الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:15 ص

ناسا تغير قواعد اللعبة.. رسالة عبر الليزر من مسافة 140 مليون ميل

قمر صناعي في الفضاء

قمر صناعي في الفضاء

تيمور السيد

A A

حققت وكالة ناسا إنجازًا مهمًا من شأنه أن يغير قواعد اللعبة في مجال استكشاف الفضاء، حيث تمكنت من تلقي رسالة ليزر من مركبة الفضاء Psyche على بعد 140 مليون ميل، وهو ما يمثل أبعد مسافة يتم إرسال رسالة ليزر منها بنجاح على الإطلاق، وفقا لصحيفة نيويورك بوست.

تُعدّ هذه الخطوة بمثابة علامة فارقة هائلة في مجال الاتصالات الفضائية، حيث تُظهر إمكانية استخدام تقنية الليزر لنقل البيانات على مسافات هائلة بين النجوم.

وتتمتع هذه التقنية بالعديد من المزايا، بما في ذلك عرض النطاق الترددي العالي وسرعة الاتصال المُحسّنة بشكل كبير، مقارنةً بالتقنيات الراديوية المُستخدمة حاليًا.

وتُشير التقديرات إلى أن تقنية الاتصالات بالليزر تُمكن من تحقيق سرعات تتراوح بين 10 إلى 100 مرة أسرع من تلك المُتوفرة حاليًا، مما يُتيح إمكانية نقل كميات هائلة من البيانات والمعلومات من المركبات الفضائية إلى الأرض بشكل أسرع بكثير.


أهمية الإنجاز

لا يقتصر إنجاز ناسا على المسافة القياسية المُحققة فحسب، بل تمكنت الوكالة أيضًا من نقل بيانات حقيقية من مركبة Psyche للمرة الأولى. 

وأوضحت ميرا سرينيفاسان، قائدة عمليات المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، أنّه تم نقل حوالي 10 دقائق من بيانات المركبة الفضائية المُكررة، ويُعدّ ذلك إنجازًا مهمًا للغاية، حيث أنّه في السابق كانت الوكالة تُرسل بيانات اختبار وفحص فقط.

خطوات سابقة

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الإنجاز هو تتويج لسلسلة من الاختبارات التي أجرتها ناسا على مدار الأشهر الماضية. 

ففي نوفمبر الماضي، أرسلت Psyche رسالة ليزر من مسافة 10 ملايين ميل، ولكنها كانت عبارة عن بيانات اختبار تم تحميلها مسبقًا.

كما أجرت ناسا تجربة أخرى في ديسمبر، حيث أرسلت Psyche البيانات من مسافة 19 مليون ميل بمعدل 267 ميجابت في الثانية.

الهدف المستقبلي

تهدف ناسا من خلال هذه الجهود إلى تمكين المركبات الفضائية من استخدام الاتصالات البصرية لدعم مهمات استكشاف الفضاء المستقبلية، بما في ذلك إرسال البشر إلى المريخ.

ومن المقرر أن تُحلّق Psyche حول الكوكب الأحمر بحلول عام 2026، قبل أن تتجه نحو وجهتها الرئيسية، الكويكب 16 Psyche، والذي من المُتوقع الوصول إليه بحلول عام 2029.

تأثير هائل

يُعدّ إنجاز ناسا هذا بمثابة قفزة هائلة في مجال استكشاف الفضاء، حيث يُتيح إمكانيات جديدة كليًا للتواصل مع المركبات الفضائية البعيدة.

وتُشير التقديرات إلى أنّ هذه التقنية ستُلعب دورًا مهمًا في دعم مهمات الفضاء المستقبلية، بما في ذلك إرسال البشر إلى المريخ واستكشاف المزيد من العوالم البعيدة.

search