الأحد، 24 نوفمبر 2024

01:30 ص

مرض نادر.. رحلة طبيب من المستشفيات إلى العجز الكلي بسبب كورونا (مستندات)

الطبيب محمد حسن صابر

الطبيب محمد حسن صابر

محمد سامي الكميلي

A A

استغاث الطبيب محمد حسن صابر، بصندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية، التابع لرئاسة مجلس الوزراء، بعد معاناته لمدة 4 سنوات، بسبب وضعه المأساوي، لأنه في عام 2020 أصيب بفيروس كورونا، أثناء عمله كطبيب، ومكث قرابة شهر في العزل.

وقال الطبيب، الذي يبلغ من العمر 35 سنة، ومن سكان محافظة الإسكندرية، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه خرج من العزل، بفضل الرعاية الطبية الجيدة، في مستشفى العزل بالعجمي بالإسكندرية، وبفضل تفاني الأطقم الطبية.

وروى الطبيب الثلاثيني، أنه بعد خروجه من العزل، ظل غير قادر على العمل لمدة 6 أشهر تقريبا، وبمجرد مباشرة عمله مجددا بعد فترة التعافي، بدأت تغالبه آلام شديدة جدا في قدميه وذراعيه.

وتفاقم الأمر معه، ليصل به الشعور، بإعاقة شبه تامة وظل عام ونصف، يتردد على الأطباء ومراكز الأشعة، حتى ثٌبت بأنه يعاني من مضاعفات نتيجة إصابته بكورونا، وهي تأكل نيكروزي (AVN) مفصلي الحوض ومفصلي الكتف، وهو مرض نادر الحدوث.

وعبر بقوله “بدأت هنا المأساة الحقيقية وهي إنى عاجز بشكل شبه كامل فى الأربعة أطراف ومطلوب أربع عمليات تغيير مفصل والعمليات بسبب الوضع الاقتصادى متوقفة في التأمين وقعدت شهور بجري يمين وشمال وتعنت من كل الجهات لحد ما كتبت بوست السنة اللى فاتت والحمد لله وبفضله وفضل زملائي وصل للمسئولين وتواصل معايا ناس من مجلس الوزراء ومكتب الوزير وعملت أول عمليتين فى الحوض”.

وكشف، أنه أصبح عاجزا مدى الحياة، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أن العمليات الجراحية، التي تتطلبها حالته، لابد أن تجرى كل خمس سنوات تقريبا.

وعبر بقوله “يعنى هقضي حياتى أعمل عمليات ده غير إن العمليات دى بتخليك مجبر على عدم التحرك بشكل طبيعى وكمان من ضمن المضاعفات جالى ارتفاع بضغط الدم والسكر واكتئاب ناهيك عن عدم النوم والأرق يوميا بسبب الآلام المستمرة فى المفاصل واللي مش بتستجيب للأدوية ولا المسكنات”.

وقال إنه دفع الثمن، من صحته وشبابه ومستقبله، ولكن عبر  أن أولاده وعائلته ليس لهم ذنب، متساءلا: “ أولادي وعيلتى ذنبهم إيه؟!.. ذنبهم إن أبوهم طبيب مثلا” 

وأوضح أنه صرف كل ما يملك، وأصبح الآن غير قادر على المصاريف، ولكن أصدقاءه كانوا يساعدونه طيلة الفترة الماضية.

واستنكر من موقف نقابة الأطباء معه، موضحا أن وفدا من النقابة زاره، بعد معاناته العام الماضي، والتقط معه بعض الصور، وترك الزملاء بالنقابة مبلغا ماديا ورحلوا، متابعا: “الحقيقة كنت متوقع دور أكبر لهم معايا خاصة إن حالتى استثنائية وطبيب اتصابت أثناء عملى بالكورونا وفقدت صحتى نتيجة للإصابة دى وأصبحت عاجزا عن العمل.. والنقابة كانت عاملة يوم الطبيب المصري الشهر اللي فات محدش اتصل عليا يقولي ألف سلامة حتى".

ولفت إلى أنه بمجرد معرفة وزير الصحة والسكان بحالته، وجه بإنشاء صندوق مخاطر المهن الطبية، وأوضح أنه مضى في الإجراءات، وأبلغوه بأنه سيتم صرف تعويض له، ولكن في النهاية، فوجئ بأن مديرية الصحة في الإسكندرية أوقفت الإجراءات، لأن الأوراق من وجهة نظرهم غير قانونية، على الرغم أن الأوراق صادرة من المجالس الطبية المتخصصة (الجهة الحكومية المختصة بإصابة العمل والتعويضات)، على حد قوله.

وتابع “لما حاولت اتواصل مع وكيلة الوزارة رفضت وكلمتنى المساعدة بتاعتها بدون ذكر أسماء وردت عليا الرد ده نصا ”الورق ده مش معترفين بيه وغير قانونى وإيه اللى يثبت لنا إن إصابتك دى نتيجة الكورونا والورق ده مينفعش نعمله ولو عايز تشتكي للوزير اشتكى" !!

المسئول عن صندوق المخاطر المهن الطبية تواصل معه أكثر من مرة، ليبدي الأول اندهاشه، أن "ورقه عالق ولم يتم الانتهاء منه".

واختتم “أنا وصلت لمرحلة مش قادر أصرف على بناتى وعندى بنت لسه مولودة (6 شهور) جات لنا بعد 10 سنين زواج الحمد لله ربنا كرمنا ويوم ما تيجى تلاقى أب محطم ومحبط مش عارف يصرف عليها ولا يلبي احتياجاتها من أبسط الأشياء”.

search