السبت، 23 نوفمبر 2024

12:39 م

نيويورك تايمز: إسرائيل وحزب الله يضعان المنطقة على حافة الهاوية

دخان يتصاعد على الجانب الإسرائيلي من حدود لبنان

دخان يتصاعد على الجانب الإسرائيلي من حدود لبنان

خاطر عبادة

A A

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن إسرائيل وحزب الله يلعبان لعبة انتقامية محفوفة بالمخاطر، قد تترك المنطقة على حافة الهاوية.

وأضافت أن اندلاع حرب واسعة النطاق قد يؤدي إلى تدمير إسرائيل ولبنان، حيث تشكل ميليشيا حزب الله خصما أفضل تدريبا وتجهيزا من حماس.

وفي تقريرها، أكدت الصحيفة أن إسرائيل قد تواجه حربا ثانية شاملة ضد عدو أقوى بكثير، لافتة إلى أنه مع احتدام الحرب في غزة، اندلعت معركة أخرى بالتوازي على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وهي لعبة محفوفة بالمخاطر من مبدأ العين بالعين، والتي اشتدت في الأسابيع الأخيرة.


بايدن يشعر بالخطر

واستشعارا لخطر اندلاع حرب واسعة النطاق، أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن أحد كبار مساعديه، عاموس هوشستين، إلى إسرائيل يوم الإثنين الماضي وإلى لبنان يوم الثلاثاء الماضي للضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي.

وبخلاف حركة حماس، التي تقاتل إسرائيل في غزة، فإن حزب الله لديه قوات مقاتلة متمرسة على القتال، وتمتلك الجماعة اللبنانية صواريخ بعيدة المدى ودقيقة التوجيه وقادرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل، وفقا للصحيفة ذاتها.

ورغم الجهود الواضحة التي يبذلها الجانبان لمنع دائرة الضربات والهجمات المضادة من الاتساع إلى حرب شاملة تتجاوز تلك الدائرة في غزة، فقد قُتل مدنيون في إسرائيل ولبنان، وأُجبر أكثر من 150 ألف شخص على ترك منازلهم على طول الحدود.

ولكن مع اشتداد القتال في الأيام الأخيرة، تزايدت المخاوف أيضًا من أن يؤدي سوء التقدير إلى جر الجانبين إلى صراع أعمق، وقال حزب الله إنه لن يتفاوض على هدنة حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، والتي من المرجح أن تستمر لأسابيع أو أشهر.

وتوقع المسؤولون العسكريون الإسرائيليون منذ فترة طويلة أن مسلحين مدربين تدريبا جيدا قد يعبرون حدودهم في يوم من الأيام، متجهين إلى البلدات والقواعد العسكرية، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر، لكنهم كانوا يعتقدون أن ذلك الهجوم سيأتي من الشمال، من مقاتلي النخبة في حزب الله وليس حماس، الأضعف نسبيا، وفقا للصحيفة الأمريكية.

وأضافت أنه في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس، بدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال قواته بقوافل وطائرات هليكوبتر لتغطية حدودها الشمالية، خوفا من أن يغتنم حزب الله الفرصة للغزو.

وفي اليوم التالي، بدأ حزب الله في شن هجمات على شمال إسرائيل، مما دفع الأخيرة إلى شن هجوم مضاد في لبنان.
وقال الجنرال شلومو بروم، كبير الاستراتيجيين العسكريين الإسرائيليين السابقين، إن العدد الهائل من الذخائر الموجودة في ترسانة حزب الله - وخاصة مخبأ الطائرات بدون طيار - يمكن أن تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية الهائلة في حالة نشوب حرب واسعة النطاق، كما أن قوات حزب الله ذات خبرة قتالية، إذ قاتل العديد منهم في الحرب الأهلية السورية إلى جانب نظام الأسد، المدعوم أيضًا من إيران.
وقال الجنرال بروم: في حرب لا حدود لها، سيكون هناك دمار أكبر على الجبهة الداخلية المدنية وفي داخل إسرائيل، مضيفا أن لديهم القدرة على استهداف أي مكان في إسرائيل بشكل أو بآخر وسيستهدفون أهدافًا مدنية، تمامًا كما ستستهدف إسرائيل جنوب بيروت، في إشارة إلى مناطق العاصمة المعروفة بأنها معاقل لحزب الله.

وبالنسبة لحزب الله، فبحسب الصحيفة يثير التصعيد القلق أيضًا، حيث يتراجع الاقتصاد اللبناني حتى قبل الأزمة الحالية، ولم يكن لدى العديد من اللبنانيين رغبة تذكر في تكرار حرب العام 2006، كما يقول المحللون إن إيران، راعية حزب الله، قد لا تكون مهتمة بالتصعيد، وتفضل مشاركة وكيلها في لحظة أكثر ملاءمة.

search