من يموّل "تكوين"؟.. يوسف زيدان: "إحنا".. وفاطمة ناعوت: "معرفش"
مؤسسة تكوين
من يقف وراء مؤسسة "تكوين الفكر العربي"؟.. من أين لـ6 مفكرين وكتّاب كل تلك الأموال التي يتم إنفاقها بسخاء للإعلان عن المشروع المثير للجدل؟، ولماذا يتكتم يوسف زيدان رئيس مجلس الأمناء عن الجهة الداعمة لـ"تكوين" في الوقت الذي يفاخر بمرتبه الزهيد، والجنيهات التي صرفها في السفر للقاهرة من أجل التشاور تمهيدا لتدشين المؤسسة؟
زيدان وأصحابه الـ5 (مجلس الأمناء)، يواجهون اتهاما جديدا بالعمالة، وتلقي أموال من الخارج - من رواد مواقع التواصل - لتمرير مشروع يهدف إلى التشكيك في العقيدة وهدم الثوابت الإسلامية، في وقت لم تعلن فيه المؤسسة الجهة الداعمة لها.
يوسف زيدان يتهرب من الإجابة
يتهرب يوسف من الإفصاح عن مصدر التمويل، في وقت ينشط فيه للرد على جميع الصحفيين، ويتسع وقته وصدره للإجابة على سيل الأسئلة في العديد من المقابلات والحوارات.
في حوار صحفي نشره موقع “الوطن” أمس الأربعاء ، واجه زيدان سؤالا مباشرا: من يقف وراء دعم المؤسسة؟
لكن الرجل الذي يقترب من السبعين تجاهل السؤال ورد عليه قائلا “عقدنا جلسات ومناقشات، ووصلنا إلى قناعة بضرورة تأسيس كيان ثقافي يجمع هذه الجهود، والمؤسسة مشهرة وبرعاية الدولة المصرية، ولذلك تم استضافة مؤتمرنا الأول في المتحف المصري الكبير، وهو تأكيد للمساعي الرامية لاستعادة الريادة المصرية”.
إجابة "أي كلام" حرضت الزميلة إلهام الكردوسي، على اللجوء إلى مرادفات أخرى تصيغ بها السؤال السابق لتعيد طرحه من جديد قائلة: ما الجهة الممولة لكم؟
لكن الزميلة أيضا لم تتلق إجابة شافية من الدكتور زيدان الذي رمى لها بضع كلمات "عائمة"، قبل أن يتحدث عن جهاده في خدمة الفكر وإنفاق مرتبه الزهيد الذي ظل يتقاضاه من مكتبة الإسكندرية، على تنقلاته.
قال زيدان: "كثُر طرح هذا السؤال، ونحن لا نمثل إلا أنفسنا، ولماذا الاستغراب من كوننا نمول أنفسنا، فعلى مدار 25 سنة ودون دعم من أي جهة وأي شخص، تكبدت بمفردي عناء العمل والسفر وتكاليفه من وإلى القاهرة، إضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات هنا وهناك وغيرها، وأنفقت آلاف الجنيهات، ولم يسأل أحد عن مصدر التمويل، وهناك إلحاح فقط على هذا السؤال من بعض الناس الذي لا أعرف ما هي دوافعهم من الكلام المجاني، ولمدة سنوات خلال عملي في مكتبة الإسكندرية التي عملت فيها نحو 17 سنة، كان مرتبي من المكتبة 230 جنيها فقط، وطوال هذه السنوات كنت أنفق على شغل المخطوطات خلال تنقلاتي بين الإسكندرية والمحافظات المصرية.
انتهى كلام الدكتور زيدان عن التمويل، وبقي السؤال على حاله يطل برأسه، باحثا عن إجابة رسمية، بعيدا عن تخمينات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أو اتهامات المواقع "إياها".
وفي تصريح لـ"تليجراف مصر" نفت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت ما تناولته مواقع إخبارية حول تمويل الإمارات لـ"تكوين"، قائلة إن التمويل مصري 100%، وحين سألناها إن كان التمويل من مؤسسات رسمية، أم شركات أم أشخاص، قالت "معرفش".!
"كيان" تحت مقصلة الأزهر
بكلمات مقتضبة علق الأزهر الشريف على إطلاق مؤسسة تكوين الفكر العربي والتي يضم مجلس الأمناء الخاص بها عددًا من الفكرين والكتاب على رأسهم الدكتور يوسف زيدان.
الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، كتب منشورا قصيرا على صفحته الرسمية الإثنين الماضي قال فيه: " تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما ينشر عن تكوين كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيتم اتخاذ ما يلزم بعد الوقوف على الحقيقة.
"اتخاذ ما يلزم" جملة قصيرة، ولكنها فضفاضة، لم يحدد شومان الخطوات التي يمكن أن يقوم بها الأزهر الشريف لمواجهة "تكوين"، لم يذكر إن كانت تصاعدية، أم أن الصدام هو الخيار الإجباري.
قالها شومان ومضى، ليبدأ بعدها شيوخ الأزهر في إصدار تصريحات صحفية تهاجم المؤسسة الوليدة، وهم يوجهون إلى قادتها اتهامات عديدة ويطالبون بإغلاقها.
عبر صفحته الشخصية أشار الدكتور أحمد مصطفى محرم، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن مركز "تكوين" يدعو بوضوح إلى الإلحاد ويسعى للتشكيك في القيم الدينية الإسلامية، معبرًا عن استيائه من التمويل الضخم الذي يتلقاه المركز والإعلانات الممولة التي تروج لبرامجه."
ومن جانبه حذر الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، في تصريحات صحفية من الانسياق وراء هذه المؤسسة، مؤكدا ضرورة أن تكون مبنية على أسس علمية وفكرية قوية.
وأضاف: المؤسسة المعلن عنها لابد أن يكون لديها رؤية واضحة تسهم في تطوير المجتمع ونشر الوعي، كما يجب الحذر من الانسياق وراء الآراء والأفكار غير الموثقة، والتأكيد على أهمية الاعتماد على مصادر العلم والمعرفة الموثوقة وأهم العلم المتخصصين، مناشدًا المواطنين بضرورة الحذر والانتباه عند التعامل مع المصادر الفكرية والثقافية التابعة للمؤسسة، كما من الواجب التحقق من صلاحية المعلومات والمصادر قبل الاعتماد عليها.
وأكد أستاذ العقيدة بالأزهر أنّ الأهداف المعلنة للمؤسسة تختلف عن المساعي الحقيقية في التشكيك في السنة والعقيدة، داعيًا مؤسسة الأزهر الشريف إلى النظر في هذه المؤسسة المعلن عنها خاصة في ظل انسياق الكثير من الطلاب وراء الانتباه لهذا آرائهم.
تحرك من مجلس النواب
أول تحرك من جلس النواب جاء عن طريق النائب هشام سعيد الجاهل؛ عضو بطلب إحاطة موجه لمجلس الوزراء ومشيخة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
قال النائب هشام الجاهل : "وصل الأمر بقيام مجموعة معروف عنها التشكيك الدائم فى الثوابت الدينية الراسخة منذ فجر التاريخ الإسلامى، وإنكار بعضها بتدشين كيان لها تحت مرئى ومسمع الجميع باسم تكوين الفكر العربى ليكون إضفاءً لمشروعيتها دون رادع من الدولة ممثلة فى مؤسساتها الدينية، ما أثار حالة من الجدل فى الشارع المصرى خلال الأيام القليلة الماضية.
وأشار إلى ما وصفه بحالة من السخط والغضب على مواقع التواصل الإجتماعى بعدما أطل عدد من غير المتخصصين، على حد تعبيرة، لتدشين هذا الكيان ليكون منبراً للمشككين فى الثوابت الدينية؛ والتشكيك فى معتقدات راسخة وثابتة بإجماع جمهور الفقهاء والعلماء الثقات المشهود لهم، وأصبحت تلك الفتاوى المضللة والأفكار المسمومة التى تصدر عن هؤلاء تخدم تيارات التطرف الفكرى على كافة أشكاله".
وأضاف النائب فى طلب الإحاطة: «لا يصح فى دولة يوجد بها الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم؛ ويوجد بها عشرات الآلاف من العلماء الأجلاء والدعاة؛ وبها العديد من الرموز الدينية المشهود لهم بالثقة؛ والذين يجوبون فى شتى بقاع الكرة الأرضية لنشر صحيح الدين الوسطى وتعريف البشرية عظمة وروعة الدين الاسلامى، ونفاجأ بمجموعة من غير المتخصصين معروف عنها التشكيك الدائم وهدم وإنكار الثوابت الدينية؛ يقومون بتدشين مركز يسمى تكوين الفكر العربى ليكون جمعية أو مؤسسة هدفها التشكيك وهدم الثوابت الدينية دون معرفة مصادر تمويلها ومن يدعمها؛ الأمر الذى يشكل خطراً بالغاً على الدولة المصرية ومؤسساتها الدينية".
كانت المؤسسة أعلنت عن انطلاقها مساء السبت الماضي، من خلال منتدى تكوين الأول في المتحف المصري الكبير، في جلسة تحت عنوان نصف قرن على رحيل طه حسين، أين نحن من التجديد اليوم؟.
ومن خلال موقعها الإلكتروني تعرف المؤسسة نفسها على أنها تهدف إلى وضع الثقافة والفكر العربي في أطر جديدة أكثر حيوية وتواصلًا وشمولية مع المجتمع العربي، ومد جسور التعاون مع الثقافات المختلفة في عالمنا المعاصر بهدف تمهيد السبيل نحو فكر عربي مستنير يقوم على قاعدة فكرية رصينة ومتزنة، وتؤسس جسورًا من التواصل بين الثقافة والفكر الديني، للوصول إلى صيغة جديدة في النظر.
وذكرت المؤسّسة أنها تقوم على تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
أمر اعتقال.. ماذا ينتظر نتنياهو؟
22 نوفمبر 2024 08:10 ص
بعد تثبيت الفائدة للمرة الخامسة.. ماذا يعني قرار البنك المركزي؟
21 نوفمبر 2024 09:08 م
بسبب "اغتصاب خضرة".. "بونابرت" أنهى خصام توفيق الدقن ويوسف شاهين
21 نوفمبر 2024 07:14 م
هل تعتقل الدول أعضاء "الجنائية الدولية" نتنياهو إذا ذهب إليها؟
22 نوفمبر 2024 02:00 ص
قانون لجوء الأجانب.. كيف يعزز مكانة مصر عالميًا؟
21 نوفمبر 2024 05:02 م
اعتقال نتنياهو.. العالم يرحب عدا دولتين
21 نوفمبر 2024 10:44 م
الأهرامات تحت المجهر.. حقيقة التعديلات الأخيرة
21 نوفمبر 2024 09:08 ص
هل يواجه طفلك مصير واقعة "حضانة الغربية" دون أن تدري؟
20 نوفمبر 2024 10:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً