الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:45 م

80% من المساعدات .. مصر لا تتوقف عن نجدة غزة ودعم القضية

مصر الداعم الرئسيس لغزة

مصر الداعم الرئسيس لغزة

لم تتوقف مصر عن نجدة غزة يوما واحدا، منذ بدء عملية طوفان الأقصى وحتى اليوم، سواء على المستوى السياسي، أو مواد الإغاثة، أو استقبال الجرحى عبر ممر رفح، في الوقت الذي تبذل فيه الدولة أقصى ما تستطيع من أجل التوصل لإطلاق نار دائم في القطاع المنكوب. 

بالأرقام الرسمية فإن حجم ما قدمته مصر من مساعدات إنسانية بلغت نسبته (80٪) وأكثر من إجمالي المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة.

وأصدر  وزير التموين والتجارة الداخلية المصري علي المصيلحي، رئيس اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، توجيهات إلي اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية بتقديم كافة أنواع الدعم و المساندة للشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الأزمة والتنسيق مع كافة الجهات المعنية، من مواد طبية - خيام - مشمعات - مواد إعاشة - أدوات النظافة العامة والشخصية) وغيرها من المساعدات التي جاءت للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.

وأكد المصيلحي، أن مصر بذلت جهودا دؤوبة من أجل دعم أهالي قطاع غزة عن طريق إرسال مساعدات إغاثة عاجلة لهم في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها القطاع.

من جانبه، قال اللواء أحمد فتحي نائب رئيس اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية أن اللجنة بالتعاون مع هيئة الإغاثة الكاثوليكية بصدد تنفيذ المرحلة الأولى من المساعدات الجوية لسكان القطاع.

وأضاف بأنه وصل اليوم أول طائرة من إجمالي (4) طائرات مساعدات متوقع وصولها تباعًا محملة بعدد 5 آلاف خيمة سعة كل خيمة 16 فردًا بإجمالي عدد 80 ألف فرد.

وأوضح فتحي، أنه تم التنسيق بين مكتب المساعدات الإنسانية (BHA) وهيئة الإغاثة الكاثوليكية - مكتب مصر واللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، بتقديم عدة مساعدات لهيئة الإغاثة الكاثوليكية ليتم توزيعها من قبل مكتب هيئة الإغاثة قطاع غزة على مرحلتين عن طريق الطيران الجوي.

وأكد فتحي، أن اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية لن تدخر جهداً للوقوف بجانب إخواننا في قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية التي يمرون بها حيث ستواصل التنسيق مع كافة الجهات المعنية لتجهيز مطالب إخواننا الفلسطينيين لإرسال القافلة الثامنة، كما تتوالى القوافل من اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية - وزارة التموين والتجارة الداخلية، وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالدولة.

زيادة عدد الشاحنات

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السابع، قررت مصر، زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية ومستلزمات الإعاشة إلى 300 شاحنة يومياً على الأقل، تدخل إلى القطاع من الجانب المصري عن طريق معبر رفح.

وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في بيان، إنه: وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قررت مصر زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية ومستلزمات الإعاشة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، بدءاً من إلى 300 شاحنة يومياً على الأقل، تدخل إلى القطاع من الجانب المصري عن طريق معبر رفح.

وبلغ عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة من معبر رفح 19354 شاحنة، حملت 19952 طناً من المواد الطبية، و10435 طناً من الوقود، و123453 طناً من المواد الغذائية، و26692 طناً من المياه، و44103 مواد إغاثية أخرى، و2023 طناً من الخيام والمشمعات، و123 سيارة إسعاف مجهزة، حسب البيان المصري.

بينما قدر عدد شاحنات المساعدات التي دخلت من الجانب المصري إلى مناطق شمال غزة وحدها، على مدار شهر رمضان، بـ322 شاحنة مختلفة من الشحنات الإنسانية والإغاثية.

وأوضح رئيس هيئة الاستعلامات أنه دخل إلى مصر من قطاع غزة للعلاج 3764 مصاباً ومريضاً، ومعهم 6191 مرافقاً، و66759 من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، وكذلك 6330 من المصريين.

وجدد رشوان إصرار مصر على مواصلة جهودها القصوى للإسراع بنقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والسعي الدائم من أجل زيادتها بالقدر المطلوب والمناسب، لمساعدة الأشقاء في قطاع غزة في مواجهة تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة وغير المسبوقة التي يعانون منها.

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر في لقائه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، بالقاهرة، من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قائلاً إنها "تصل حد المجاعة"، ودعا إلى "تضافر الجهود الدولية للإنفاذ الفوري للمساعدات الإغاثية إلى جميع مناطق القطاع".

مصر الوسيط الوحيد 

وعلى صعيد جهود وقف العدوان فإن مصر هى الوسيط بين جميع الأطراف، وأحد الأسباب الرئيسية فى الوصول إلى هدنة مؤقتة، وبعد انتهائها سعت بكامل طاقتها الدبلوماسية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، كما استقبلت مئات الجرحى والمصابين والذين يعالجون بشكل كامل فى المستشفيات الحكومية على نفقة الدولة.

واستضافت العديد من اللقاءات التى جمعت وزراء خارجية الدول الأوروبية والعربية وأمريكا لتأكيد أهمية وضرورة دعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى حل الدولتين والعودة إلى حدود اتفاقية 7 مايو 1967، وذلك للحفاظ على حقوق الفلسطينيين تحت مظلة حكومة وطنية مختارة من الشعب.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى العديد من اللقاءات، أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، أو القبول بمبدأ تهجير أهالى القطاع إلى أى مكان، كما كان لها دور فى أروقة محكمة العدل الدولية لتسليط الضوء على الانتهاكات التى يقوم بها الاحتلال، وكانت منذ اللحظة الأولى أمام معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية، وبسبب التهديد الإسرائيلى، شاركت فى عمليات الإنزال الجوى للمساعدات الإنسانية، حتى تضمن وصول المواد الغذائية إلى مستحقيها.

تحركات منذ اللحظة الأولى

ومنذ اللحظة الأولي لعملية طوفان الأقصى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكثيف الاتصالات لاحتواء الموقف ومنع التصعيد، حيث تلقى الرئيس اتصالات هاتفية مكثفة من رؤساء العالم لحل الأزمة، كما أجرى عده لقاءات مع قادة وزعماء العالم، وحذر الرئيس السيسى خلالها من خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، كما أكد على حماية المدنيين ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية والأردنية، والتحذير من أن هذا الاتجاه سيؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وفي اليوم الأول للحرب تلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثاني، شدد خلاله على أولوية تضافر الجهود الإقليمية والدولية للعمل على وقف التصعيد والعنف، وضبط النفس، وفى نفس اليوم تلقى الرئيس اتصالًا من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجارى في قطاع غزة.

وفي اليوم الثاني للعدوان تلقى اتصالا من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، لبحث حالة التصعيد الأمنى والعسكرى، وأشار إلى خطورة غياب الأفق السياسي وتفاقم الأوضاع الراهنة على النحو الذي يهدد حياة المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.

في اليوم الثالث تلقى الرئيس اتصالا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، وتوافق الرئيسان على أهمية تكثيف التنسيق والتشاور ودفع الجهود الدبلوماسية الرامية لخفض التصعيد والعنف، كما تلقى في ذات اليوم اتصالا من المستشار الألمانى أولاف شولتز، حيث تم التوافق على أهمية العمل المكثف نحو وقف التصعيد العسكرى.

كما تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، تباحثا خلاله حول التطورات المتصاعدة للأزمة والأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وما تمثله من خطورة على السلم والأمن في المنطقة، وضرورة التوصل لوقف العمليات العسكرية على مختلف الجبهات.

وتلقى أيضا اتصالا من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، للتباحث حول مستجدات التصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وما يشكله من خطورة كبيرة على حياة المدنيين، وتهديد لاستقرار المنطقة.

وفى اليوم الرابع للأزمة تلقى الرئيس السيسى اتصالا من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث توافق الرئيسان بشأن أهمية حث كافة الأطراف على الوقف الفورى للمواجهات والعنف، وتجنب تعريض المدنيين لمزيد من الخطر.

كما تلقى اتصالا من الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير قطر، اتفقا فيه على حث مختلف الأطراف المعنية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، كما تلقى اتصالا من سلطان عمان هيثم بن طارق.

كذلك تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لمناقشة الأوضاع الإقليمية ومستجدات التصعيد في قطاع غزة، توافق الزعيمان على أهمية تغليب مسار دعم التهدئة واستعادة الاستقرار الأمنى، وأولوية الحرص على حماية المدنيين ومنع استهدافهم.

وفى اتصال من الرئيس الأمريكى جو بايدن، ناقش الرئيس السيسى نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى للقاهرة، وكذلك مستجدات الوضع الإقليمي المتوتر والتصعيد العسكري في غزة.

وفي اليوم التاسع للحرب وبعد زيارته لإسرائيل، جاء وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى القاهرة حاملا رسائل البيت الأبيض التي لا تتعاطى مع الموقف المصرى الرسمى والشعبى، وأكد الرئيس السيسي على أن رد الفعل الإسرائيلى تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعى، كما أكد على ضرورة إيقاف تطورات الأزمة التي من الممكن أن يكون لها تداعيات على منطقة الشرق الأوسط.

وبعد ثلاثة عشر يوما من الحرب في الـ 19 من أكتوبر عقد الرئيس السيسى وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قمة بالقاهرة، رفضا خلالها التهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر أو الأردن.

وفي اليوم التالي للقمة أجري الرئيس مباحثات مع رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك في القاهرة شدد فيها على ضرورة استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، مشددا على أهمية عدم انزلاق المنطقة إلى حرب على المستوى الإقليمى بالكامل.

قمة القاهرة للسلام 

وفي اليوم الخامس عشر للحرب في الـ 21 من أكتوبر استضافت مصر قمة القاهرة للسلام، حيث وجه الرئيس السيسى مجموعة من الرسائل، أهمها أن تصفية القضية الفلسطينية لن يحدث على حساب مصر أبدا، كما رفضت مصر رغبة المسؤولين الغربيين في القمة بصدور بيان توافقى يدين «حماس» ويؤكد على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وبالتالى جاء بيان مصر منفردا ليؤكد على أن مصر لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة.

وبعد 21 يوما من الحرب في الـ 27 من أكتوبر رحب الرئيس السيسي بمشروع القرار العربي الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالوقف الفوري للعنف في غزة.

وفي الـ 14 من ديسمبر، أكد رئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان على الاتفاق على زيادة كمية الوقود المدخل لقطاع غزة يوميا من 123 ألف لتر إلى 189 ألفا بالإضافة إلى شاحنتى غاز يوميا، وأوضح أنه منذ بدء إدخال المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، بلغ حجم المساعدات الطبية 3866 طنا، والمساعدات من المواد الغذائية 22799 طنا، وحجم المياه 13936 طنا، فضلا عن 222 قطعة من الخيام والمشمعات، بالإضافة إلى 5073 طنا من المواد الإغاثية الأخرى، وعدد 48 سيارة إسعاف، وتم إدخال 2678 طنا من الوقود خلال نفس الفترة، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة 4057 شاحنة منذ بدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة من الجانب المصري.

ونوه رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن مصر قد استقبلت في نفس الفترة، 773 مصابًا ومريضا من أبناء غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية وبعض الدول الشقيقة والصديقة، ومعهم نحو 612 مرافقا، إضافة إلى عبور 14023 شخصًا من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، و2135 مصريا، من قطاع غزة،

وفي الـ 20 ديسمبر وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى القاهرة،لإجراء مباحثات بشأن إعلان هدنة محتملة في الحرب الدائرة في غزة بين الحركة وإسرائيل، وأعلنت حركة حماس في بيان لها وصول عباس إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات الحرب في غزة.

في الـ 28 من ديسمبر أعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات عن مقترح مصر لإنهاء الصراع في غزة والذي يتضمن 3 مراحل متتالية مرتبطة ببعضها تنتهي إلى وقف إطلاق النار.

3 من يناير 2024 أعلن الهلال الأحمر المصري، تجهيز مخيم لإيواء النازحين في جنوب غربي خان يونس يسع أكثر من 6 آلاف شخص، ويتوفر بالمخيم جميع الخدمات الإغاثية والطبية، بجانب توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والمياه بشكل يومي للمقيمين بالمخيم بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني

وفي الثامن من يناير وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة، في زيارة رسمية تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لبحث سبل التعاون الثنائي من أجل الوقف الفوري والمستدام لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية، وكذلك التباحث حول الجهود المصرية والعربية والإقليمية والدولية المبذولة للتعامل مع الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي ومنع تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه إلى خارجها، ووقف اعتداءات وجرائم قوات الاحتلال ومستوطنيه على الضفة والقدس.

وفي الحادي عشر من يناير أجري وزير الخارجية الأمريكي بلينكن زيارة إلى القاهرة والتقي الرئيس السيسي في ختام جولة إقليمية، والذي أكد بلينكن خلال مباحثاته مع السيسي أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل على إقامة دولة فلسطينية، مجددا رفضه لما يثار من مخططات ومحاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة.

وفي ختام زيارته للقاهرة، قال بلينكن للصحفيين إن المنطقة أمام طريقين، الأول هو تكامل إسرائيل مع ضمانات والتزامات أمنية من دول المنطقة وكذلك من الولايات المتحدة وإقامة دولة فلسطينية.. على الأقل طريق للوصول إلى تلك الدولة.

وتستمر المساعي المصرية لمتابعة إجراءات تنفيذ وقف إطلاق النار، وبذل الجهد في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي إلى حين التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.

search