الخميس، 21 نوفمبر 2024

10:20 م

سعت إلى عرفات مشيًا.. الحاجة ماجدة: "ربنا حقق حلمي”

الحاجة المنتقلة إلى عرفات مشيا

الحاجة المنتقلة إلى عرفات مشيا

بقلب مطمئن وخطوات واثقة بقدرة الله ودموع منهمرة على خدّيها، سارت السيدة الستينية "ماجدة موسى" في طريقها إلى جبل عرفات على قدميها لإتمام الركن الأعظم من الحج، متحدية الظروف والعوائق.

مقطع مثير للجدل

مقطع فيديو مدته لم تتجاوز 120 ثانية يُجسّد قصة تحدٍ لسيدة تسير على قدميها وهي تحمل حقائبها على رأسها في طريقها إلى عرفات، اجتاح مواقع التواصل، ولمس قلوب الملايين، الذين أطلقوا عليها لقب “الحاجة المنتقلة إلى عرفات مشيًا على الأقدام”.

قررت الحاجة “ماجدة” مقاومة درجات الحرارة المرتفعة، التي تجاوزت الـ 50 بالسعودية، واتجهت إلى جبل عرفات لتقطع مسافة تصل لـ 27 كيلومترًا من دون كل أو ملل، بدأتها من الساعة الخامسة فجرًا، وحتى وصلت إلى هدفها في تمام الساعة الحادية عشر صباحًا، دون رفيق سفر معها سوى أملها في إتمام فريضة الحج، مرددة “لبيك اللهم لبيك” واثقة بقدرة الله، وفق ما ذكرت الحاجة “ماجدة” لـ"تليجراف مصر".

دموع وتلبية

رغم مشقة الطريق فإن الحاجة “ماجدة” قررت استكمال طريقها في اللحظة التي توقف فيها الأتوبيس الذي تستقله لاستكمال المناسك، بسبب عدم وجود تأشيرة الحج، فوقفت تدعو الله أن يكلّل سعيها بالنجاح حتى تصل لحلمها، وهي رؤية جبل عرفات والدعاء عليه.

تركت الدنيا خلفها - بحسب رواية ابنها - وخطت خطواتها بدون طعام أو شراب فأكملت مسيرها تذكر الله تعالى وتُلبيه وهي صائمة ظنًا منها ضرورة أن تكون على صيام في الحج، ورغم محاولات بعض الأشخاص الذين يسيرون بجانبها التدخل لمساعدتها فإنها رفضت أن تفطر في البداية، ولكنها اقتنعت في النهاية بعدما تحدثوا معها وأقنعوها بأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم.

تأشيرة زيارة 

الحاجة ماجدة تبلغ من العمر 63 عامًا، ودخلت إلى الأراضي السعودية بتأشيرة زيارة برفقة 3 من أبنائها “مازن ومعتز، وأحمد”، وفي ليلة يوم عرفات كانت تستقل أتوبيس خاصًا بالسيدات وقررت الشرطة توقيفه بسبب عدم وجود تأشيرات للحجاج، ولم تكن تعرف طريقًا لأبنائها لذلك قررت المسير بمفردها، حسبما روّت ابنتها ماجدة محمد موسى.

الحاجة ماجدة وابنتها

وصول لجبل عرفات

ظلت السيدة الستينية التي يعود أصلها إلى قرية "بهادة" بمحافظة القليوبية، تبكي مرددة: “يا رب بعد ما صدقت آجي هنا، في الآخر موصلش جبل عرفات”، غير مكترثة بارتفاع درجات حرارة الطقس أو طول المشوار، وهي تحمل حقيبتين واحدة لملابسها الاحتياطية، وأخرى للأدوية الخاصة بها، حيث تعاني أمراضًا مزمنة في العظام والأعصاب، وهو ما ظهر في الفيديو المنتشر، الذي لم يتجاوز الدقيقتين، حتى وصلت لجبل عرفات، حسبما قالت ابنتها “مها”.

أعظم مكافأة 

“كانت أعظم مكافأة لأمي”، هكذا وصفت الأبنة شعورها وفرحتها بعد أن أصبحت والدتها أيقونة موسم حج 2024، وأتم الله عز وجل عليها مناسك الحج -بهذه الكلمات اختتمت ابنتها رواية سيدة أصرت على حلمها فحققته- قائلة: "فور وصولها إلى جبل عرفات، وانتشار الفيديو الخاص بها تواصل معها الجميع، وكانت تردد جملة واحدة وهي تبكي (الحمد لله حلمي تحقق)”.

search