الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:21 ص

فنان يقدس أمه.. محمود الليثي صوت "دغدغ مصر"

محمود الليثي

محمود الليثي

إذا ولد محمود الليثي في الزمن الماضي فسوف يكون اسمه محمد رشدي، كلاهما يمتلك صوت "علّيوي" متعدد الطبقات، يأخذك إلى فوق، صوت بأجنحة يحلق نحو فضاءات رحبة، في رحلة سلطنة، لا تريد لها أن تنتهي، وأنت مخطوف من تأثير النغم الذي يخرج من حنجرة نادرة الوجود. 

رشدي المحظوظ وجد في طريقه عبد الرحمن الأبنودي وبليغ حمدي، لتتعانق الكلمة الراقية، مع اللحن الأسطوري، والصوت اللامحدود، في ظاهرة كونية إبداعية شهد لها الجميع، في الوقت الذي ما يزال محمود الليثي يبحث عن أبنودي وبليغ جديدين من أجل تكرار المعجزة.  

محمود الليثي 

في الأسكندرية، المدينة التي أنجبت سيد درويش وأنغام، ولد محمود الليثي، في الثاني عشر من شهر يونيو 1979، كان من السهل جدا، اكتشاف روعة صوته، وبمجرد أن تعلم الكلام أصبح مطرب تجمعات العائلة، ومنها إلى الأفراح، ما تسبب في قلق والده الذي رأى أن ابنه متفوق في التعليم، والغنا هيضيعه.

في الثانوية العامة كان الليثي يترك المذاكرة ويغني في الأفراح، ووالده يذهب ويأخذه من الفرح ليعيده إلى الكتب، وهو يقول له: "ادينى شهادتى وبعدين اعمل اللى انت عاوزه".

من الجيش للفن

ولم يخيب الليثي ظن والده دخل كلية الهندسة وتخرج فيها، وحصل على شهادة الخدمة العسكرية ليبدأ بعدها رحلة الفن الطويلة، التي حكاها الليثي في العديد من اللقاءات الصحفية: " قلت يا رب أعمل إيه أكمل هندسة ولا غنا، وزوج اختي هبة كان في السعودية، وهبة عاوزة تسافر لجوزها، وكان لازم يكون معاها محرم روحت معاها ورجعت حالق أقرع وبدقن.

محمود الليثي 

أضاف الليثي : لما رجعت قابلني منتج اسمه خالد عمر قالي نعمل شريط، قلت له أنا مش لاقي آكل، وأنا كنت بغني في الأفراح، واختي كان معاها فلوس جمعية قلت لها اديني الفلوس سلف وفعلًا خدت منها 10 آلاف جنيه، ودخلنا عند عمر فودة وهو أحسن مهندس صوت قال لي فين المطرب لأن شكلي ما يدلش إني مطرب، ولأنه كان متربي في ألمانيا قال لي غني مسكت المايك قدمت أغنية العنب قال لي هو مين العيل الصغير اللي بيغني معاك قلت له أنا صوتي لما يعلى بيكون كده، ونزلي وقال لي يا نهار أسود أنت معجزة ولما سجلنا الشريط نزل دغدغ مصر"

أول ألبوم

أول ألبوم ظهر في الأسواق باسم محمود الليثي هو "عصفورين"، وحقق نجاحًا كبيرًا (2005)، لم يستوعبه الليثي نفسه، بعد أن ردد الجماهير أغنياته ليدرك أنه يمتلك طبقات صوت لم يصل إليها مطرب في زمنه، تؤهله ليغني ألوان عديدة. 

في ألبومه الثاني اتجه للتواشيح (لونه المفضل)، قدم ألبوم "يا رب" الذي حقق شهرة كبيرة جعلت الجماهير يرتبطون بأغنية "موال الأنبياء" ليبدأ بعدها في طرح عدد من الأغنيات المنفردة مثل "سوق البنات" التي باتت لفترة طويلة أغنية الأفراح الرسمية، إضافة إلى أغنية "الست لما" أشهر أغنياته الشعبية.

أما ألبوم "كان في ولد"، فقد كان وش السعد عليه، وفتح أمامه باب السينما بعد أن تواصل معه سعد الصغير "قالى تعالى في شركة عند أحمد السبكى، وراحوا عاملين ليا عقد ومضيته ولقيت سعد بيقولى مبروك فقلتله مبروك ايه أنا عاوز فلوس، وفعلا القصة اللى بيحكيها سعد أنه أدانى 2000 جنيه من جيبه لما السبكى رفض يدينى فلوس في البداية كان حقيقى، وسعد ده من أطيب الناس اللى ممكن تقابلها في العالم وخدوم وجدع."

ظهور الليثي في عدد من الأفلام مثل: كباريه، ابقى قابلني، الطرب الشعبي، ليضيف إلى صوته الطربي خفة دمه، ويتم التعامل معه ككوميديان، ويبدأ في الحصول على أدوار البطولة، كما في فيلم "عش البلبل"

علاقته بوالدته

"روحي فيها.. مش هقدر أعيش من غيرها"، بهذه الكلمات كان الليثي يصف علاقته بوالدته التي توفيت اليوم، وهو يصف حبها بـ"العبادة" ويقول: "طول عمري من وأنا صغير عايز أرد ولو جزء من دين أمي عليا وأطلعها الحج قبل أي حد.. ولما كنت بصور أحد الأفلام جاتلي فرصة إني أطلع حج وأخد أمي معايا".

وأضاف: "هي مكانتش تعرف وجهزت كل حاجة وكلمتها وأنا بعيط، قولتلها ياما تأشيرتك معايا هنروح الحج سوا خلاص".

عند دخوله صالة المطار برفقتها، لم يكن الليثي يصدق أن حلم أمه تحقق، كان في منتهى السعادة لأنه أكرمها.

search