الإثنين، 09 سبتمبر 2024

10:02 ص

صاروخ قطع نومها وشج رأسها.. الضحية الوحيدة بهجوم إيران طفلة أردنية

مستشفى سوروكا في صحراء النقب

مستشفى سوروكا في صحراء النقب

روان رضا

A A

كانت الطفلة البالغة من العمر 7 سنوات، نائمة في غرفتها الصغيرة، من دون أن تدرك أنها ستتعرض لإصابة بالغة في الرأس بسبب صاروخ انطلق من إيران متجهًا إلى إسرائيل، لكنه هوى قرب مخدعها الآمن في الأردن!

لم تكن هذه الطفلة تعلم أن الصاروخ سقط على بُعد أمتار من بيتها، فقد كانت المسيرات وصواريخ كروز تعبر سماء بلادها، ما شق صمت عالمها البرئ وأحدث هزة قوية طال أثرها كل شيء من حولها.

فوضى عارمة

الانفجار الذي حدث جراء سقوط الصاروخ رج المنزل المتواضع، وأحدث حالة من الفوضى العارمة، وسادت القلق الكبار والصغار على حد سواء، وانقلب عالم الطفلة رأسًا على عقب عندما أمطرت شظية من صاروخ باليستي جرى اعتراضه على منزل عائلتها في بلدة بدوية قرب “عراد”، الواقعة في منطقة صحراء النقب الجنوبية في إسرائيل.

وتركت الشظايا بصماتها القاسية، حيث تسببت في حدوث جرح خطير في رأس الفتاة الصغيرة. أما والدها، محمد، فروى لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اللحظة المروعة، “لقد سقطت علينا في المنزل في حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحًا.. كانت ابنتي نائمة في المنزل، وأخذناها على الفور إلى مستشفى سوروكا”، في بئر السبع.

عملية جراحية

في المستشفى، تصرّف الفريق الطبي سريعًا، وأجرى عملية جراحية للطفلة المصابة بجروح خطيرة، وهي والآن تكمن في وحدة العناية المركزة للأطفال تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.

امتدت حصيلة هذا الهجوم المدمر إلى ما وراء هذه الطفلة البريئة. حيث استقبل مركز سوروكا الطبي ثمانية أفراد إضافيين يعانون إصابات طفيفة، ووقع البعض أيضًا ضحية لشظايا القصف الإيراني، وأصيب آخرون بجروح بسيطة أثناء بحثهم عن مأوى، وتغلب ثلاثة منهم على القلق الحاد في مواجهة هذه المحنة الصعبة.

وعلى الرغم من أن المستشفى لم يقدم تفاصيل محددة، فإنه أكد أن بعض الأفراد الثمانية أصيبوا في نفس الحادث الذي ألحق ضررًا شديدًا بالطفلة.

الرعاية الطبية

تم إرسال فنيي الطوارئ الطبية والمسعفين الطبيين في جميع أنحاء البلاد من "ماجن دافيد أدوم"، وهي منظمة الخدمات الطبية وخدمات الدم في إسرائيل للطوارئ قبل دخول المستشفى. لقد قدموا الرعاية والراحة لـ 31 ضحية، وجميعهم كان يعاني أعراض القلق أو أصيب بجروح بسيطة أثناء البحث عن مكان آمن.

وتمكنت قوات الدفاع الإسرائيلية، من اعتراض 99% من هجوم 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخ كروز و120 صاروخًا باليستيًا أطلقتها إيران. ومع ذلك، فإن سكان القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، مثل الطفلة الضحية وعائلتها، يجدون أنفسهم عرضة للخطر بشكل خاص في أوقات النزاع.

وتواجه هذه المجتمعات، التي تخلو إلى حد كبير من ملاجئ الصواريخ، واقعًا صارخًا عندما يلوح خطر العنف في الأفق. غالبًا ما تكون الملاجئ القليلة الموجودة نتيجة تبرعات سخية وجهود من قبل المنظمات الخيرية والمتطوعين.

وعلى مدى عقود، سعت سلطات الاحتلال إلى نقل المواطنين البدو الذين يغلب عليهم الرعاة إلى سبع مدن معترف بها، بهدف إضفاء الطابع الحضري على أسلوب حياتهم كما تزعم. ومع ذلك، يؤكد العديد من البدو بشدة حقهم في البقاء متجذرين في أراضي أجدادهم.

ما يقرب من 120 ألف شخص بدوي، يشكلون جزءًا كبيرًا من إجمالي عدد السكان البدو في النقب البالغ 300 ألف، لا يزالون يقيمون في العديد من القرى غير المعترف بها المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة الصحراوية الشاسعة.

search