الجمعة، 12 يوليو 2024

05:06 ص

فضيحة "تيك توك" تهز لبنان.. أطفال في مكائد "عقول أوروبية"

تطبيق تيك توك

تطبيق تيك توك

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

شهدت لبنان الأيام الماضية واحدة من أبشع الجرائم بعد الكشف عن "عصابة تيك توكرز"، تقوم باستدراج الاطفال وتخديرها والاعتداء عليها جنسيا وتصويرها وترويج تلك الفيديوهات والضغط عليهم وابتزازهم لتعاطي المخدرات والترويج لها.

ظهرت الفضيحة إلى النور بعد مزاعم واسعة النطاق عن أفراد يستغلون القاصرين على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة TikTok. حيث ارتفعت الدعوات للعمل في جميع أنحاء لبنان، للمطالبة باتخاذ إجراءات لحماية الأطفال من المخاطر الرقمية، بما في ذلك دعوات لحظر TikTok ومحاسبة الشركة المالكة لها.

وكشفت التقارير الأخيرة الصادرة عن وسائل الإعلام اللبنانية، بما في ذلك قناة MTV والنهار، تفاصيل مروعة عن القضية. حيث تم اعتقال 11 شخصا في لبنان، ويواجه ستة آخرون اتهامات غيابيه، ومن بين المعتقلين التيك توكر الشهيرة غدير جي، المعروفة جيجي غنوي، إلى جانب آخرين تم إثبات تورطهم.

وبحسب وسائل الإعلام اللبنانية، فإن المتهمين يواجهون مجموعة من الجرائم، بما في ذلك استخدام TikTok للإيقاع بالقاصرين تحت ستار فرص العمل قبل تعريضهم لاعتداءات تسهلها المخدرات، وتصوير الأعمال البغيضة، ومشاركة المحتوى داخل شبكة العصابة.

واتخذ التحقيق منحىً دولياً، حيث أُرسلت طلبات الحصول على معلومات إلى السلطات في الخارج، لا سيما فيما يتعلق بمكان وجود أحد المشتبه بهم، وقد تم توجيه التهم إلى الجناة المزعومين، مع استمرار الجهود لتحديد شركاء إضافيين في لبنان وخارجه.

على الرغم من التحديات التي تفرضها أساليب التخويف ضد أسر الضحايا وإحجام الأطفال المعتدى عليهم عن التعامل مع السلطات بسبب الخوف والصدمات النفسية، فقد تم إحراز تقدم، فيما نفى بعض المشتبه بهم تورطهم، بينما اعترف آخرون، وعزوا أفعالهم إلى تعاطي المخدرات.

ومع تطور العملية القضائية، تحول الاهتمام إلى الكشف عن العقول المدبرة وراء العملية، والتي يعتقد أنها متمركزة في دول مثل تركيا والسويد، في هذه الأثناء، يواصل الخطاب العام على منصات التواصل الاجتماعي التدقيق في دور تيك توك ومساءلته في الفضيحة.

ومع استمرار التحقيق وتوقع ارتفاع عدد الأفراد المتورطين، لا يزال لبنان يعاني من الصدمة والغضب بسبب الاستغلال المروع لشبابه.

رداً على الدعوات المتزايدة لحظر تطبيق TikTok في لبنان بعد فضيحة عصابة "TikTokers"، أصدرت وزارة الإعلام بياناً يتضمن توضيحات أساسية وإجراءات مقترحة.

وشدد زياد المكاري، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، على ضرورة إصدار أحكام قضائية لحظر التطبيقات، مشيرًا إلى أن حجب TikTok لن يحد من استخدامه بسبب الطرق البديلة مثل تقنية VPN، وبدلاً من ذلك، ينبغي التركيز على مراقبة المحتوى والإبلاغ السريع عن الانتهاكات للحفاظ على الأخلاق والسلامة العامة.

وأعلنت الوزارة عن خطط للتعاون مع مكتب TikTok في الشرق الأوسط وتركيا لوضع خطة عمل مشتركة، وتهدف هذه المبادرة إلى مراقبة المحتوى، وتخفيف المواد المسيئة، وتوفير الموارد التعليمية للإعلاميين والمؤسسات التعليمية حول الاستخدام المسؤول للمنصة.

وفيما يتعلق بالتحقيقات الجارية في فضيحة "تيك توكرز"، شددت الوزارة على أهمية الحصول على المعلومات من المصادر القضائية حصرا لتجنب التضليل والحفاظ على نزاهة عملية التحقيق.

وبينما تناول بيان الوزارة المخاوف التي أثارها الجمهور، أفادت وسائل إعلام لبنانية أن عدد الموقوفين في قضية عصابة "تيك توكرز" ارتفع إلى 11 شخصا، ما يؤكد خطورة الوضع وضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الأطفال ومكافحة الاستغلال عبر الإنترنت.

search