الطبع يغلب الأصل.. فنانون بجذور أجنبية وخفة دم مصرية

صدق أولا تصدق، وحش الشاشة فريد شوقي ليس من أصول مصرية، الدنجوان رشدي أباظة، كذلك، السندريلا سعاد حسني والدلوعة شادية والتفاحة ليلى علوي شرحه. 

عشرات الفنانين الذين تظن أنهم مصريون 100%، ينحدرون من أصول أجنبية، ولدوا على أرض مصر التي أعادت تكوينهم من جديد، بخفة دم مصرية، وقلب وعقل ولسان  ومزاج مصري، ليعبرون في أعمالهم المسرحية والسينمائية والدرامية عن الشخصية المصرية في جميع حالاتها.

القائمة طويلة وتحتوي على عشرات الأسماء اللامعة في سماء الفن، والتي قد تقرأها لاول مرة، على سبيل المثال وليس الحصر:  بشارة واكيم، استيفان روستي، نجيب الريحاني، عبد السلام النابلسي، حسين رياض، أنور وجدي، ماري منيب، ليلى مراد، مديحة يسري، ليلى فوزي، عادل أدهم، هند رستم.

كما تضم القائمة عمر الشريف، مريم فخر الدين، شويكار، سهير البابلي، نادية لطفي، نجوى فؤاد، حسين فهمي، ميمي جمال، نجاة، لبلبة، شمس البارودي، صفية العمري، ميرفت أمين، نيللي، لوسي، نهال عنبر، هالة صدقي، شيرين سيف النصر، نيللي كريم، غادة عادل، أحمد مكي،  سمية الخشاب أحمد زاهر، مي عز الدين، وغيرهم من النجوم. 

من خلال هذا التقرير نسلط الضوء على بعض تلك النماذج التي أثرت الحياة الفنية في مصر، بالعديد من الأعمال المهمة. 

بشارة واكيم

بشارة واكيم ممثل مصري من أصول لبنانية، ولد بحي الفجالة 1890، ليبدأ حياته الفنية مع فرقتي عبد الرحمن رشدي وجورج أبيض، قبل أن ينتقل إلى فرقة يوسف وهبي، ويقفز إلى السينما، ويقدم العديد من الأفلام خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.

استيفان روستي 

أما  ستيفان دي روستي فهو من أب نمساوي، عمل سفيرا للنمسا بالقاهرة، وأم إيطالية، ولد في 16 نوفمبر 1891 بالقاهرة، وبمجرد أن  أنهى والده مهمة عمله بمصر وعزم على الرحيل، رفضت زوجته الرحيل معه وقررت البقاء مع ابنها في مصر.

هربت به إلى الإسكندرية لتتخفيه عن العيون خوفا من أيعود والده ليحمله معه، عاشا في منطقة رأس التين، ليلتحق ستيفان بإحدى المدارس فيها، ومن الإسكندرية سافر استيفان للعمل مترجما في إيطاليا، وهناك قابل المخرج محمد كريم الذي دفعه للعودة إلى مصر.

لدأ استيفان روستي مشواره  بفرقة عزيز عيد، ومن بعدها فرقة نجيب الريحاني، واقتحم عالم السينما بالعديد من الأعمال التي ظلت عالقة في ذاكرة الفن.

نجيب الريحاني

قال عنه الكاتب يحيى حقي إن "الريحاني كان من الأجانب الذين أكرمت مصر وفادتهم".، 

وُلد نجيب الريحاني في حي باب الشعريَّة في زمن الخديويَّة، لِأبٍ عراقيٍّ كلدانيّ من مدينة الموصل يُدعى إلياس ريحانة، كان يعمل بِتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة لِيتزوَّج من قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب.

 تجلَّت موهبته الريحاني مبكرا ، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسيّ، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربي، وكان من أشد المُعجبين بالمُتنبي وأبي العلاء المعرِّي.

وفي أواخر العقد الثاني من القرن الماضي أسس مع صديقه بديع خيري فرقةً مسرحيَّة عملت على نقل تجارب كوميديَّة فرنسيَّة إلى العربيَّة، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلامٍ سينمائيَّة مع بداية الإنتاج السينمائي، ليلمع نجيب الريحاني في الأفلام كما لمع على المسرح ويحقق شهرة ماتزال مستمرة حتى اليوم. 

عبد السلام النابلسي

ولد عبد السلام النابلسي، في 23 أغسطس 1899، في عكاز بطرابلس شمال لبنان لأسرة ذات أصول فلسطينية، وعندما بلغ الـ20 من عمره أرسله والده إلى مصر ليتلقى تعليمه في الأزهر الشريف، فحفظ القرآن ونبغ في اللغة العربية إلى جانب الفرنسية والإنجليزية.

جاءت الفرصة الأولى للنابلسي في السينما على يد آسيا في فيلم "غادة الصحراء" من إخراج وداد عرفي في عام 1929، لتفتح أمامه أبواب المجد ويجسد عشرات الأفلام التي استطاع من خلالها انتزاع الضحكات من صدور كل من يشاهده. 

 حسين رياض

من أم سورية وأب مصري سليل أسرة تركية، وله شقيق عمل أيضا في التمثيل يدعى فؤاد شفيقولد حسين عام 1900، وكان والده يصطحبه معه إلى مسرح "سلامة حجازي"، ليبدأ شغفه بالفن في سنٍ مبكرة، لدرجة أنه ترك الكلية الحربية ليعمل ممثلا، وانضم في مطلع شبابه لفرقة عبد الرحمن رشدي، قبل أن يقتحم عالم السينما، ويحقق شهرته الواسعة. 

 أنور وجدي

من أصل سوري، ولد في القاهرة عام 1904، اسمه الحقيقي "محمد أنور وجدي"، أسرته كانت تعمل في تجارة الأقمشة في حلب السورية، وانتقلت إلى مصر في منتصف القرن التاسع عشرـ وأعماله السينمائية تشهد بنبوغه في عالم التمثيل إضافة إلى إنتاج العديد من الأعمال.

ماري منيب

سورية، ولدت في دمشق، عام 1905، وانتقلت مع عائلتها للحياة في مصر، أقامت في حي شبرا، وبدأت مسيرتها الفنية من خلال المسرح، حيث عملت في العديد من الفرق المسرحية، قبل أن تصبح أشهر حماة في السينما المصرية والعربية. 

ليلى مراد

اسمها الحقسقس ليليان زاكي موردخاي ولدت في 17 فبراير 1918 لأب يهودي من أصل مغربي من مدينة الدار البيضاء، هاجر مع أسرته من المغرب إلى الإسكندية، ووالدتها من أصول بولندية.

بدأت ليلى الغناء عن طريق العديد من الحفلات، وتقدمت للإذاعة في منتصف الثلاثينيات، وتعاقدت على الغناء بشكل أسبوعي، وبجانب أغانيها المبهجة، قدمت ليلى مراد 27 فيلما، أشهرهم "غزل البنات" مع نجيب الريحاني. 

فريد شوقي

ولد فريد شوقي في حي السيدة زينب بالقاهرة يوم  3 يوليو 1920، نشأ وسط عائلة مصرية ذات أصل تركي، جده لأبيه عبده بك شوقي، كان موظفا بقصر عابدين، من أب تركي وأم مصرية، وجده لأمه محمد بك أسعد المهندس السابق بالسودان، من أم مصرية وأب تركي، ووالده محمد عبده شوقي، الذي عمل مفتشا بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، وكان خطيبا وطنيا ثائرا من أعضاء الوفد المصري المتحمسين للزعيم سعد زغلول.

حصل فريد شوقي على لقب وحش الشاشة، بعد أن جسد دور الفتوة في العديد من الأفلام، إضافة إلى بصمته الواضحة في المسرح. 

 مديحة يسري

ولدت مديحة يسري في القاهرة عام 1921، لأب تركي، وأم سودانية، دخلت الفن عام 1939، وقدمت العديد من الأعمال السينمائية المهمة، أحبها الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، وتزوجت من الموسيقار محمد فوزي. 

 ليلى فوزي

ولدت ليلى محمد فوزي إبراهيم في 3 فبراير 1923 بتركيا لأب مصري وأم من أصل تركي، كان والدها يعمل تاجر أقمشة ويمتلك محالاً في القاهرة والإسكندرية وإسطنبول ودمشق وبيروت، وأمها حفيدة "قيصر لي باشا" أحد قادة الجيش التركي إبان الحكم العثماني.

رشدي أباظة

اسمه الحقيقي رشدي سعيد بغدادي أباظة ولد عام 1927 لأم إيطالية تدعى ليلي جورجنجينو، وأب مصري يعمل ضابط شرطة، تدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبه لواء، تلقى تعليمه في مدرستي "سان مارك" بالإسكندرية، ومدرسة "فرير" بالقاهرة، وعقب حصوله على الشهادة الثانوية التحق بكلية الطيران، لكنه لم يحتمل حياة العسكرية، فانتقل بعد 3 أعوام إلى كلية التجارة، إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.

بدأ رشدي حياته في عالم السينما حين أسند إليه المخرج هنري بركات، دورا مهما في فيلم "المليونيرة الصغيرة" عام 1948، ليواصل نجاحاته السينمائية بعد ذلك ويحصل على لقب " الدنجوان". 

هند رستم

ولدت هند حسين محمد مراد رستم في 12 نوفمبر 1929 بالإسكندرية، لأب مصري من عائلة تركية يعمل ضابط شرطة، وانفصل عن أمها وهي طفلة.

دخلت مجال التمثيل بالصدفة، ذهبت بصحبة صديقة لها إلى أحد مكاتب الإنتاج المعروفة لتجري اختبارات التمثيل، وكان أول ظهور لها على شاشة السينما عام 1954، من خلال فيلم "الستات مبيعرفوش يكدبوا".

شادية

اسمها فاطمة أحمد كمال شاكر، ولدت في 8 فبراير 1929، بمنطقة الحلمية الجديدة بالقاهرة، لكن أصولها تعود إلى محافظة الشرقية، وهي ابنة المهندس الزراعي أحمد كمال، والدتها ذات أصول تركية، جسدت شادية عشرات الأفلام، انتزعت لقب "الدلوعة" في الوقت الذي كان – وما يزال – صوتها الساحر يملأ الآفاق. 

عمر الشريف

ولد ميشيل ديمتري شلهوب عام 1932 في الإسكندرية، لوالده اللبناني جوزيف شلهوب، هاجر من زحلة بلبنان إلى مصر في أوائل القرن العشرين، ووالدته تدعى كلير سعادة، من أصل لبناني- سوري.

شويكار

ولدت شويكار إبراهيم طوب صقال، بالإسكندرية، في 24 نوفمبر 1935، لأب من أصل تركي، وأم من أصل شركسي.

بدأت التمثيل من خلال دور صغير في فيلم "حبي الوحيد" من إخراج كمال الشيخ، عام 1960، ومنذ مطلع الستينات، أصبحت من أكثر الفنانات جماهيرية، خاصة في الأعمال التي شاركت فيها مع الفنان الراحل فؤاد المهندس.

 سهير البابلي

ولدت عام 1937، بمحافظة دمياط، لعائلة ذات أصول عراقية من مدينة بابل، ظهرت مموهبتها في سن مبكرة، فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في الوقت نفسه، ما جعلها تواجه ضغوطا عائلية كبيرة، لكنها اتجهت للعمل في المسرح.

سعاد حسني 

ولدت سعاد ونجاة في القاهرة، والدهما الخطاط السوري محمد حسني البابا، جاء من سوريا إلى مصر، قام بزخرفة كسوة الكعبة المشرفة حينما كان يعمل في القصر الملكي السعودي، ويعتبر من رواد فن الخط العربي ومن أشهر خطاطي يافا، وكبار الخطاطين العرب، واستدعاه الملك فاروق، ليتولى إدارة مدرسة تحسين الخطوط الملكية، وكان مقرها مدرسة "خليل آغا" الثانوية في العباسية.

ليلى علوي

ولدت ليلى علوي عام  1962، لأب مصري وأم يونانية، بدأت حياتها الفنية طفلة، شاركت في العديد من برامج الأطفال، ودرست في مدارس فرنسية، وتخرجت من كلية التجارة عام 1991، واكتشفها نور الشريف وقدمها للمسرح، ومنه إلى السينما لتقدم عشرات الأعمال التي أثبتت من خلالها موهبتها الطاغية في الفن.