الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:06 ص

"تكوين" حرب الكلام.. سجال فكري بطله "زجاجة خمر"

مؤسسي "تكوين"

مؤسسي "تكوين"

روان عبدالباقي

A A

قال الباحث والمفكر، أحمد سعد زايد، إن الأخطاء التي انتشرت في وسائل الإعلام خلال الفترة الأخيرة دعت إلى تأسيس “تكوين الفكر العربي”، مضيفا أن ما يحدث على الساحة الإعلامية يستدعي تكوين عشرات المؤسسات التي تحارب ثقافة الكراهية والعنف والتعصب الديني والطائفي.

تمويل “تكوين”

أضاف زايد خلال فيديو له عبر قناته على اليوتيوب، أنه ليس متحدثا باسم التكوين أو عضوا فيه لكنه يدعو إلى التكوين الثقافي بالتزامن مع ظهور أشخاص يدّعون أنهم شيوخ ومن علماء الدين، لكنهم أصحاب ذهنية عوجاء مرتعشين ومرتعبين من المؤسسة حديثة الولادة.

“أصحاب الكهنوت” و"الأفكار المتخلفة" حسب حديث زايد ارتعبوا من “تكوين” قائلا، “هؤلاء لم ينتبهوا أننا في عصر غير العصر، ويريدون محاربة مفكرين ومثقفين لا يملكوا سوى الأقلام والأفكار، وادّعاء أن تمويل المؤسسة ضخم جدا من دولة خليجية”.

وفيما يخص تمويل المؤسسة، قال إنها تمول من المقتنعين بأفكارها بشكل قانوني ورسمي سواء من دولة خليجية أو غيرها، متمنيا أن تكون كل مؤسسة ثقافية تنويرية ممولة بمليارات طالما تُمول بشكل قانوني، إذ أن “تكوين” مؤسسة عربية تحت سمع وبصر الدولة والأشخاص المشاركين فيها لا يتقابلون تحت السلالم أو المغارات.

وتابع، “نحن لسنا مؤسسة تكوين الفكر القرآني أو الفكر السني أو الشيعي، ولا نريد التجديد، ولكن أسسنا شيء عن الفكر العربي الذي يشمل الفنون وحضر بعض المخرجين والفنانين التشكيليين، ورجال الإعلام"، لافتا إلى أن المؤسسين لا يستهدفون تكوين حزب سياسي، حتى يكون هناك رؤية موحدة.

“الحي أبقى من الميت”

واستكمل، “نحن لا نريد التجديد فهذا يخص رجال الدين، ومن ضمن المشاهد التي أثارت إعجابي حينما سأل يوسف زيدان فراس السواح قائلا له (أنت أهم ولا طه حسين، فقال فراس أنا أهم وأنت أهم)، وقلت لعل هذا من باب المزاح وأن الحي أبقى من الميت”.

“أ س ز” كما يطلق عليه البعض، أكد أن هناك مقرات لـ“تكوين” في دول عربية أخرى، وأنهم يجتمعون منذ عامين لتأسيس فكرتهم، وفي حفل الافتتاح شارك عدد كبير من رجال الدين مثل الدكتور سعد الدين الهلالي، وبعض رجال الدين المسيحي، والمستشار عبدالجواد ياسين والأب رفعت فكري.

ما قصة تكوين؟

في 4 مايو الماضي، انطلقت مؤسسة "تكوين الفكر العربي" في المتحف المصري الكبير، وحمل عنوان منتداها الأول “نصف قرن على رحيل طه حسين.. أين نحن من التجديد اليوم؟”، لتثير موجة من الجدل في يومها الأول بسبب تصريح المفكر السوري فراس السواح بعد سؤال وجهه المفكر يوسف زيدان له حول أهمية عميد الأدب العربي طه حسين.

وسأل يوسف زيدان، السواح "أنت أهم أم طه حسين؟"، ليجيبه “أنا وأنت أهم”، ومن هنا بدأت موجة الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى أحمد سعد زايد أنه جدل مفيد، عرفوا منه كم يحب الجمهور طه حسين.

موجة الانتقادات تخطت مجرد الحديث عن طه حسين وتعمقت في الثوابت الدينية والقيم الأخلاقية، وخرج الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، خلال تدوينة له عبر فيسبوك كتب فيها، “الهيئة تتابع حقيقة ما يُنشر عن تكوين كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسنتخذ الإجراءات اللازمة بعد التثبت من الحقائق المتعلقة بما يتم نشره”.

وانتشرت تدوينة كتبها علاء مبارك على موقع “إكس” بسرعة البرق، قال فيها "إن هناك تناقض بين أهداف المؤسسة وأعضائها الذين يشككون أساسًا في السنة النبوية والعقيدة، ومنهم من يسيء للصحابة رضى الله عنهم، ومنهم من شكك في رحلة الإسراء والمعراج، منكرا وجود المعراج”.

وسخر ابن الرئيس الراحل من زجاجة “خمور” ظهرت في صورة تذكارية لمجلس أمناء المؤسسة، ورد عليه يوسف زيدان “اسأل والدتك”، متمما أن هذه الصورة “فوتوشوب”، وأنه لا يشرب البيرة، لأنها تسبب له انتفاخات في البطن، لتؤيده فاطمة ناعوت بأنها لا تعلم شيئا عن هذه الزجاجة، والفندق الذي نظم اجتماعهم به أجانب، ومن الممكن أن تكون هذه الزجاجة  لأجنبي متواجد فيه.

يذكر أن مؤسسو مركز تكوين هم عدد من المُفكرين العرب؛ أهمهم الدكتور المصري يوسف زيدان، والدكتور السوري فراس السواح، والإعلامي المصري إبراهيم عيسى، والدكتورة التونسية ألفة يوسف، والدكتورة اللبنانية نادرة أبي نادر، والإعلامي المصري إسلام البحيري.

ووصل الأمر إلى التقدم ببلاغ للنائب العام المستشار محمد شوقي، ضد مركز “تكوين”، يتهمه بازدراء الأديان، لإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق، حيث حمل البلاغ رقم 28072 لسنة 2024 عرايض المكتب الفني.

وقال المحامي بالنقض عمرو عبدالسلام في بلاغه، “إن المبلَّغ ضدهم عكفوا بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة على استغلال تدويناتهم المكتوبة عبر حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الندوات العامة أو البرامج التلفزيونية على بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين".

أهداف تكوين حسب تصريحاتها

ومن خلال موقعها الإلكتروني، تعرف المؤسسة نفسها بأنها تهدف إلى وضع الثقافة والفكر العربي في أطر جديدة أكثر حيوية وتواصلًا وشمولية مع المجتمع العربي، ومد جسور التعاون مع الثقافات المختلفة في عالمنا المعاصر بهدف تمهيد السبيل نحو فكر عربي مستنير يقوم على قاعدة فكرية رصينة ومتزنة، وتؤسس جسورًا من التواصل بين الثقافة والفكر الديني، للوصول إلى صيغة جديدة في النظر.

وذكرت المؤسّسة، أنها تقوم على تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين.

search