الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:31 ص

"لا تسأل عن الأبوة".. قتلة يائسون فلتوا من الإعدام بأعجوبة

جريمة قتل- صورة ارشيفية

جريمة قتل- صورة ارشيفية

هيثم البرعي

A A

4 أشخاص حُكم عليهم بالإعدام في جرائم قتل أسري، ولكنهم ماتوا قبل تنفيذ الحكم، وكان انتهاء الأجل كفيلًا بتنفيذ المهمة بدلًا من حبل المشنقة. 

الوقائع الأربع كانت في محافظات: القاهرة والفيوم وسوهاج، اختلفت ظروفها ولكن تطابقت أحكامها، وتشابهت دوافع مرتكبيها في كون “اليأس” هو البطل المحرّض الأول على الجريمة. 

عبد الناصر السوهاجي قتل 5 من بناته 

 بداية الحكاية كانت مع “عبد الناصر.م” الذي ضاق ذرعًا من إنجاب زوجته للبنات، وأصبح يُمنّي النفس بمولود “ذكر”، ومع كل استبشار بحمل زوجته كانت تضع “أنثى”، حتى بلغ عددهن 7 بنات، مما حفز الشامتين من أهالي قريته التابعة لمركز طما، بمحافظة سوهاج، إلى تسميته بـ"أبو البنات".

مع تزايد مخاوفه من عدم قدرته على إنجاب “ذكر”، قرر وضع نهاية لهذا القلق، متناسيًا عاطفة الأبوة، ومتغافلًا عن حنان بناته اللاتي كن ينتظرن عودته يوميًا. 

مطلع نوفمبر 2004، والذي كان يوافق أحد أيام شهر رمضان، تناول “عبد الناصر” مع بناته السبع وجبة السحور، وبعد صلاة الفجر خلدن للنوم تباعًا.

صام الأب يومها عن الطعام والشراب، ولكنه كان عازمًا على تنفيذ مخططه، أمسك سكينًا، وبدأ في طعن بناته وهن نائمات، واحدة تلو الأخرى.

مع تعالي صرخات زوجته وبناته، تجمع الجيران، وتمكنوا من السيطرة عليه، ونتج عن الحادث مقتل 5 فتيات، بينما كتبت النجاة لاثنتين فقط، تمكن الأطباء من إنقاذهما. 

في أغسطس 2010 عاقبته محكمة جنايات سوهاج بالإعدام شنقا، وبعد مرور 4 أشهر فقط، وتحديدًا في ديسمبر 2010، توفي الأب داخل السجن بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية. 

شريف يذبح زوجته وأولاده 

من سوهاج إلى القاهرة، حيث يقيم المهندس شريف كمال، رفقة زوجته عبلة طنطاوي، وابنه وسام وابنته داليا، في شقة فخمة بأحد الشوارع المتفرعة من شارع عمار بن ياسر بحي النزهة. 

كانوا يعيشون حياة مرفهة وهادئة لا ينغصها شيء، فالأب مهندس ثري والأم ربة منزل، والابن مهندس في شركة سيارات شهيرة، والابنة مُدرسة باليه، ويمتلك كل فرد منهم سيارته الخاصة. 

في أغسطس 2008، قرر شريف المضاربة في البورصة، باحثًا عن المزيد من المال وما يتبعها من رفاهية أكثر، ولكنه في غضون 4 أشهر خسر كل ما يملك، وبدا عاجزًا عن سد احتياجات أسرته “الكمالية” كتغيير سياراتهم أو شراء شقة جديدة.

بعد تفكير عميق، قرر التخلص من أسرته، ثم الانتحار، ظنًا منه أن هذا هو الحل، فتوجه إلى إحدى المناطق الشعبية، واشترى بلطة، ووضعها في سيارته، وتحيّن موعد التنفيذ.

كان فجر يوم 15 يناير 2009، حيث خلد الجميع إلى النوم، وفجأة عاجل زوجته بالبلطة ثم توجه إلى غرفة نوم نجله وسام، وتلته داليا، حتى قتلهم جميعًا، وبعدها أصيب بنوبة من الهيستريا وحاول الانتحار بقطع شرايينه، لكنه فشل.

في صباح اليوم نفسه، أجرى شقيق الزوجة اتصالات عديدة بشقيقته ولكنها لم تجبه! فتوجه إلى الشقة ووجد السيارات الأربع التي تخص الأسرة أسفل العقار، ومع تكرار الطرق على الباب دون رد، اضطر لكسر الباب، ليفاجأ بالمذبحة داخل الشقة. 

مات الجميع باستثناء القاتل، الذي كان فاقدا للوعي، ونُقل إلى المستشفى وأنقذه الأطباء، واعترف خلال التحقيقات بارتكاب الجريمة، وبجلسة 6 يونيو 2009 عاقبته محكمة الجنايات بالإعدام، وفي تمام الساعة الثانية من ظهر يوم 13 يونيو، أعلن الأطباء بمستشفى السجن، وفاة “شريف” بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.

أحمد تخلص من أولاده للشك في نسبهم!

من حي النزهة إلى حي المرج، الذي شهد واقعة مقتل 3 أطفال على يد والدهم، أحمد عبد القادر، مع أمهم وزوجته الثانية.

تعود تفاصيل الواقعة إلى شكّ الرجل في نسب أطفاله الثلاثة، كما أنه أحب أن يخمد نار غيرة زوجته الأولى الثرية التي لا تنجب، فاتفق مع أم الأطفال على التخلص منهم بعد وعد من الزوجة الثانية بأنها ستشتري له شقة وميكروباص إذا تخلص من الأولاد!

وبالفعل نفذ الثلاثة مخططهم وقتلوا الأطفال الثلاثة، وحين خاف الأب من خيانة أي من زوجتيه والتبليغ عن الواقعة، صوّرهم بالمحمول الخاص بإحداهما أثناء تنفيذ الجريمة. 

في منتصف عام 2019، أثبتت التحقيقات أن واقعة القتل تمت بإغراق طفلين، وإلقاء ثالث في قطعة أرض فضاء بعد التخلص منه. وبعد القبض عليهم، اعترفوا بارتكاب الجريمة، وأُحيلوا للمحاكمة الجنائية.

بتاريخ 28 فبراير 2022، أمرت محكمة الجنايات بإحالة الأب وزوجتيه لمفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وبعد مرور 24 ساعة فقط، لفظ الأب القاتل أنفاسه الأخيرة، داخل محبسه، بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة. 

شريف يقتل زوجته وأبناءه 

من القاهرة إلى الفيوم، التي شهدت في يوليو 2019، ارتكاب خالد فرجاني مدرس لغة انجليزية جريمة قتل زوجته وأطفاله الأربعة، بينهم طفل عمره سنة ونصف وسلّم نفسه لقسم الشرطة.

برر الأب ارتكابه للجريمة بأنه تلقى تهديدًا من أشخاص هددوه باغتصاب زوجته وقتل أطفاله، لخلاف بينهم حول التنقيب على الآثار في منزل بقرية اللاهون بمركز الفيوم، وصدر حكم بإعدامه من محكمة جنايات الفيوم عام 2020.   

بعد مرور 4 سنوات داخل سجنه، وبينما هو في انتظار تنفيذ الحكم، توفى متأثرا بإصابته بانفجار في شرايين المخ. 

search