السبت، 06 يوليو 2024

06:27 م

"علي إله" والجثث قربانه.. "العلاهية" تثير الرعب في العراق

أحد مؤسسي الحركة

أحد مؤسسي الحركة

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

 في حادثة صادمة، اعتقل مسئول من حركة دينية متطرفة تعرف بحركة "العلاهية" في محافظة ذي قار جنوبي العراق، بعد قتله شخصين وتقديمهما “قربانا”.

 وأعلنت مديرية استخبارات محافظة الديوانية، اليوم الأحد، القبض على المشتبه به في منطقة “الحمزة” الشرقية أثناء توجهه إلى محافظة كربلاء.

اعترف المشتبه به، وهو مسئول في الحركة “العلاهية”، بارتكاب جرائم القتل أثناء التحقيق معه، مشيراً إلى أنه قتل الشخصين اللذين كانا أيضاً أعضاء في نفس الحركة، "قرباناً لله".

اكتسبت هذه الجماعة المتطرفة، التي أثارت قلقا كبيرا في المنطقة، سمعة سيئة بعد سلسلة من الحوادث المثيرة للقلق. وبتاريخ 15 مايو 2023، أقدم أحد عناصر الجماعة على الانتحار شنقاً خلال موكب ديني في ناحية سوق الشيوخ، حسبما أفادت وكالة "شفق نيوز". 

جاء هذا الحادث في أعقاب انتحار ثلاثة أعضاء آخرين، ما سلط الضوء بشكل أكبر على الأيديولوجيات الخطيرة للجماعة.

وتشجع حركة “العلاهية” المحظورة بموجب القانون العراقي بسبب معتقداتها المتطرفة، على التضحية بالنفس ولها تاريخ من الطقوس العنيفة. 

تشير التقارير المحلية إلى أن الحركة ظهرت في البصرة وذي قار مطلع عام 2020، وردد أعضاؤها في كثير من الأحيان عبارات ترفع "الإمام علي" إلى المكانة الإلهية مثل "علي هو الله".

صعود الحركة

تتمتع حركة العلاهية، التي أسسها عبد علي منعم الحسني، المعروف أيضًا باسم المولى، بحضور كبير في تركيا وسوريا والعراق، خاصة في المناطق الجنوبية مثل ذي قار والبصرة، وتقدر أعداد التنظيم في العراق بحوالي 3000، بينما في تركيا، يقدر عددهم بأكثر من 20 مليونا.

الحركة التي كانت تتألف في البداية من المراهقين والشباب، مقرها الرئيسي في منطقة "الشيوخ"، وأصبح أعضاؤها معروفين بأناشيدهم واعتقادهم بأن “الإمام علي” يحمل مكانة الله، وتسببت هذه الأيديولوجية في إثارة قلق المجتمع العراقي ورجال الدين، خاصة في ظل أعمال العنف وحالات الانتحار المتكررة المرتبطة بالجماعة.

في عامي 2022 و2023، أبلغ عن عدة حالات انتحار مرتبطة بالحركة في مناطق مختلفة من العراق، بما في ذلك منطقة سوق الشيوخ ومنطقة المنطقة العسكرية، ويدعي الأعضاء أنهم يعبدون “الإمام علي” ويجرون قرعة بشكل دوري لتحديد من سيتم تقديمه كذبيحة للإمام.

الاعتقال والاعتراف

أكد اعتقال مسؤول “العلاهية” مؤخرا من قبل مديرية استخبارات محافظة الديوانية هذه الممارسات، واعترف المسئول بقتل شخصين وتقديمهما قربانا، ما يعزز معتقدات التنظيم وأنشطته الخطيرة.

حوادث سابقه

في النصف الثاني من عام 2022، عثر على جثة فتى يبلغ من العمر 16 عاماً منتحراً في منطقة المنطقة العسكرية غرب "سوق الشيوخ"، وفي وقت لاحق من ذلك العام، أبلغ عن حالة انتحار أخرى لشاب يبلغ من العمر 19 عاماً في “حي الشموع” شمال القضاء.

واستمرت الأحداث المأساوية حتى عام 2023، ففي 4 فبراير، عثرت الأجهزة الأمنية على جثة شاب يبلغ من العمر 23 عاماً، شنق نفسه على سطح أحد المحلات التجارية. وفي 15 مايو، عثر على جثة أخرى معلقة بسقف حمام في موكب (أنصار زهير بن القين) في منطقة البروتينين وسط المديرية.

وارتبطت حركة "العلاهية"، وهي جماعة دينية متطرفة، بهذه العمليات الانتحارية، وتشتهر الحركة بمعتقداتها المتطرفة، بما في ذلك التضحية بالنفس، وكانت مصدر قلق في جنوب العراق، وتمتلك المجموعة أربعة مقرات في ذي قار تقع في مناطق البطاط و7 نيسان والإسماعيلية 1 والدجيل.

وتكثف السلطات المحلية جهودها للتصدي لنفوذ حركة "الإلهية" ومنع المزيد من المآسي، ويؤكد العدد المتزايد لحالات الانتحار المرتبطة بهذه المجموعة على الحاجة الملحة للتدخل والدعم للأفراد المعرضين للخطر في المجتمع.

التمييز بين العلاهية والعلويين

وبينما تشترك حركة العلاهية في الاسم مع طائفة شيعية معروفة تعرف بالعلويين، إلا أن معتقداتهم وممارساتهم تختلف بشكل كبير عن “العلويون” الموجودون بشكل أساسي في تركيا وسوريا، ويلتزمون بتعاليم الإسلام، في المقابل، تتبنى حركة الإلهية في العراق إيديولوجيات متطرفة وعنيفة، بما في ذلك الاعتقاد بأن “القرآن محرف” وأن “الإمام علي إله”.

ما تزال حركة "العلاهية" المتطرفة تشكل تهديدا كبيرا في جنوب العراق، حيث تثير طقوسها العنيفة ومعتقداتها المتطرفة قلقا واسع النطاق.

search