الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:01 م

من يُقبّل من العلم أم المال؟.. حكاية حسام موافي ومحمد أبو العينين

أهان الدكتور حسام موافي العلم والعلماء وهو ينبطح أمام رجل أعمال في مشهد لا يمكن أن يتقبله أحد.. أهدر كرامته عندما قرر أن يقبّل يد محمد أبو العينين ويظهر خضوعه في انحناءة لا تشبه إلا انحناءة العبيد لملوكهم في عصور سابقة.

 استهلك رصيده من الاحترام لدى جمهوره، ولم يتبق له إلا نظرات الاحتقار والدونية بعد أن وضع نفسه صورة بائسة.. سوء خاتمة لرجل تخطى السبعين من عمره، أراد الله أن يفضحه أمام الجميع في نهاية أيامه. 

الشيخ الذي يقدم نفسه في برامجه التلفزيونية على أنه عالم كبير في الطب، وفقيه في الدين، وداعية للشباب، تخلت عنه الأقنعة، ليعرف جمهوره أنه مجرد فقاعة لا وزن لها، ومنافق متمرس لأصحاب المال والسلطة. 

ما سبق عينة من آراء  المنتقدين للدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العين، بعد انتشار مقاطع وصور ظهر فيها خلال حفل زفاف ابنته، يقّبل يد رجل الأعمال محمد أبو العينين، ليضع رواد مواقع التواصل الاجتماعي "موافي" في حفرة مظلمة، ويهيلون عليه التراب بعد حفلة رجم شارك فيها عشرات الآلاف في الهجوم على أستاذ الحالات الحرجة.

حكايات موافي 

لا تستطيع تصنيف محتوى برنامج الدكتور حسام موافي، هل يتحدث في حلقاته باعتباره أستاذا للحالات الحرجة، ويلقي بنصائح طبية إلى الجمهور؟، أم رجل دين يفسر القرآن، أم داعية إسلامي يوجه حديثه لهداية الشباب؟، أم خبير تنمية بشرية يعلم جمهوره كيف يكتشفون قدراتهم لمواجهة الحياة؟.

هل هو برنامج يعرض السيرة السيرة الذاتية للدكتور موافي؟.. بما أنه دائما يحكي عن نفسه والمواقف التي تعرض لها باعتبارها نموذجا إنسانيا فريدا يجب أن نقتدي به، أم أن الرجل غير مهتم بالتصنيفات ووجد نفسه عالما بكل تلك الأمور فقرر أن يطل علينا بحكاياته وقصصة التي لا تنتهي، حتى نستفيد ويستفيد أولادنا، وأولاد الجيران؟!.

قصص الدكتور موافي عن نفسه لا تنتهي، ولعل أشهرها، عندما كان في الثانوية العامة، وأعطاه والده مفتاح المقبرة، وشرح له الطريق إليها،  لأن حسام لايعرفها، وبعدها بيومين فاضت روح والده، رغم أنه كان بصحة جيدة وهو يتحدث إليه، وأنت لا تعرف ماهي العبرة من تلك الحكاية، ولا كثير من الحكايات التي يسردها الدكتور موافي ليملأ بها وقت البرنامج، دون أن يفهم أحد ماذا يريد الرجل منا أن نفعله.

رقصة الدكتور موافي

مقطع الفيديو الذي تم تسجيله قبل أسبوع في حفل زفاف ابنة الدكتور موافي، احتوى أيضا على لقطات أخرى بخلاف القبلة على يد رجال الأعمال، منها رقصة الدكتور موافي مع ابنته العروس التي ظهرت أمامه بفستان جرئ يكشف الكثير من جسدها.

تلك اللقطة تسببت في استياء من نوع آخر لدى جمهور موافي الذي بتعامل معه على اعتبار أنه رجل دين ملتزم، ويظن أنه من المستحيل أن تظهر ابنته بتلك الطريقة، لكن الرجل ظهر وهو يراقص ابنته وفخور بها، وهذا لا ينتقص من قدر الدكتور موافي أبدا، لكنه في المقابل يمزق صورته كرجل دين وداعية أمام جمهوره. 

المؤيدون لموافي 

رغم الهجوم الكبير الذي تعرض له الدكتور حسام، إلأ أن هناك بعض الأصوات لم تتخل عن الرجل، ولم تر في الموقف ما يسيء له، أو ينتقص من قدره، بل وغالي البعض في تاييده مثل الداعية مظهر شاهين الذي أتى بنص من القرآن يدعم به قبلة الدكتور على يد رجل الأعمال.

قال مظهر شاهين في بيان له: ما فعله الدكتور حسام موافي لا يخالف الكتاب والسنة، من حيث إنه أراد أن يرد تحية المهندس محمد أبو العينين الذي قال كلمة بالغ فيها بالثناء والتحية للدكتور حسام موافي فأراد الدكتور حسام موافي أن يرد تحيته بتحية أحسن منها فقبل يده.

وأضاف: هذا موافق لقوله تعالي: "وَإِذَا حُیِّیتُم بِتَحِیَّةࣲ فَحَیُّوا۟ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَاۤ أَوۡ رُدُّوهَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءٍ حَسِیبًا" ، وهذه أيضا من عادات بعض الصوفية حين يردون التحية فيقبلون يد صاحبها، فلا داعي للهجوم عليهما بدون علم، ولنحسن الظن بالدكتور حسام موافي، ولا داعي للهجوم عليه تقديرا لعلمه ومكانته، وفرصة نبارك له زفاف كريمته وعقبال عندكم جميعا.

الفريق الثالث 

هناك فريق ثالث لم يهاجم أو يدافع عن واقعة قبلة موافي على يد أبو العينين، ويرى عدم محاكمة الرجل بدون سماع أقوله، خاصة وأن طرفي الواقعة (موافي وأبو العنين) لم يصدر عنهما تعليقا على ما حدث حتى تلك اللحظة، وبالتالي من المنصف أن ننتظر حتى لا نتسبب في ظلم أحد ونشعر بعدها بالندم. 

search