تحالف الغرب مع واشنطن وأدانت محاولات الولايات المتحدة لفرض إرادتها على بقية العالم. 

وشدد على رفض الدكتاتورية والهيمنة، واتهم الولايات المتحدة بتوظيف الممارسات الاستعمارية الجديدة.

وفي الوقت الذي حافظت فيه الصين على الحياد رسميًا في الصراع الأوكراني، برزت كشريك اقتصادي رئيسي لروسيا، حيث قدمت دعمًا حاسمًا وسط العقوبات الغربية. 

كما قدمت بكين نفسها كوسيط بين روسيا وأوكرانيا، رغم أن مقترحاتها قوبلت بالتشكيك من قبل المسؤولين الأوروبيين.

ورغم عدم اتهام الصين بتزويد روسيا بالمساعدات الفتاكة بشكل مباشر، فقد أثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن مساعدة بكين، زاعمة أنها تعزز القدرات العسكرية الروسية. 

وقد أعرب كل من الرئيس بايدن ووزيرة الخزانة جانيت يلين عن مخاوفهما للقادة الصينيين بشأن دعمهم لروسيا.

وأثارت العلاقات العسكرية والاقتصادية المتنامية بين الصين وروسيا مخاوف الولايات المتحدة، التي تعتبرها تهديدا لمصالحها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. واتهم لافروف الولايات المتحدة بمحاولة تعطيل البنية الأمنية في جنوب شرق آسيا من خلال تعزيز التحالفات مع دول المنطقة.

 العلاقات التجارية بين روسيا والصين

وازدهرت العلاقات التجارية بين روسيا والصين، حيث بلغت قيمتها 240 مليار دولار في العام الماضي، حيث أصبحت الطاقة عنصرا مهما في الصادرات الروسية.

وأثارت الصادرات الصينية من المعدات العسكرية إلى روسيا مخاوف في الولايات المتحدة، مما أدى إلى فرض قيود تجارية على بعض الكيانات الصينية.

وكانت العلاقة الشخصية الوثيقة بين شي وبوتين بمثابة الأساس للتحالف بين الصين وروسيا، حيث أكد الزعيمان على الروابط القوية بينهما. 

ورغم الانتقادات الدولية، امتنعت الصين عن إدانة تصرفات روسيا في أوكرانيا، واصفة إياها بدلا من ذلك بأنها "أزمة".

وقد ألمح الكرملين إلى المزيد من الارتباطات رفيعة المستوى بين روسيا والصين، مما يشير إلى القوة الدائمة لشراكتهما. 

وفي حين أن زيارة لافروف لبكين قد تمهد الطريق لتفاعلات مستقبلية، إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ظل صامتا بشأن أي زيارات مقبلة للقيادة الروسية للصين.

توترات جيوسياسية

ومع استمرار التوترات الجيوسياسية، يمثل التحالف بين روسيا والصين تحديا هائلا للنظام العالمي التقليدي الذي يهيمن عليه الغرب، مما يشير إلى تحول في ديناميكيات القوة العالمية.

search