الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:15 م

حرب الجواسيس تشتعل بين روسيا وبريطانيا.. ما القصة؟

 قصر في ساسكس مملوك للحكومة الروسية ويستخدم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع من قبل الموظفين الدبلوماسيين الروس

قصر في ساسكس مملوك للحكومة الروسية ويستخدم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع من قبل الموظفين الدبلوماسيين الروس

أحمد سعد قاسم

A A

اتخذت حكومة بريطانيا إجراءات حاسمة ضد أنشطة الاستخبارات الروسية، حيث أعلنت أمس طرد الملحق العسكري الروسي الحالي ورفعت الحماية الدبلوماسية عن العديد من الممتلكات المملوكة للحكومة الروسية المشتبه في استخدامها للتجسس.

تأتي هذه الخطوة ردًا على ما تصفه حكومة المملكة المتحدة بأنه "نمط من النشاط الخبيث" من قبل روسيا، بما في ذلك التورط المزعوم في حريق متعمد على شركة مرتبطة بأوكرانيا في شرق لندن وتقارير عن مؤامرة الكرملين.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن محاولات روسيا لتقويض أمن المملكة المتحدة وأوروبا أصبحت جريئة بشكل متزايد منذ الغزو على أوكرانيا.

ويعد الطرد والإدانة العلنية أحدث التطورات في التوترات المتصاعدة بين أوروبا وروسيا في أعقاب غزو أوكرانيا، مع تزايد المخاوف بشأن جهود روسيا لتقويض الدعم لأوكرانيا.

وأعرب الناتو عن قلقه العميق إزاء الأنشطة العدائية الروسية في العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك إستونيا وألمانيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا. 

وتتراوح هذه الأنشطة من الهجمات الإلكترونية إلى حملات التضليل، مما يزيد من المخاوف الأمنية في جميع أنحاء المنطقة.

وكجزء من الإجراءات المعلنة يوم الأربعاء، فرضت المملكة المتحدة قيودًا جديدة على التأشيرات الدبلوماسية الروسية، مما يحد من مدة إقامة الدبلوماسيين الروس في بريطانيا. 

بالإضافة إلى ذلك، تم إلغاء الحماية الدبلوماسية عن العديد من الممتلكات الروسية في المملكة المتحدة، حيث زعمت الحكومة تورطها في أنشطة تجسس.

وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أدى الصراع في أوكرانيا إلى إضعاف شبكة التجسس الدبلوماسية الروسية بشكل كبير، حيث تم طرد أكثر من 400 ضابط استخبارات روسي يعملون تحت غطاء دبلوماسي في جميع أنحاء أوروبا بعد الغزو. 

واتخذت بريطانيا، على وجه الخصوص، موقفا حازما ضد الدبلوماسيين الروس، وطردت أكثر من 20 شخصا منذ اتهام الكرملين بتسميم جاسوس سابق على الأراضي البريطانية في عام 2018.

وعلى الرغم من عمليات الطرد هذه، يُزعم أن روسيا تواصل أنشطتها التخريبية، وغالبًا ما تستخدم وكلاء أجانب لتنفيذ عمليات سرية.

علاوة على ذلك، فإن الإجراءات القانونية الجارية ضد ستة بلغاريين متهمين بممارسة أنشطة تجسس لصالح روسيا تسلط الضوء على مدى العمليات السرية التي تقوم بها روسيا. 

وتسلط خلية التجسس، التي يُزعم أن يقودها جان مارساليك، وهو مدير تنفيذي سابق في مجال التكنولوجيا المالية هارب مطلوب بتهمة الاحتيال في ألمانيا، الضوء على الطبيعة المعقدة لشبكة المخابرات الروسية.

ورداً على تصرفات بريطانيا، استدعت روسيا السفير البريطاني نايجل كيسي، في أعقاب تصريحات كاميرون التي أشار فيها إلى حق أوكرانيا في استخدام الأسلحة البريطانية الصنع لأغراض دفاعية.

تهدف إستراتيجية المملكة المتحدة المتمثلة في الكشف العلني عن الأنشطة السرية الروسية إلى ردع المزيد من العدوان من جانب الكرملين. 

search